ويستمر الظلم والجبروت، إلا إذا خرج من بين الناس من تميّز بعزيمته الصلبة، ووقف في وجههما، وقال "لا" مدوية. عشر شخصيات فعلوها، فكتبوا فصولًا من التاريخ تعدّ مصدر إلهام للبشر.

إيلاف من بيروت: شهد التاريخ شخصيات عديدة وقفت في وجه الإمبراطوريات الظالمة، وانتصرت عليها، حتى لو لم يكن انتصارهم وليد اللحظة، فهم أبطال تاريخيون من الناحية المعنوية.

ماذا فعل الرومان بـ"بن هور"؟، حوّلوا حياته جحيمًا، فحكم عليه صديقه "ميسالا"، قائد الثكنة الرومانية في القدس، بالعبودية ثلاث سنوات. وعندما عاد، كان مصممًا على الانتقام من الرومان لما فعلوه به وبعائلته. وللاحتفال بفيلم "بن هور"، هؤلاء عشرة أشخاص شكّل تحدّيهم السلطات الظالمة مصدر إلهام للبشرية جمعاء.

1- أوليفر كرومويل
هل هو أبو الديمقراطية البريطانية أم هو جنرال متديّن متعصّب لا يرحم شقّ طريقه إلى السلطة غصبًا؟، كلاهما ربما. كان كرومويل مزارعًا من كامبريدجشاير، وقاد الانقلاب الذي أطاح تشارلز الأول، وقطع رأسه في عام 1649. وهو بين أكثر الشخصيات التاريخية المثيرة للانقسام، لكنّه الوحيد الذي ترأس دولة، مع أنّه لم يكن من أصول ملكية، وجعل برلمان وينستمنستر، وبالتالي الشعب، فوق الملكات والملوك المستبدين، الذين لا يحترمون القانون.



2- محمد علي
"لقد هززت العالم": هذا ما قاله كاسيوس كلاي، عندما هزم سوني ليستون المخيف، وصار بطل العالم في الملاكمة عن فئة الوزن الثقيل، وهو في الثانية والعشرين من عمره بعد. لم تكن هذه سوى هزّة خفيفة مقارنة بما حققه لاحقًا.

غيّر اسمه، واعتنق الإسلام، ورفض أن يشارك في حرب فيتنام، وطالب بحقوق السود، وتحدّى الأميركيين البيض، فسحر العالم بأسره، لا بل هزّه حقًّا.

3- السير ونستون تشرشل
صُبغت آفاق بريطانيا بلون الكآبة في مايو 1940 حين بدأ هتلر مسيرته المدمّرة التي بدا إيقافها شبه مستحيل، تمّ إحضار تشرشل إلى الخطوط الأمامية للسياسة مجددًا، وهو في الخامسة والستين من عمره.

في خطابه الأول رئيسًا للوزراء أمام مجلس العموم، قال: "ليس لديّ ما أقدّمه إلا الدم والكد والدموع والعرق". عرف أن الحرب ربما تكون طويلة وشاقّة، لكنّه أثبت أن روحه وقيادته وحكمه لا تقدّر بثمن. وفي عام 1945، جعل من الرقم سبعة علامة للنصر، بعدما رسمها بسبابته وإصبعه الأوسط.

4- نيلسون مانديلا
في عام 1963، وعندما كان في سن الخامسة والأربعين من عمره، حُكم على نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة، بسبب معارضته نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

كان سيطلق سراحه حين يبلغ الواحدة والسبعين، لكن في عام 1994، أي بعد مرور 4 سنوات على الإفراج عنه، انتهى نظام الفصل العنصري، وتوقّف التمييز العرقي، فنال السود حريّتهم، وأصبح مانديلا رئيسًا لبلده.

قال في محاكمته: "أثمّن قيمة وجود مجتمع ديمقراطي حر، يعيش فيه الجميع في تناغم، وفي ظل فرص متساوية"، وعمل أكثر من أي شخص آخر على تحقيق ذلك في جنوب أفريقيا.

5- سبارتاكوس
في عام 73 قبل الميلاد، يقال إن سبارتاكوس هرب من العبودية في الإمبراطورية الرومانية، ولجأ إلى جبل فيزوف قرب نابولي، حيث قام 100 ألف عبد هارب بإنشاء جيش. قاد سبارتاكوس هذا الجيش، وأنزل بالقوات الرومانية هزائم ساحقة، في معارك عرفت بحرب العبيد الثالثة.

لكن الأمور لم تنته على ما يرام، إذ قتل سبارتاكوس في معركة في جنوب إيطاليا في عام 71 قبل الميلاد، إلا أنه ألهم عددًا من الثوار والكتّاب، وما زال الجميع يتذكّر جملة: "أنا سبارتاكوس" من فيلم عرض في عام 1960.

6- سيمون بوليفار
حكمت إسبانيا الجزء الشمالي من أميركا الجنوبية طوال 3 قرون، فنهبت أراضي السكان الأصليين وثرواتهم وديانتهم. قام بوليفار، الارستقراطي الفنزويلي، المتأثر بالفكر الليبرالي والثورة في أوروبا، بقيادة الجيش، الذي حرّر 6 دول في بداية القرن التاسع عشر.


وتمّت تسمية إحدى الدول والعملات تيمنًا به. ومن أهم أقواله: "الحرية هي الشيء الوحيد الذي يستحق التضحية بالحياة من أجله".

7- ابراهام لنكولن
إنه الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة والرجل الذي ألغى العبودية. لم يكن الأمر بالبساطة التي يبدو عليها، فقد انصبّ تركيز لنكولن على الحفاظ على وحدة الولايات المتحدة أكثر من اهتمامه بتحطيم القيود. إلا أن انتصاره في الحرب الأهلية أدّى إلى التعديل الثالث عشر للدستور وإلغاء العبودية فعلًا.



8- روزا باركس
استقلّت الخياطة روزا باركس (42 عامًا) حافلة للذهاب من مكان عملها في متجر في مونتغمري في ولاية ألاباما إلى بيتها، فطلب السائق منها ومن 3 أشخاص غيرها من العرق الأسود الوقوف ليجلس البيض في مقاعدهم.

نهض الثلاثة، بينما رفضت باركس ذلك، قألقت الشرطة القبض عليها، وتم تغريمها، وحكم عليها بالسجن مع وقف التنفيذ، كما خسرت عملها. لكن في نهاية المطاف، اعتبر التمييز في الحافلات غير قانوني، وولدت حركة الحقوق المدنية. وتجدر الإشارة إلى أن السود في أثناء محاكمتها قرّروا مقاطعة الحافلات بتنظيم من الشاب مارتن لوثر كينغ.

9- إميلين بانكيرست
نظّمت الحركة البريطانية سوفراجست Suffragists حملة سلمية في نهاية القرن التاسع عشر من أجل المطالبة بمنح المرأة حق الاقتراع في بريطانيا. ووجد آل بانكيرست وأعضاء الحركة أنّه من الضروري استخدام طرق أكثر عنفًا.

في عام 1903، ساعدت إميلين بانكريست على تأسيس الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة، الذي لجأ إلى تحطيم النوافذ والحرق والإضراب عن الطعام من أجل دعم القضيّة.

علق الاتحاد أعماله في الحرب العالمية الأولى، وشجّع النساء على المساهمة في المجهود الحربي. بعد ذلك بفترة قصيرة، نالت المرأة في بريطانيا حق الاقتراع.

10- روبن هود
لا تكتمل لائحة الأبطال المظلومين من دون رئيس عصابة ميري مين Merry Men أي الرجال المرحين. ومع أن السيد روبن هود شخصية خيالية أسطورية، فثمة إثبات على وجود رجل خارج على القانون يحمل هذا الاسم أو ما يشبهه، وكان ناشطًا في مطرانية يورك في بداية القرن الثالث عشر، ويقال إنه كان يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء.



أعدّت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية