إيلاف من لندن: أدان معارضون للنظام السوري سياسات الولايات المتحدة وروسيا في ما خص الشأن السوري وإلحاقهما الثورة السورية بحرب ضد الإرهاب.

وانتقد المعارضون، وهم ينتمون الى مختلف النخب السياسية والثقافية والفنية، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه ، كل ما قامت به هاتان الدولتان&في سورية، منذ صفقة الأسلحة الكيماوية مع النظام السوري وحتى اليوم، وشددوا على أن التوافقات والاتفاقيات الروسية – الأميركية "أطلقت يد النظام السوري، لتدمير سورية وقتل السوريين وتهجيرهم، وتسببت بكوارث لا نهاية لها".

ولكن المعارض السوري صدام الجاسر قال لـ"إيلاف" إن البيان قوي اللغة واللهجة لكنه لم يأت بجديد، واعتبر أن النخب السورية بشكل عام ومع مرور السنوات سقطت أمام التحديات التي تعرضت وتتعرض لها سوريا. أضاف:&"لا شيء أمام النخب السورية لتقدمه اليوم للشعب المكلوم، كما أنه لم يعد أحد يقرأ أو يحلل أو يستمع".

وتساءل الجاسر: "بعد ست سنوات من القتل والتدمير يتم الوصول الى هذه النتيجة؟"، وقال إن "ما&حصل في الفترة الأخيرة في سورية تسبب بإحراق جميع النخب السياسية والثقافية والاجتماعية لأن الشعب السوري قد سبقهم بأشواط طويلة ولم تعد بياناتهم تجد آذانا صاغية لدى أحد"،&وشدد على أنه الآن "اصبح الشعب السوري يبحث عن شيء&ملموس".

انعدام العدالة

وأكّد المثقفون السوريون في بيانهم أن تجميد الوضع الحالي، الذي يُغفل مصير المعتقلين، والمحاصرين، ويهمل ذكر إيران وميليشياتها، ويفسح الفرصة لاستئناف حرب لا تنتهي ضد الإرهاب، ويُشارك النظام، يدلّ على" انعدام العدالة والأخلاق لدى الفريقين "الأميركي والروسي، ويفضح تدني المستوى السياسي لهاتين الدولتين.

وأشار البيان الى توقيع الدولتين الإمبرياليتين "الصفقة الكيماوية المشينة التي حلت مشكلات للولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا، وللدولة الأسدية التي كانت قتلت لتوّها 1466 من محكوميها، ولم يُعالج الاتّفاق أي مشكلة تخص الشعب السوري، بل أطلقت يد طغمة بالغة الإجرام في قتل السوريين وتدمير بلداتهم وأحيائهم وتهجيرهم، وكانت فوق ذلك هدية لا تُقدّر بثمن للمنظمات العدمية الإسلامية، مثل (داعش) و(جبهة النصرة)".

&وأضاف البيان بعد ثلاث سنوات "من تلك الصفقة الخسيسة، ومقتل نحو نصف مليون من السوريين، يتفق الروس والأميركيون على تجميد الوضع الحالي كي تستأنف القوتان الحربيتان حربًا لا تنتهي ضد الإرهاب، وشدد البيان على ما أسماه "انعداما تاما للحس الأخلاقي وحس العدالة لدى الفريقين الأميركي والروسي فحسب، وإنّما يفضح &انحطاط المهنة السياسية وتدني مستوى سياسة الدولتين، هما الأقوى في عالم اليوم".

إشمئزاز

وقال البيان "إننا نشعر بأشد مشاعر الاشمئزاز والاحتقار لهذه الترتيبات وأصحابها، ولا يزيدنا إلا اشمئزازًا واحتقارًا تواطؤ الأمم المتحدة التي تكشّف&أخيرًا أنها كانت تُموّل طغمة الإجرام الأسدي طوال سنوات حربها ضد السوريين".

ولفت البيان الى أنّ "عالم اليوم يسير نحو تبلّد أخلاقي غير مسبوق، ترتفع فيه مستويات الخوف والكراهية، وترتفع معها أسهم السياسيين الذين يستثمرون في الخوف والكراهية والانعزال"، وأنّ الديمقراطية "في تراجع في العالم كلّه"، وأن المراقبة والتقييد والخوف كما قالوا "في انتشار وصعود"، وشددوا على أن هذه الأمور "هي خيارات خطرة لنخب سياسية خطرة، يتعين أن نعمل معًا على رفع صوت الاعتراض عليها، الآن وفي كلّ مكان".

وأضاف البيان "إن سورية المحطمة رمز لعالم اليوم، لقد تحطّمت ثورة السوريين على الجدار الصلب للنظام الدولي، وليس على جدار الفاشية الأسدية وحدها، وهذا النظام الدولي الذي يوفر لسياسيين من أمثال أوباما وبوتين ووكلائهما وأشباههما من معدومي الإنسانية أن يتخذوا قرارات تنتهك حقّنا في تقرير مصيرنا، أفرادًا وجماعاتٍ ووطنًا، من دون أن ننتخبهم أو تتوفر لنا أيّ آليّةٍ لمساءلتهم، هو نظام غير ديمقراطي، معادٍ بشراسةٍ للديمقراطيّة، ويجب أن يتغير".

الإدانة

وعبّروا عن أسفهم& لأنه لا يبدو أن خطورة هذا الواقع موضع إدراك ويفضل كثيرون "الاختباء وراء نظريات قدرية تحيل إلى الدين أو الثقافة أو إلى التغيرات المناخية. لكن هذا يجعل السيئ أسوأ، ويحجب المسؤوليات السياسية لنخب السلطة النافذة، بما فيها طغمة بشار الأسد بالذات".

وقال البيان "يجب أن يتغير هذا العالم الذي سمح بتحطم أحد أعرق مهود الحضارة طوال خمس سنوات ونصف. إنّ العالم اليوم قضية سورية كما أنّ سورية قضية عالمية، ومن أجل العالم، من أجلنا جميعًا، ندعو إلى إدانة هؤلاء السياسيين، والتشهير بهم كقتلة عدميين وإرهابيين مثل خصومهم من العدميين الإسلاميين".

وبين الموقعين& صادق جلال العظم، فاروق مردم بيك، حازم النهار، برهان غليون، خيري الذهبي، نوري الجراح، عاصم الباشا، فارس الحلو، أحمد برقاوي، ياسين الحاج صالح، أسامة محمد، مازن درويش، ميشال شماس، فرج بيرقدار وآخرون .