تتساءل صحف عما إذا كان الاتفاق بداية لوقف الحرب في سوريا

أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتمامًا بالاتفاق الروسي الأمريكي لحل الأزمة السورية، الذي يدخل حيز التنفيذ مع غروب شمس هذا اليوم.

وقد أعرب كثير من الكتاب عن تفاؤلهم بأنْ يكون الاتفاق خطوة في طريق الحل السياسي، إلا أن آخرين رأوا فيه غموضا وتشككوا فيما إذا كانت الأطراف ذات الصلة ستلتزم به أم لا.

وكانت واشنطن وموسكو قد أعلنتا التوصل إلى اتفاق يهدف إلى خفض العنف في سوريا ووقف "الأعمال الحربية" اعتبارًا من مساء اليوم ويؤدي في نهاية المطاف إلى عملية انتقال سياسي تضع حدا نهائيا للحرب الدائرة منذ خمس سنوات.

تفاؤل وشكوك

رحبت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها بأي اتفاق يحقن دماء السوريين "ولو لأيام معدودات"، معربة عن تفاؤلها أن الاتفاق "ربما يشكل بداية لتحرك نحو إنهاء مأساة الشعب السوري".

لكن الصحيفة تشكك في التزام الحكومة السورية بهذا الاتفاق، "وهو ما يضع على عاتق الدولتين الكبيرتين، أميركا وروسيا، مسؤولية إلزام النظام بهذه الهدنة، فبدون تدخل قوي منهما، وبدون موقف قوي تجاه النظام، فإن خرق الاتفاق من قبل النظام واقع لا محالة".

وتصف الصحيفة الاتفاق بأنه "خطوةٌ على الطريق لا أكثر، فيما تظل الخطوة الأهم، هي إلزام النظام بتطبيق مقررات جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لإنهاء المأساة".

وتحت عنوان "سوريا.. هل تتحقق المعجزة؟"، أعرب جلال عارف في الأخبار المصرية عن تفاؤله أنْ تفتح الهدنة في سوريا "البابَ أمام الحل السياسي الموعود الذي ينقذ ما تبقى من هذا القطر العربي الشقيق، ويوقف شلال الدم الذي حصد أرواح ما يقرب من 300 ألف، وحول سوريا العزيزة إلي ساحة مستباحة لكل الصراعات الاقليمية والدولية".

ويؤكد الكاتب أن موسكو وواشنطن "لهما مصلحةٌ في التوافق الآن"، مشيرًا إلى أن روسيا "تريد تثبيت مكاسبها التي حققتها في المنطقة والتي أعادتها لاعبا رئيسيا في شؤون الشرق الأوسط بعد طول غياب" وأن الولايات المتحدة "تريد أن تحقق إنجازًا قبل رحيل أوباما تداري به خيبة السياسة الأمريكية التي ساهمت في نشر الفوضى في المنطقة".

ويتمنى طارق مصاروة في الرأي الأردنية أنْ يكون الاتفاق جديا هذه المرة، خلافا للهدنة السابقة التي حُددت بأسبوع ولم تنجح.

لكنه يقول إن "وقف الأعمال العدائية أو السماح بإدخال المعونات الطبية والغذائية إلى المدن والبلدات المحاصرة لا يمكن أن يكون الحلَ السياسي للمسألة السورية".

وتتساءل الأهرام المصرية: "هل يكون الاتفاق... بداية النهاية لمعاناة المدنيين السوريين؟ وهل سَيُوقِفَ الاتفاق... نزيفَ الدم السوري؟ هل ستلتزم كلُ الأطراف المتفائلة بالهدنة فعلا أم سنرى من سيشعل فتائل الأزمة سعيًا لتحقيق مصالح المتاجرين بدماء السوريين؟"

وتقول الجريدة في افتتاحيتها إن "الأسئلة كثيرة والإجابات شحيحة، لكنَّ المتفقَ عليه بين المراقبين هو أن هيبة ومصداقية الولايات المتحدة وروسيا باتتا على المِحَك".