بدأت في بغداد اليوم مباحثات عراقية اميركية لمناقشة خطط تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من سيطرة تنظيم داعش ودعم قوات البيشمركة ومساعدة النازحين في الاقليم، حيث اكد نائب وزير الخارجية الاميركي عقب مباحثات مع العبادي والجبوري دعم بلاده للمصالحة وللاصلاحات والحرب ضد داعش.

إيلاف من بغداد: اكد نائب وزير الخرجبة الاميركي أنتوني بلينكن دعم بلاده القوي لاصلاحات العبادي وللمصالحة الوطنية متوقعا نزوح مليون مواطن من الموصل لدى لدء عمليات تحريرها واوضح أن العراق استرجع 50 بالمائة من اراضيه التي احتلها داعش بفضل التعاون مع التحالف الدولي.

وقال المسؤول الاميركي خلال مؤتمر صحافي بمقر السفارة الاميركية في بغداد "اننا ندعم بقوة إصلاحات رئيس الوزراء العراقي والمصالحة الوطنية ومحاربة القوات العراقية لداعش".. مشددا بالقول أن "واشنطن داعمة لعراق ديمقراطي فدرالي موحد".

واضاف "نستعد لتحرير الموصل من داعش وسنقدم 181 مليون دولار للدعم الانساني ليكون حجم المساعدات الاميركية المقدمة للعراق في هذا المجال مليار دولار منذ عام 2014 . واوضح ان المساعدات الجديدة ستكون عبارة عن مواد غذائية وصحية وفي مجال التعليم وتوفير المرافق الصحية النظيفة للنازحين وسيتم تحويل 83 مليون دولار لاعادة الاستقرار ضمن برنامج برنامج الامم المتحدة الانمائي .

وتوقع نزوح مليون شخص من الموصل والمناطق المحيطة بها حال بدء العمليات العسكرية لتحرير المدينة .. واشار الى انه قبل عامين كانت بغداد واربيل في خطر من داعش وبعد الشراكة مع التحالف الدولي استرجع العراق 50 بالمائة من الاراضي من سيطرة التنظيم وعاد مليون نازح عراقي لمناطقهم المحررة .

واكد المسؤول الاميركي ان داعش يندحر والهدف الاساس هو تركيز الجهود على حملة الموصل .. محذرا من انه بعد دحر التنظيم فانه من الممكن ان يتحول داعش الى خلايا ارهابية واخرى نائمة.. مشددا بالقول ان بلاده تدعم عراقا موحدا فدراليا مزدهرا .

الحرب ضد داعش

وبحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد الاربعاء مع نائب وزير الخارجية الاميركي توني بلينكن بحضور المبعوث الخاص للرئيس الامريكي السيد بريت مكورك ووكيل وزارة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط السيد جوزيف بيننغتون والسفير الامريكي في بغداد دوغلاس سيليمان وقائد قوات التحالف الدولي الجنرال تاونزند.. بحث تطورات الحرب ضد تنظيم داعش والانتصارات المتحققة وزيادة الدعم الدولي للعراق في هذه الحرب واعادة الاستقرار للمناطق المحررة والاستعدادات لتحرير الموصل بالاضافة الى الاوضاع السياسية والتحديات التي تواجه الحكومة كما قال بيان صحافي لرئاسة الحكومة اطلعت على نصه "ايلاف".

ومن جهته اكد بلينكن موقف بلاده الداعم للعراق ولحكومة الدكتور العبادي في حربها ضد الارهاب مباركا الانتصارات المتحققة على داعش .

وعلى الصعيد نفسه بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع بلينكن بشكل موسع مجمل التطورات الأمنية والسياسية في البلاد خصوصا ما يتعلق بملف الحرب على تنظيم داعش حيث اكد الجبوري أن "الشغل الشاغل في العراق اليوم يتمثل بالإعداد والتهيئة لمعركة نينوى الفاصلة".. لافتا الى "ضرورة استثمار المعنويات العالية وزخم الانتصارات الأخيرة التي تحققت في عدم منح فرصة للإرهاب كي يتقوى من جديد وهي مسؤولية لا يمكن للعراق أن يتحملها لوحده".

وأضاف الجبوري وهو سني ان التخطيط لمرحلة ما بعد داعش لا يقل أهمية عن مرحلة القضاء على هذا التنظيم المتطرف &.. مشددا على ضرورة معالجة الاسباب التي أدت الى ظهوره في العراق والمباشرة بعمليات تأهيل فكري ونفسي ومجتمعي للحيلولة دون التعرض لمثل نكبته التي الحقت بالعراق والعراقيين الأذى الكبير. وعادة ماتوجه قيادات عراقية الى الحكومة اتهامات بتهميش المكونات السنية في البلاد واستهدافهم بالاعتقالات والتهجير الامر الذي يدفع بأتجاه التطرف وانتشار الافكار والتوجهات التي تسبب العنف والارهاب.

واشار الجبوري الى ان الاستقرار السياسي ضمانة للمرحلة المقبلة وهو يتطلب مزيدا من الجهد المشترك والمعالجات السريعة والحقيقية للأزمات التي من شأنها دعم مسيرة الاصلاح التي يترقبها الشعب "وهو ما نعمل لأجله ونجتهد في سبيله" كما نقل عنه يان صحافي لمكتبه تسلمت "أيلاف" نسخة منه. &

دعم القوات&

وسيبحث بلينكن الذي وصل الى بغداد الليلة الماضية مع كبار المسؤولين العسكريين الاميركيين في بغداد لبحث زيادة دعم بلاده المستمر "لأفراد قوات الأمن العراقية العاملة تحت قيادة وسيطرة الحكومة العراقية" .

والخميس الماضي أعلن التحالف الدولي ضد داعش أن الولايات المتحدة نشرت في العراق خلال الأيام الأخيرة أكثر من 460 عسكري إضافي. وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم التحالف إن عدد العسكريين الأميركيين في العراق ارتفع في غضون أسبوع من حوالي أربعة آلاف إلى 4460 عسكريا &من دون أن يوضح مهمة هذه التعزيزات التي تمت الموافقة عليها في وقت سابق من العام الحالي.

وتأتي زيادة عدد القوات الاميركية هذه في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية لشن عملية عسكرية لاستعادة الموصل ثاني كبرى مدن البلاد من قبضة التنظيم الارهابي والتي تعتبر معقله الأساسي في العراق حيث يترواح عدد مسلحي التنظيم الموجودين حاليا في الموصل بين 3 آلاف و4 آلاف فرد.

وقد تراجعت المساحات التي يسيطر عليها داعش في العراق من 40 بالمائة من مساحة البلاد عام 2014 الى 10 بالمائة حاليا حيث لم يبق بيده سوى محافظة نينوى وعاصمتها الموصل إضافة إلى بعض المناطق في محافظة الأنبار الغربية.

دعم البيشمركة والمساعدات&

وفي ختام مباحثاته في بغداد سينتقل نائب وزير الخارجية الاميركي والوفد المرافق له الى اربيل يوم غد الخميس لاجراء مباحثات مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وعدد من كبار المسؤولين في حكومة الاقليم تتناول تعزيز الجهود المشتركة لتدمير وهزيمة داعش وتقديم الدعم لقوات البيشمركة الكردية وكذلك استجابة واشنطن العاجلة للأزمات الإنسانية ومساعدة النازحين في العراق .

واجرى رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني في بغداد خلال ابريل الماضي مباحثات مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان يزورها رسميا تناولت الأوضاع في المنطقة والأزمة المالية التي يواجهها العراق وإقليم كردستان فضلاً عن الاوضاع الأمنية في المنطقة والحرب ضد داعش والخطوات المقبلة بين بغداد وأربيل والتحالف من اجل تحرير مدينة الموصل والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية وإقليم كردستان حيث اكد كيري إستعداد بلاده لمساعدة العراق وإقليم كردستان بشكل خاص في مواجهة الأزمة المالية وإستمرار بلاده في دعم ومساعدة قوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهاب. &&

&وفي يوليو الماضي وقعت أربيل وواشنطن بروتوكولا عسكريا يقضي بتسديد وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" رواتب افراد للبيشمركة حتى انتهاء الحرب ضد داعشوبما قيمته 450 مليون دولار ومشاركة الطرفين في معركة تحرير الموصل.

وبحث مسعود بارزاني عقب توقيع الاتفاق اخر مستجدات الحرب ضد داعش مع اليسا سلونكين نائبة وزير الدفاع الاميركي التي اشارت الى ان هذا البروتوكول يعتبر دعما عسكريا للاقليم ويدل على وجود قوة جيدة بين واشنطن وأربيل مؤكدة ان الجانبين سيشاركان في عملية تحرير الموصل.

من جانبه ثمن بارزاني دور الولايات المتحدة المهم في دعم قوات البيشمركة لمواجهة تنظيم داعش واكد ان الولايات المتحدة هي الحليف القوي للإقليم.
&
&