اعتبرت المعارضة الإيرانية نجاح عملية نقل 2300 عنصر لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية من العراق الى دول أوروبية بمثابة فشل استراتيجي للنظام الإيراني لتفكيك "المقاومة ضده"، وشكل هزيمة كبيرة له، وبدء مرحلة التغيير والهجوم لإنهائه.. فيما عبّرت السلطات العراقية عن ارتياحها لاكمال عملية النقل.

إيلاف من لندن: أكدت رئيسة (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) مريم رجوي في كلمة لها، تابعتها "إيلاف"، خلال مؤتمر احتفالي أقيم في مقر المجلس في ضواحي باريس بمشاركة كبيرة من شخصيات عربية ودولية لمناسبة انتهاء نقل عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من مخيم ليبرتي في العراق الى أوروبا.. أكدت أن "عملية النقل هذه تمثل هزيمة استراتيجية منيّ بها نظام طهران، حيث دقت الأجراس ايذانًا ببدء مرحلة للتغيير والهجوم والزحف". &

والجمعة الماضي، وصلت الى ألبانيا آخر مجموعة من عناصر منظمة مجاهدي خلق في العراق، وانتهت عملية نقلهم بنجاح كامل من مخيم ليبرتي الى دول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا وهولندا والنرويج وفنلندا والدنيمارك وبلجيكا وايطاليا واسبانيا وكذلك كندا.

اندحار محاولات النظام الإيراني&

وأشارت رجوي الى انه في هذه السنوات الـ 14، "بعد سقوط النظام العراقي السابق"، "بفضل صمود المجاهدين وأعضائهم في مخيمي أشرف وليبرتي في العراق، والحملات السياسية الدولية الحثيثة، فقد اندحرت المؤامرات والخطط الهادفة الى القضاء على المقاومة وتفكيكها واستبقت حركة تحرير الشعب الإيراني النظام الحاكم في إيران بخطوة نوعية وباءت بالفشل خطة ولاية الفقيه"، في اشارة الى المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي التي كانت ترمي الى ضمان بقائها بالتصفية الجسدية لمجاهدي خلق.&

وشارك في المؤتمر الاحتفالي، الذي تم تنظيمه الليلة الماضية، عدد من الشخصيات السياسية والأصدقاء القدامى للمقاومة الإيرانية، منهم سيد احمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق، وآلخو فيدال كوادراس رئيس مؤسسة البحث عن العدالة ونائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، واينغريد بتانكورد مرشحة الرئاسة الكولومبية، والسيدة بومدين عالمة العلوم الاسلامية والسيدة الأولى الجزائرية السابقة، وطاهر بومدرا رئيس سابق لحقوق الانسان للأمم المتحدة في العراق ومسؤول ملف أشرف في الأمم المتحدة، وجاك غايو الاسقف الفرنسي المعروف بأفكاره التقدمية، وجان بير مولر رئيس بلدية ماني آن وكسن ورئيس لجنة رؤساء البلديات ضد التطرف ومن أجل حقوق الانسان، وبرونو ماسه رئيس بلدية ویلیه آدام، وبير برسي رئيس مؤسسة حقوق الانسان الحديثة، وشيخ مسكين الرئيس المشترك للجنة المسلمين ضد التطرف ومن أجل حقوق الانسان، الذين هنأوا رجوي والمقاومة الإيرانية بنقل ناجح لسكان ليبرتي واصفين صمود المجاهدين في أشرف وليبرتي على مدى 14 عامًا بأنه يشكل انموذجًا تاريخيًا.&

&حراك لمقاضاة رموز النظام الإيراني

وقالت رجوي في كلمتها إن نظام طهران كان على الظاهر يطالب بإخراج مجاهدي خلق من العراق وابعادهم من الحدود الإيرانية، الا أن الطلب الحقيقي له بشأن "المجاهدين" كان إمّا القضاء عليهم أو تسليمهم الى السلطات الإيرانية.&

واضافت "أن الأحكام المفبركة الصادرة عن القضاء العراقي والمؤامرات الرامية لاسترداد المجاهدين واقحام الاشارات الحمراء للانتربول ضد المجاهدين كلها كانت تمهيدات من أجل ذلك الا أن المجاهدين ومن خلال صمودهم وسط حصار قاسٍ رفعوا مشاعل النضال من أجل الحرية وراية اسقاط نظام ولاية الفقيه في خضم أخطر الأزمات، التي شهدها الشرق الأوسط، حارسين الرصيد المعنوي والنضالي والاستراتيجي للشعب الإيراني".

واشارت رجوي الى حراك مقاضاة المسؤولين عن مجزرة عام 1988 من رموز النظام الإيراني الحالي الضالعين في تلك المجزرة التي تم فيها اعدام 30 الف إيراني معارض"، وقالت: "الآن بدأت مرحلة جديدة عنوانها التطور الشامل من أجل اسقاط ولاية الفقيه.&

وأضافت: "ليس من الصدفة أن نرى أن الملا جنتي رئيس مجلس خبراء النظام ورئيس مجلس صيانة الدستور للنظام قد أماط اللثام يوم أمس، وقال (لو كانوا يريدون أن يعطوا للمجاهدين مزيدًا من المجال ولا يبيدونهم لكانوا قد اجتثوا النظام من الجذور).. اذن، الموضوع لم يكن لا الاسلام ولا القرآن، وانما كما قال خميني نفسه إن حفظ السلطة وحفظ النظام هما من أوجب الواجبات مهما كانت الوسيلة "ولكن دعوني أن أوضح لخامنئي ولنظامه أن المقاومة الإيرانية الآن أصلب وأقوى للنضال القادم مئات المرات أكثر من ذي قبل".
&
بغداد مرتاحة لإكمال نقل سكان ليبرتي لدول أوروبية

واكدت رئاسة الحكومة العراقية انه لا تواجد لمنظمة مجاهدي خلق على الأراضي العراقية، مشيرة الى ترحيل جميع عناصر المنظمة، ونقل آخر دفعة منهم إلى جمهورية ألبانيا.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي، في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم، إن الحكومة العراقية "أنهت بشكل تام تواجد منظمة خلق الإيرانية على الأراضي العراقية، وتمكنت من إغلاق هذا الملف وطي صفحة أخرى من مخلفات النظام البعثي المقبور".&

وأضاف أنه "تم ترحيل جميع عناصر منظمة خلق الإيرانية، ونقل آخر دفعة منهم، والبالغ عددها 280 عنصرًا من مخيم الحرية إلى مطار بغداد ومنه إلى جمهورية ألبانيا بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة".

وشدد بالقول إنه "بذلك تنتهي آخر مرحلة من فصول ملف ارتبط بمعاناة الشعب العراقي من الحروب والقمع والتدخل"، على حد قوله.

ومن جهتها، عبّرت وزارة الخارجية العراقية عن ارتياحها العميق إزاء نقل آخر وجبة من أعضاء المنظمة إلى خارج العراق واصفة إياه بالانجاز المهم. &

وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في بيان صحافي، "تعبر وزارة الخارجية العراقية عن ارتياحها العميق لما تحقق بنقل آخر وجبة من قاطني معسكر الحرية من أعضاء منظمة خلق الإيرانية إلى خارج العراق، بناء على طلب الحكومة العراقية، حيث تكللت الجهود الدولية التي سعت إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة بهذا الانجاز المهم، بعد أن أوفى العراق بجميع التزاماته وفقًا لمذكرة التفاهم الموقعة بينه وبين الأمم المتحدة عام 2011 بشأن إعادة توطين سكان المخيم في بلدان أخرى".

وأعلنت المنظمة الجمعة عن مغادرة باقي أعضائها العراق لإعادة توطينهم في ألبانيا في أعقاب سلسلة هجمات صاروخية على مخيمهم في السنوات القليلة الماضية، ما ادى الى مصرع واصابة المئات من ساكنيه اعلنت مليشيات عراقية مرتبطة بالسلطات الإيرانية مسؤوليتها عنها.

وبموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة ومفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، أعيد توطين قرابة 2300 معارض إيراني في نحو 12 دولة أوروبية منذ بداية 2016.&

وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في مخيم اشرف (80 كلم شمال بغداد) لكنه تم تجريده من اسلحته، بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003، وتولى الأميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل ان يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2009.&

وقد تأسست منظمة مجاهدي خلق، التي تشكل اكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1965، بهدف الاطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الاسلامي الذي حاربها، ونفذ الاعدام بأكثر من 30 الفًا من عناصرها عام 1988.&

ورفعت وزارة الخارجية الأميركية اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمتها للمنظمات الارهابية العام الماضي، وتبعتها دول أخرى عديدة، حيث تسعى المنظمة حاليًا إلى الاطاحة بالنظام الحالي في إيران، الذي تتهمه بممارسة انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان، والمسؤولية عن الاضطرابات الدولية التي تشهدها حاليًا دول عربية عديدة نتيجة تدخله في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا واليمن ولبنان. &