حذر خامنئي العبادي مما أسماه مكر الأميركيين الذين قال إنهم أوجدوا داعش، بينما أعلن رئيس الوزراء العراقي عن انطلاق العمليات العسكرية لتحرير قضاءي القائم وراوة بغرب البلاد، واكد رفضه مبادرة اقليم كردستان لتجميد نتائج الاستفتاء مشترطا الغاءه.

إيلاف من لندن: حذر المرشد الاعلى الايراني علي الخامنئي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مما اسماه مكر الاميركيين مؤكداً على ضرورة عدم الثقة بهم أبداً. وخلال استقبال خامنئي للعبادي في طهران اليوم، فقد شدد على ضرورة وحدة جميع أطياف الشعب العراقي وضرورة دعم الحكومة العراقية للطاقات الشابة والمؤمنة والشجاعة واصفاً إياها برمز الانتصارات الأخيرة ضد الإرهاب وداعميه.

واكد خامنئي على دعمه لإجراءات الحكومة المركزية العراقية إزاء الدفاع عن وحدة البلاد والحفاظ على كل الأراضي العراقي، معتبراً العراق دولة محورية ومهمة في العالم العربي. وشدد ايضا على دعمه لمساعي العراقي لتعزيز علاقاتها مع دول الجوار الاقليمي، قائلاً "في الوقت نفسه عليكم أن تحذروا من مكر الاميركيين ولا تثقوا بهم أبداً"، كما نقلت عنه وسائل اعلام ايرانية اطلعت عليها "إيلاف".

ونوّه خامنئي إلى أن الاميركيين هم الذين أسسوا داعش ولكن الان حيث مني الارهابيون بالهزيمة من قبل الحكومة والشعب العراقي فهم يظهرون انفسهم مواكبين ومسايرين لهذا التطور المهم، ولاشك بطبيعة الحال كلما سنحت لهم الفرصة سيوجهون الضربة للعراق ثانية.

وأثنى على سير عملية تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران وبغداد، وقال مخاطباً العبادي "إن الشعوب في المنطقة تراقب الانتصارات في العراق التي أنجزت بجهود وشجاعة الشعب العراقي ورعايتك أنت وغيرك من المسؤولين".

وبدوره، أعرب حيدر العبادي عن شكره العميق للدعم الايراني في معركة العراق ضد الإرهاب، مضيفاً أن بغداد متحمسة لتعزيز العلاقات مع الجمهورية الاسلامية وتبذل جهودها لذلك.

وكان العبادي قد اجتمع اليوم ايضًا مع الرئيس الايراني حسن روحاني حيث بحثا تطوير العرقات بين بلديهما ومواجهة الارهاب ورفضا الاستفتاء الكردي.

 

العبادي ملتقيا روحاني في طهران

 

وكان العبادي وصل أمس إلى العاصمة طهران قادماً من تركيا ضمن جولة اقليمية له، واستقبله اليوم رسمياً النائب الأول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري، حيث عقد الوفدان العراقي والايراني جلسة محادثات مشتركة صباح اليوم. 

العبادي يرفض مبادرة كردستان بتجميد الاستفتاء مطالبًا بإلغائه

وقبل ذلك، فقد اكد العبادي خلال جلسة مباحثات مشتركة بين العراق وايران برئاسته ونائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغيري بحضور الوزراء والمسؤولين في الوفدين أن اجراء الاستفتاء الذي اجراه اقليم كردستان العراق على الانفصال في 25 من الشهر الماضي جاء في وقت يخوض فيه العراق حربًا ضد تنظيم داعش "وبعد ان توحدنا لقتال داعش وحذرنا من اجرائه لكن دون جدوى ولم نعتبر اجراءاتنا الدستورية في بسط السلطة الاتحادية الا انتصارًا لجميع العراقيين واستراتيجيتنا هي اخضاع هذه المناطق لسلطة الدولة ونحن لانقبل الا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور" .

واشار الى ان تعزيز العلاقات بين العراق وايران "مهم ليس لنا فقط وانما لعموم المنطقة وأمنها واستقرارها وازدهارها ونحن ندعو الى التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوبنا وانهاء التدخلات التي ادت الى المزيد من الدمار والضحايا والنازحين ولذلك نطرح التنمية بديلا عن الخلافات والنزاعات بين دول المنطقة وتبديد ثرواتها وطاقتها كما ان علينا استثمار طاقة الشباب الذي تحاول العصابات الارهابية جذبه اليها"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الخميس تابعته "إيلاف". 

وحول عمليات التحرير، قال العبادي " اليوم بدأت عملية تحرير آخر معاقل داعش وتوجيهاتنا لقواتنا ان تمد يدها للمواطنين". وقال "إننا رفضنا فكرة استيعاب داعش وقررنا القضاء عليها لأن بقاءها خطر على الجميع".

من جهته، عبر نائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغيري عن ترحيبه بتطوير العلاقات بين البلدين، وقال "نهنئكم بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية بتحرير المدن من داعش لقد كان عملا كبيرا بقيادتكم، وكذلك نهنئكم بنجاحكم في حفظ وحدة العراق وسيادته وسنواصل دعم العراق والمساهمة ببنائه واستقراره ، كما اعرب عن اعجابه باندفاع العراقيين جيشًا وشعبًا في حماية وطنهم ومحاربة الارهاب والانتصار عليه". 

وبحث الوزراء من الوفدين في اهم الملفات المطروحة على جدول الاعمال ذات العلاقة بالنفط والطاقة والمياه والتبادل التجاري والسياحة وغيرها. وكان العبادي وصل الى طهران الليلة الماضية في ختام زيارة الى تركيا اجتمع خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم تناولت تطوير علاقات البلدين ومواجهة الاستفتاء الكردي، اضافة الى محاربة الارهاب وتوحيد جهود دول المنطقة لمواجهته.

وكانت حكومة اقليم كردستان قد اعلنت أمس استعدادها لتجميد نتائج الاستفتاء على الانفصال، داعية الى وقف اطلاق النار فورا وانهاء جميع العمليات العسكرية في الاقليم. ودعت إلى "البدء بحوار مفتوح بينها وبين الحكومة الاتحادية على اساس الدستور العراقي".

وسبق للحكومة العراقية ان اشترطت لبدء حوار مع اربيل الغاء الاستفتاء وتجميد نتائجه التي وافقت على الانفصال وتأكيد وحدة العراق والاحتكام الى الدستور في كل الاجراءات المتخذة.

العبادي يعلن انطلاق عمليات تحرير قضاءي القائم وراوة

واليوم اعلن العبادي انطلاق العمليات العسكرية لتحرير قضاءي القائم وراوة بغرب محافظة الانبار بأقصى الغرب العرقي.

واشار العبادي في كلمة الى العراقيين الخميس تابعتها "إيلاف" قائلا "ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للارهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الانبار والتي ستعود جميعها الى ارض الوطن بعزيمة وصمود مقاتلينا الابطال".

واضاف "اعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم ... ونكرر ما قلناه سابقا بأن معاركنا اصبحت اعراسا للانتصار وهزيمة منكرة لداعش".. مشددًا بالقول "ليس امام الدواعش غير الموت او الاستسلام" .

واضاف العبادي "سنواصل بعزيمة واقتدار وثقة بالله تعالى تحقيق الانتصارات في جميع المجالات لابناء شعبنا المعطاء". وخاطب العبادي افراد القوات العراقية المشتركة بالقول "ايها المقاتلون الابطال بجميع صنوفكم ان شعبنا معكم والحق معكم فانطلقوا على بركة الله فالنصر حليفكم وتحية للمضمخة اجسادهم دفاعا عن الوطن والمقدسات وستبقون الاغلى في ضمائرنا وقلوبنا ... الا ان نصر الله قريب".

ويقع قضاء القائم غرب العراق ويضم أربعة مدن وأكثر من 50 قرية ويقدر تعداد سكان القضاء و النواحي التابعة له بحسب تقديرات وزارة التخطيط بحوالي 150 الف نسمة عام 2014 وكان يعتبر منطقة تجارية هامة.

و ينتمي اهالي قضاء القائم في الغالب لعشائر الكرابلة والبومحل والبومفرج والبوعبيد والسلمان من قبيلة الدليم والكرابلة والموالي والراويين والبوحردان. وقد سقطت المدينة بيد تنظيم داعش في 20 حزيران يونيو عام 2014 بعد معركة دامت خمسة أيام.

أما قضاء راوة فهو احدث أقضية محافظة الانبار ومركزه مدينة راوة وكان تابعا اداريا الى قضاء عانة ثم فصل عنه عام 2001 . ويشمل هذا القضاء مدن راوة والقرى القريبة التابعة لها وتقع راوة وهي مركز القضاء على شريط ضيق من الأرض محصور بين الجبل والنهر يتراوح عرضه بين (200-800 م) ولما زاد عدد سكانها امتدت بيوت المدينة إلى سفح الجبال .

وتقع راوة على بعد 320 كم غرب العاصمة بغداد وتبعد عن الحدود السورية الشرقية 100 كم وتمتاز بطبيعة جميلة وخلابة ويبلغ عدد سكانها 20.000 نسمة تقريباً وتبلغ مساحة قضاء راوة 5000 كم².

وامس قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اجتماعه مع اعضاء الحكومة المحلية وابناء محافظة الانبار الغربية من شيوخ العشائر والاكاديميين لبحث توطيد الاستقرار في المحافظة "لقد حققنا معجزة الانتصار وقطعنا شوطا طويلا ومضنيًا وقدمت قواتنا البطلة وجميع العراقيين واهل الانبار تضحيات غالية يجب ان نحافظ عليها بوحدتنا الوطنية وابشركم بعودة آخر شبر بيد داعش في الانبار قريبا".