إيلاف من لندن: أكدت شخصيات عربية "أن المؤتمر القومي العربي قد اختطف من اعضائه الشرفاء وتم تسخيره للتستر على جرائم حكام طهران وسياساتهم المعادية للامة العربية".. ودعت "كل القوميين العرب الاصلاء والحقيقيين الاوفياء لنهج المقاومة الحقيقي، والذي مثلته مفخرة العرب، وما زالت تمثله المقاومة العراقية التي هزمت اميركا حامية اسرائيل على فضح الطغمة، التي سرقت المؤتمر القومي وسيطرت على نتائج اعماله رغم وجود الشرفاء الكثر فيه حتى الان، ونؤكد بأن بيان العار هذا لا يمثل آراء اكثرية اعضاء المؤتمر المسطو عليه".

وجاء ذلك إثر البيانات التي أصدرها المؤتمر القومي العربي خلال اجتماعه السابع والعشرين في تونس، وتنظيمه لمؤتمر في بيروت مؤخرًا "لدعم المقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب"، حيث كرس للدفاع عن حزب الله والسياسات الاميركية في المنطقة والوقوف ضد الشرعية في اليمن ومهاجمة التدخل العربي لانقاذ اليمن من الانقلابيين الحوثيين.&

دعم للانقلابيين الحوثيين ورفض معاداة إيران

وقد أكد المؤتمر دعم "المقاومة في لبنان وفلسطين ورفض كل القرارات العربية أو الاسلامية، التي اعتبرت حزب الله منظمة ارهابية، وندد بالسياسات السعودية ودعا لاجراء حوار مباشر مع إيران لحل جميع الاشكالات التي تعيق العلاقات العربية الإيرانية ورفض تحويل إيران الى عدو جديد بديل عن العدو الصهيوني أو اغراق المنطقة في صراعات مذهبية ودينية"، على حد قول المشاركين في المؤتمر.

ورفض المؤتمر ما اسماه بمحاولات خنق الإعلام العربي الحر والمقاوم المتمثل في قناة المنار وقناة الميادين والإعلام والقنوات اليمنية، وما يتعرض له حزب الله من هجمة شرسة".&

&والمؤتمر القومي العربي هو منظمة وإطار عمل سياسي يجمع عدة شخصيات عربية ذات توجه قومي، حيث عقد المؤتمر القومي العربي، الذي يعتبر نفسه امتدادًا للمؤتمر العربي الاول، الذي عقد في باريس ودورته الأولى في تونس عام 1990.. والمؤتمر دورات سنوية وينتخب كل ثلاث سنوات أعضاء الامانة العامة واللجنة التنفيذية.&

انسحابات

واثر المواقف الجديدة للمؤتمر القومي العربي واجتماعه الاخير في بيروت، فقد اعلن اعضاء ينتمون لدول عربية عدة انسحابهم من المؤتمر القومي أو تجميد عضويتهم فيه.. واعلن الممثل الرسمي لحزب البعث العراقي خضير المرشدي الانسحاب من المؤتمر القومي العربي لتحوله الى اداة إيرانية.

وقال المرشدي في بيان صحافي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واطلعت عليه "إيلاف"، انه يعلن انسحابه من عضوية المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي وإنهاء عضويته في المؤتمرين المذكورين بشكل كامل بعد أن قاطع جلساتهما.

واوضح ان ذلك جاء بسبب وقوع المؤتمرين "تحت تأثير السياسة الإيرانية ومهادنتها وتأييدها، وهي السياسة التي لا تقل بخطورتها وإجرامها عن خطر الكيان الصهيوني وإجرامه، بل إنها تتكامل وتتوافق معه في استهداف وجود الامة العربية وهويتها ومستقبلها، وفي كافة أقطارها، وإن آخر هذه المواقف السلبية هو إصرار المسؤولين عن هذين المؤتمرين بعدم إصدار موقف واضح وصريح لإدانة قرار حكومة الميليشيات الصفوية الفاسدة في بغداد، بإصدارها قانون حظر حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، والذي يأتي امتدادًا لعملية الاجتثاث الفاشية الشاملة التي تعرض لها العراق وشعبه ومناضلوه ورموزه الوطنية ومكتسبات ثورته المجيدة على ايدى إيران وميليشياتها الصفوية وعملائها.&

وبهذه المناسبة، ندعو جميع الاخوة الأعضاء في هذين المؤتمرين لاستنكار موقفهما والاحتجاج عن ذلك بالطريقة التي يرونها مناسبة.

أداة إيرانية

ومن جهته، قال&القيادي البعثي سفير العراق السابق في الصين صلاح المختار،&"لم نعد نعرف عن المؤتمر القومي الا الدفاع عن غزوات اسرائيل الشرقية وتنفيذها لأخطر خطوات ومراحل الخطة الصهيواميركية القائمة على تقسيم الاقطار العربية وتقاسمها وتغيير هوية السكان العربية بتهجير ملايين العراقيين وجلب ملايين غير العرب خصوصًا الفرس من قبل اسرائيل الشرقية وبدعم اميركي صهيوني صريح ومنحهم الجنسية العراقية أو السورية، لأن هذه التغييرات تضمن تفكيك الهوية القومية العربية للاقطار العربية، وتحويل كل قطر عربي الى مكونات متنافرة عنصريًا ودينيًا وطائفيًا ومصلحيًا وحضاريًا، وهذا هو الهدف الرئيس للصهيونية والغرب الاستعماري".

واشار الى أن اسرائيل الشرقية (إيران) تقاتل الآن في العراق رسميًا، وتقاتل في سوريا رسميًا، وتدعم الحوثيين في اليمن رسميًا، وتمول غزو حزب الله للبنان رسميًا، وكل تلك الخطوات تمت بدعم اميركي لم يعد سريًا، وتعلن اسرائيل الشرقية بلا مواربة انها تعيد بناء الامبراطورية الفارسية، والتي تشمل كل الاقطار العربية والعالم الاسلامي. هذا الموقف الرسمي والواضح ألا يعني انها دولة توسعية امبريالية مثل الكيان الصهيوني بل أشد خطرًا بكثير؟".

&واشار الى انسحاب شخصيات من المؤتمر القومي العربي نتيجة سياساته الاخيرة، ومن بينهم نزار السامرائي عميد الاسرى العراقيين في السجون الإيرانية، والذي عرف بالتجربة الشديدة القسوة هوية نظام الملالي وكم يكره العرب بعد أن بقي اسيرًا لدى الفرس 20 عامًا.. وخضير المرشدي وعبد الصمد الغريري "لانسحابهما من المؤتمر تعبيرًا عن رفضهما للمواقف الخيانية لعهار الضمير القابضين على رأس المؤتمر القومي، وندعو كافة الشرفاء فيه، وهم الاغلبية للانسحاب بعد أن سقط وهم امكانية اصلاحه من الداخل، مادام من يمسكون بكيس المال لإيراني هم من يتحكمون به".