اعتبر رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن استقلال الاقليم حق للاقليم، لكنه لن يتم من دون الاتفاق مع بغداد، مؤكدًا أنه وجد لدى المسؤولين العراقيين أجواء جديدة ورغبة حقيقية في حل جميع المشكلات بين بغداد وأربيل.. فيما بحث مع الرئيس معصوم القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية الملحة وملف تحرير الموصل.

إيلاف من لندن: قال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، عقب مباحثات مع رئيس التحالف الوطني الشيعي عمار الحكيم، الليلة الماضية، تابعته "إيلاف"، قال إن إقليم كردستان طلب الاستقلال وليس الانفصال، وهو حق طبيعي، لكن ذلك لن يتم من دون الاتفاق مع بغداد.&

وأشار إلى أنّه بحث مع الحكيم جميع القضايا التي تهم بغداد وأربيل، موضحًا أن للطرفين حاليًا اولويات تتعلق بمحاربة الارهاب وتحرير ما تبقى من الاراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش، وفي مقدمتها محافظة نينوى وعاصمتها الموصل.. مشيرًا إلى حصول اتفاق بين وزارة الدفاع العراقية وقوات بيشمركة الاقليم حول خطط عسكرية لانجاز هذه المهمة، اضافة إلى اتفاقات حول مرحلة ما بعد التحرير، حيث سيكون هناك تعاون كامل بين بغداد وأربيل لحل أي مشاكل طارئة.

واضاف بارزاني أن مباحثاته مع العبادي اسفرت عن الاتفاق على حل جميع المشاكل وتعزيز الثقة بين الطرفين. وأشار إلى أنّ وفدًا كرديًا سيزور بغداد قريبًا لبحث ملف النفط والقضايا الاقتصادية الاخرى، معربًا عن الامل أن تؤدي مباحثاته مع المسؤولين العراقيين إلى حلول شاملة. وأكد انه لمس في بغداد نوايا طيبة.. ردًا على سؤال حول الضمانات التي يمكن ان يحصل عليها لإيفاء بغداد بوعودها، فأشار إلى أنّ الضمان هو العلاقة التاريخية والمصلحة الوطنية والفهم المشترك.

وأضاف أنه ناقش في بغداد "موضوع الأزمة الإقتصادية التي نعاني منها جميعاً، وقد اتفقنا على التعاون بين أربيل وبغداد لتجاوز هذه الأزمة".

فيديو وصول بارزاني إلى مقر الحكيم في بغداد:

ومن جهته، أشار الحكيم إلى أنّه اجرى مباحثات مع بارزاني اتسمت بالوضوح والشفافية والمحبة.. موضحًا انه تم التأكيد على أهمية العلاقة التي تجمع العراق بكل مناطقه وإقليم كردستان الجزء العزيز، "لذلك علينا أن نبحث عن حلول شاملة عسكرية وسياسية ونضع خارطة طريق تحقق تذليل العقبات".

وأشار إلى أنّ حل المشكلات بين أربيل وبغداد يجب أن يأخذ مساريين، الاول حكومي عن طريق الاجهزة الرسمية وتبادل الزيارات، والثاني سياسي من خلال الحوارات بين القوى السياسية الفاعلة في البلاد وصولاً إلى حلول تاريخية تنهي جميع الملفات العالقة.

وأضاف انه تم ايضًا بحث معركة نينوى القادمة ووضع خطط عالية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية حولها، وهو امر يبعث على الارتياح. وأكد على أهمية معركة الموصل وادارة المحافظة بشكل صحيح في مرحلة ما بعد داعش.. وقال: "العين على ما بعد التحرير والتداعيات السياسية والاجتماعية والامنية والانسانية التي ستنتج عنه".&

معصوم وبارزاني بحثا قضايا الموصل والنازحين والنفط والغاز&

ومن جهته، بحث بارزاني مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم القضايا الملحة السياسية والاقتصادية والأمنية وملف تحرير الموصل.

كما ناقش معصوم وبارزاني خلال اجتماعهما بقصر السلام الرئاسي في بغداد الليلة الماضية الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل وملف النازحين وقانوني الانتخابات والنفط والغاز، حيث أكدا على ضرورة مواصلة الحوار.. وأعربا عن التطلع في أن تشهد المرحلة المقبلة المضي قدمًا نحو حل جميع العقبات التي تقف في طريق استقرار البلاد وتطوير النظام السياسي ضمن عراق اتحادي ديمقراطي مزدهر، كما قال بيان صحافي رئاسي اطلعت على نصه "إيلاف".

وخلال مباحثات في بغداد امس، أكد العبادي دعم حكومته للحكم اللامركزي ولامن واستقرار اقليم كردستان، بينما شدد بارزاني على انه ينظر إلى بغداد كعمق استراتيجي، مشيرًا إلى أنّ القوات العراقية والبيشمركة وضعتا خطة محكمة لتحرير الموصل مطمئنًا اهلها بأن مستقبلهم آمن.

&يذكر ان العلاقات بين بغداد وأربيل تشهد توترات بين حين وآخر بسبب الخلافات حول الملفات السياسية والعسكرية والإقتصادية. وتصدر حكومة أربيل النفط من الحقول الشمالية منذ&أشهر بصورة مستقلة عن حكومة بغداد بعد انهيار الاتفاق بين الطرفين، الذي بني على أساس تسليم النفط إلى بغداد وتسلم حصتها من الأموال من الموازنة الاتحادية.

&وكانت آخر زيارة لرئيس اقليم كردستان إلى بغداد في عام 2013 حين تباحث خلالها مع قادة الكتل السياسية حول الاوضاع السياسية في البلاد واستكمال المباحثات مع الحكومة المركزية بشأن المشاكل العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم.