«إيلاف» من القاهرة: أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مشروع المملكة الجديد "نيوم"، الذي يضم أراضيَ داخل الحدود المصرية والأردنية، ليكون أول منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول، ويحقق الرخاء لأبناء هذه الدول. ورحبت مصر بالمشروع الإقليمي العملاق، ويتطلع المصريون إلى البدء في تدشينه، لتحقيق انتعاشة اقتصادية.

في إطار خطته المعروفة بـ"رؤية المملكة 2030"، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مشروع المملكة الجديد "نيوم"، الذي يضم أراضيَ داخل الحدود المصرية والأردنية، على مساحة جغرافية قدرها 26 ألفاً و500 كم مربع، تشمل جزيرتي تيران وصنافير، التي أعلنت مصر التنازل عنهما مؤخرًا للمملكة.

تركز مدينة "نيوم" على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات. 

وقال ولي العهد السعودي، إن مشروع "نيوم" الذي كشف عنه الثلاثاء، يحمل بين طياته فرصًا خيالية. وأضاف خلال مشاركته في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" أن المملكة ستدعم المشروع بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة، وكذلك صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.

وأشار إلى أن "المشروع على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية"، لافتاً إلى أنه "سيكون أول منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول.

وقال إن 10% من التجارة العالمية تمر بجوار هذا الموقع من خلال البحر الأحمر، إلى جانب الطبيعة الخلابة من وديان وشعب وجزر وجبال تكسوها في الشتاء الثلوج وفي الصيف يسودها جو معتدل أقل بـ10 درجات عن باقي المناطق المحيطة بالموقع الجغرافي للمشروع الجديد.

وشاركت وزيرة الاستثمار المصرية، الدكتورة سحر نصر، في مؤتمر مبادرة "مستقبل الاستثمار" بالعاصمة السعودية الرياض، الذي ترأسه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بحضور أكثر من 2500 من الشخصيات الرائدة والمؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 60 دولة حول العالم.

وقالت وزيرة الاستثمار، إن مبادرة "نيوم" ستكون فرصة جيدة لعرض الفرص الاستثمارية في مصر على كبار الشخصيات الرائدة والمؤثرة في عالم الأعمال في العالم، إضافة إلى عقد لقاءات مع عدد من رؤساء الصناديق العربية المشاركين في المؤتمر.

وأضافت في تصريحات لها، منطقة "نيوم" تتضمن فرصًا استثمارية كبرى داخل الأراضي السعودية والمصرية والأردنية، مشيرة إلى أن تنفيذ المشروع سيفتح فرصة لتنمية وتعظيم النشاط السياحي القائم حاليًا في سيناء، فضلاً عن أنه يعد إضافة قوية وحافزًا ممتازًا لكل الخطط الاستثمارية لمصر في سيناء ومحور السويس.

ويرى الخبراء الاقتصاديون أن المشروع يعتبر نقلة ضخمة في اقتصاديات دول المنطقة وخاصة السعودية ومصر والأردن.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد راجي، لـ"إيلاف" إن "منطقة نيوم" الاقتصادية تمثل أهم مشروع استثماري يتم الإعلان عنه خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه سيكون أكبر مشروع في المنطقة، ويستفيد منه شعوب 3 دول بشكل مباشر، هي السعودية ومصر والأردن، بالإضافة إلى أنه سيفيد بشكل غير مباشر أبناء فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، وباقي دول المنطقة العربية.

وأضاف أن ولي العهد السعودي قدم أكبر ضمان لجدية واستمرارية المشروع، عندما أعلن أن المملكة سوف تدعمه بمبلغ 500 مليار دولار، ما يؤشر على أن المملكة تراهن على نجاحه، وأن ينقل الاقتصاد السعودي إلى مرحلة ما بعد النفط، وأن تتحول إلى قبلة اقتصادية واستثمارية للشركات العالمية.

وحسب وجهة نظر الأستاذ بجامعة القاهرة، الدكتور محسن جلال، فإن المشروع صفقة غير مسبوقة لدول المنطقة، موضحًا أنه يمثل نقلة اقتصادية للدول الثلاث المشاركة فيه، وهي السعودية ومصر والأردن.

وأضاف لـ"إيلاف" أن المشروع يمتلك كل مقومات النجاح، مشيرًا إلى أنه يقع في ملتقى ثلاث قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، ويتوسط مسارات التجارة العالمية، والأسواق الناشئة في أفريقيا وآسيا، وسوف يستفيد من عمليات إعادة إعمار دول العراق وسوريا وليبيا، وسيكون بوابة عبور الشركات متعددة الجنسيات إلى الأسواق العربية والأفريقية.

وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور وليد عماد الدين، إن مصر ستستفيد على جميع المستويات من المشروع العملاق، مشيرًا إلى أنه سوف يحقق نقلة في قطاع السياحة في منطقة البحر الأحمر، ولاسيما شرم الشيخ والغردقة، وسيدعم إنشاء مدن ومنتجعات سياحية جديدة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن المشروع سيدعم الخطط المصرية الرامية إلى تنمية شبه جزيرة سيناء، وزرعها بالبشر، حتى لا تترك جبالها وصحاريها مرتعًا للعناصر المتطرفة.

وأشار إلى أن منطقة "نيوم" سوف تفتح أسواق العمل أمام المصريين، مما يقلل من مستويات البطالة، وينعش الاقتصاد المصري.

وحسب الخطة السعودية، فإن مدينة "نيوم" أول مدينة في العالم تضم عدداً من روبوتات الإنسان الآلي يفوق عددها عدد البشر، كما ستضم سورًا أكبر من سور الصين العظيم، ولكن على شكل ألواح لتطوير الاستفادة من الطاقة الشمسية.

وترمي السعودية إلى أن تكون "نيوم" المدينة الأفضل للعيش والاستثمار والترفيه، إضافة إلى تمتعها بالتواصل التجاري والنقل.