ما مدى جدية تلويح إسرائيل بالحرب على المنطقة بعد التطورات الأخيرة، خصوصًا أن إسرائيل تبقى طرفًا مشاركًا ومشرفًا على التسويات المقترحة لمستقبل سوريا؟

إيلاف من بيروت: تبدو إسرائيل معنية مباشرة بالتطورات الحاصلة في المنطقة إلى حد التلويح بحرب على لبنان وسوريا، قد لا يؤدي التلويح إلى حرب، لكنّه سيجعل إسرائيل طرفًا مشاركًا أو مشرفًا على التطورات العسكرية والتسويات المقترحة لمستقبل سوريا والمنطقة.

فما مدى جدية حرب إسرائيلية مقبلة في المنطقة؟

فرضية الحرب

يرى النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أن إسرائيل لا مصلحة لها اليوم بحرب في لبنان، كما أن حزب الله لم يعد أكثر حرصًا على ضبط الجبهة الجنوبية، ومقاومة إسرائيل أصبحت بالنسبة لحزب الله من الأمور الثانوية.

في حال صحّت فرضية الحرب بين لبنان وإسرائيل أي تداعيات عليها في لبنان في ظل الوضع الحالي؟ يلفت زهرمان إلى الكثير من التداعيات المدمرة التي قد تنشأ عن هكذا حرب، لأننا نحن بكل الأحوال في هذه الظروف نعاني أصلاً، ولا يمكن مقارنة وضعنا الحالي بما كنا عليه في العام 2006، حيث كان هناك تضامن لبناني أكبر حول ما يسمّى بالمقاومة، والتضامن السابق ليس موجودًا حاليًا، إضافة إلى التحذيرات الإسرائيلية المتكررة بأن الرد قد يكون أكثر تدميرًا من الرد الذي جرى في العام 2006.

مبرّر وذريعة

ما الذي يردع أي حرب بين لبنان واسرائيل اليوم، يلفت النائب قاسم هاشم في حديثه لـ"إيلاف" الى أن الظروف قد لا تكون مؤاتية على المستوى العام، علمًا أن الإسرائيلي قد لا يكون جاهزًا لتلك الحرب على لبنان أو في المنطقة، ولكن نعرف أن الإسرائيلي قد لا يحدّد نتائج تلك الحرب بعدما عاش تجربة الـ2006 التي كانت مريرة عليه، فهي تجربة دخل فيها بخطورة، علمًا أنه كان يخوض كل حروبه ضد العرب خارج حدوده على الأراضي العربية، هذه المرة كان جزءًا من الحرب داخل كيانه، وشعر أنه مهدّد، وهذا لم يحصل من العام 1948 حتى العام 2006.

ويؤكد هاشم أن الإسرائيلي قد لا يتورع عن إيجاد أي مبرر أو ذريعة من أجل افتعال حرب مع لبنان، وفي كثير من الأحيان قد يفتش الاسرائيلي عن ذريعة وقد لا يحتاج اليها، وهناك أيادٍ كثيرة تعبث اليوم في لبنان، والعاملون على نهج التخريب كثر، وطبعًا الأدوات كثيرة وقد تُشترى وتُباع هنا وهناك، وللإسرائيلي أصابع عدة وأياديه قد تطال أكثر من مكان من خلال شبكاته.

تضامن اللبنانيين

ويضيف هاشم : "لكن اليوم في ظل الظروف التي نعيشها وحدود توازن الرعب بين القوى ندرك أنه قد تكون هناك مغامرة في الإقدام على تلك الحرب، وقد يشكّل الأمر رادعًا لأي عملية مستقبلية".

ويلفت هاشم إلى أن التضامن بين اللبنانيين بوجه أي حرب إسرائيلية يتوقف على نوايا كل فريق سياسي، وفي الظروف الصعبة، وفي حالة الخطر الداهم على لبنان، كان الفرقاء يتناسون خلافاتهم بحدود كبيرة جدًا وتصبح الأولوية لمواجهة الخطر الأساسي على لبنان.