لأول مرة منذ أكثر من عام، وصلت قوافل إغاثة إلى مدنيين محاصرين دون غذاء في منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة خارج العاصمة السورية دمشق.

فقد سُمح اليوم بمرور المساعدات الإنسانية إلى نحو 40 ألف شخص في كفر بطنا وسقبا، بحسب منظمة الأمم المتحدة.

وجاء هذا بعدما وصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مأساة المدنيين العالقين في الغوطة الشرقية بأنها "فضيحة" قد تصل إلى جريمة حرب.

وتحاصر القوات السورية الحكومية نحو 350 ألف شخص في المنطقة منذ عام 2013.

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن المتحدثة باسم الهلال الأحمر السوري، منى الكردي، قولها إن القافلة تتشكل من 49 شاحنة تحمل "8 آلاف طرد من الغذاء وعدد مماثل من أكياس الدقيق وأدوية ومعدات طبية ومواد تغذية أخرى".

وكانت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة موجهة لنحو 25 ألف شخص قد وصلت إلى بعض المناطق في الغوطة يوم 23 سبتمبر/ أيلول. لكن المساعدات لم تصل إلى كفر بطنا وسقبا منذ يونيو/ حزيران 2016، حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن جينس لارك المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وأشار لارك إلى وجود خطط لتوصيل المزيد من المساعدات خلال الأيام المقبلة.

ويوم الجمعة، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، إن الصور الواردة حديثا من الغوطة لأطفال يعانون نقصا في التغذية "مؤشر مرعب على محنة الناس في الغوطة الشرقية الذين يواجهون حاليا حالة طوارئ إنسانية".

وفي الأسبوع الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) إن أكثر من 1100 شخص يعانون من سوء تغذية حاد، وإن طفلين ماتا من سوء التغذية الشهر الماضي.

كما يعاني 882 طفلا من سوء تغذية متوسط، فيما يهدد الخطر أكثر من 1500 آخرين، بحسب يونيسيف.

وأصبحت الغوطة، التي كانت تُعرف بسلة غذاء سوريا بفضل أراضيها الخصبة، على شفا أزمة إنسانية، خاصة بعد تضييق القوات الحكومية الحصار على منافذها.

واتهمت منظمات حقوق الإنسان الحكومة السورية باستعمال التجويع كسلاح في الحرب، وهو ما تنفيه دمشق.

اضغط هنا لتنزيل تطبيق بي بي سي عربي الخاص بمستخدمي نظام أندرويد