للمرة الثالثة منذ توليه الحكم، زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء الجمعة، مقر الكاتدرائية الأرثوذكسية في القاهرة، لتقديم التهنئة للأقباط بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. وأعلن عن إقامة أكبر كنيسة وأكبر مسجد في مصر في العاصمة الإدارية الجديدة، وتبرع بمبلغ مائة ألف جنيه مصري، مساهمة منه في إنشائهما.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الجمعة، في قداس عيد الميلاد في مقر الكاتدرائية المرقسية في القاهرة، بحضور البابا تواضروس الثاني، ورجال الكنيسة وكبار المسؤولين المصريين.

وتحمل زيارة السيسي للكنيسة الرقم "3"، منذ بداية رئاسته لمصر في شهر يونيو من العام 2014، وقدم الرئيس المصري، التهنئة للأقباط، وقال: "كل سنة وأنتم طيبون وسنة سعيدة عليكم".

وقال موجهًا حديثه للأقباط، "إن الجميع في مصر يحبونهم"، وأضاف أن الحكومة انتهت من ترميم الكنائس التي تضررت من أعمال العنف في أغسطس 2013، تزامنًا مع فض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية.

وأشار السيسي إلى أنه تحدث السنة الماضية عن تأخر الحكومة في الانتهاء من الترميم، لافتًا إلى أن &"البابا تواضروس لم يتصل أو يطلب مني ولو مرة واحدة ترميم الكنائس على الرغم من أن هذا حقه، والحمد لله الكنائس التي أصابها ضرر تم ترميمها"، مضيفًا: "وحتى أكون صادقًا لم يبق سوى اللوحات الزيتية في كنيستين في المنيا والعريش".

وأعلن السيسي عن إنشاء ما وصفه بـ"أكبر كنيسة ومسجد في مصر" في العاصمة الإدارية الجديدة.

وقال: "العام المقبل سيكون مرّ 50 عاما على إنشاء الكاتدرائية والعام المقبل سيكون داخل العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كنيسة ومسجد في مصر وسأكون أول المساهمين في بنائهما وسنحتفل بالافتتاح".

وتبرّع السيسي بمبلغ مائة ألف جنيه مصري، لبناء الكنيسة والمسجد، وطالب شركات المقاولات العاملة في العاصمة الإدارية الجديدة بسرعة الانتهاء من بنائهما، بالإضافة إلى مركز حضاري ضخم بحلول العام المقبل.

وقال: "مصر ستعلم العالم بأن المصريين واحد، وأن التنوع خلقه الله لنحترم هذا الأمر، ومن يرفض الاختلاف لا يفهم شيئًا".

وقال السيسي: "إن شاء الله العام المقبل نحتفل بإنشاء صرح عظيم يعكس احترامنا لبعضنا البعض واحترامنا لديانات بعضنا البعض واختيارات بعضنا لبعض".

واستطرد قائلًا: "مصر ستكون مصدرا للخير والنور للمنطقة والعالم أجمع، وستكون منبرا لتعليم العالم المحبة والسلام والأمان والاستقرار كما كانت من قبل"، وتابع: "مصر ستكون حاجة (شيئًا) عظيمة بإذن الله".

وذكر السيسي أن "الشعب المصري يتعامل بأمانة وشرف وإخلاص ومحبة وسلام ولا يبغي غير ذلك سواء له أو لغيره، وهذه النوايا يدعمها الله، فالله يدعم الحسن فالسلام حسن والخير حسن والتعاطف حسن وأي قبح ليس له مكان بيننا".

واختتم الرئيس كلمته داعيا الله أن يحفظ مصر، وقال: "يا رب أنا هنا في بيت من بيوتك.. يا رب احفظ مصر وأمن مصر.. ويا رب اغننا بفضلك عن من سواك".

واستقبل الأقباط السيسي في مقر الكاتدرائية في القاهرة بالورود والزغاريد، ولقيت كلمته ترحيبًا من الحاضرين والبابا تواضروس الثاني.

ويحتفل الأقباط في مصر بعيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس، لاسيما في أعقاب تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة بواسطة شخص انتحاري، ما أسفر عن مقتل 27 شخصًا وإصابة نحو 40 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، وجاء التفجير تزامنًا مع احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف في 11 ديسمبر الماضي.

وكثفت قوات الأمن تواجدها في محيط الكنائس، ونشرت المزيد من قوات مكافحة الشغب، وأجهزة الكشف عن المتفجرات واستخدمت الكلاب المدربة للكشف عن المفرقعات.

وكان السيسي زار الكنيسة للمرة الأولى أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد في العام 2015، في خطوة غير مسبوقة من أي رئيس مصري، وقال السيسي وقتها، إنه حضر للتهنئة بعيد الميلاد، وحتى يرى العالم كله أن المصريين قادرون على أن يعلموا العالم الإنسانية والحضارة.

واضاف: "ومن المهم أن ينظر العالم إلى هذا المشهد الذي يعكس وحدة المصريين الحقيقية، ونؤكد للعالم من هنا أننا جميعًا مصريون فقط، وسيحب بعضنا البعض دون أي تفرقة".

وزار السيسي الكنيسة للمرة الثانية في الموعد نفسه من العام الماضي 2016، وقال: "لا أحد يستطيع أن يفرق بيننا، هذا الموضوع مهم جدا وسنفعله".

وأضاف: "تأخرنا عليكم في ترميم وإصلاح ما حرق من كنائس خلال عام 2013، وخلال هذا العام سيتم إصلاح كل ذلك، وأرجو أن تقبلوا اعتذارنا عما حدث، وإن شاء الله السنة القادمة لن تكون هناك كنيسة أو بيت من بيوتكم إلا وقد تم ترميمها". وتابع: "إصلاح الكنائس ليس تفضلا منا وإنما حق لكم".