«إيلاف» من الرباط: لقي القرار الذي صدر عن الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بمكناس بإرجاع الطفل « آدم » ذي السبع سنوات لأبيه، مساء الأربعاء، على إثر الشكوى التي توجهت بها جمعية « ماتقيش أولادي » (جمعية تعنى بالدفاع عن حقوق الطفل) بشأن « تعذيب » الأب للطفل، غضبًا في صفوف العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي.

وكان مقطع فيديو يصور تصريحات طفل في السابعة من عمره لإحدى الفاعلات الجمعويات من خلف نافذة غرفة قال إن والده يحتجزه فيها، وأنه يتعرض للتعذيب من قبل أبيه بالمنطقة القروية « الحاج قدور » التي تبعد عن إقليم مكناس (وسط المغرب) بـ 15 كيلومترًا تقريبا، قد اثار غضبًا في أوساط العديد ممن تابعوا الفيديو، مطالبين بإنقاذ الطفل من سوء المعاملة.

وقالت نجية أديب رئيسة جمعية « ماتقيش أولادي » لـ "إيلاف المغرب" إنها تقلت اتصالاً من أحد الأشخاص يخبرها أن طفلاً من منطقة الحاج قدور بضواحي مكانس محتجز في غرفة من قبل والده، و أنه يتعرض للضرب و التعذيب، لتتحرك على الفور نحو الوجهة المعنية، وتقف على حقيقة احتجاز الطفل « آدم » الذي صرح عبر الصورة و الصوت أنه يتعرض للضرب بواسطة سلسلة حديدية وسكين. 

وأضافت أديب أنها توجهت في البداية صوب وكيل المحكمة الإبتدائية لمدينة الحاجب (بضواحي مكناس) لوضع شكوى في الموضوع، غير أنه أخبرها أن الموضوع لا يدخل في اختصاص المحكمة، لتتوجه صوب الوكيل العام لمحكمة الإستئناف بمكناس، الذي أمر بفتح تحقيق في القضية. 

 

وزادت المتحدثة قائلة إنها ذهبت صباح الأربعاء رفقة عناصر من مركز الدرك الملكي إلى بيت المعني، وأنه تم الإستماع لها في محضر رسمي، قبل أن تفاجأ بقرار الوكيل العام القاضي بإرجاع الطفل لأبيه، مساء اليوم ذاته.

وأفاد بيان صادر عن الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بمكناس أنه تقرر عرض الطفل « آدم » على خيرة طبية ومواصلة الأبحاث من أجل الوقوف على حقيقة الأمر.

وأضاف ذات البيان أنه على إثر ما تم تداوله ببعض مواقع التواصل الإجتماعي ومواقع إلكترونية، نسبة إلى إحدى الجمعيات العامة في مجال الطفولة، بخصوص واقعة احتجاز طفل يبلغ من العمر 7 سنوات من قبل والده بضيعة كائنة بضواحي مكناس، بادرت النيابة العامة فور توصلها بشكوى من طرف هذه الجمعية إلى فتح بحث للتأكد من صحة الوقائع المذكورة. 

وبحسب المصدر ذاته، فإن عناصر الدرك الملكي توجهوا، صباح الأربعاء، على الساعة السابعة صباحًا، رفقة المشتكية إلى بيت الطفل المعني، حيث وجدوه ببهو البيت، وكان « يتحرك بكل حرية غير مقيد وليس محتجزاً، وليست عليه آثار ظاهرة للقيود ».

وانتقدت نجية أديب بلهجة حادة القرار القاضي بإرجاع الطفل، مؤكدة أن هذا الأخير سيتعرض لأبشع أنواع الضرب والتعذيب، و أنها تتوفر على تصريحات عدد من الشهود من جيران المعني، وكلهم أكدوا أن الطفل آدم يتعرض للتعذيب والإحتجاز من قبل والده، مضيفة أنها عرضت الطفل على طبيب بمستشفى محمد الخامس بمكناس وسلمه شهادة طبية مدتها 25 يومًا، مما لا يدع مجالاً للشك أنه يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، مستغربة كيف للمغرب الذي يصادق على اتفاقية حقوق الطفل، ومؤسساته لا ترعى حقوق الأطفال. 

وعن مكان وجود أم الطفل « آدم »، قالت نجية أديب إن هذه الأخيرة هربت منذ أربع سنوات بصحبة رضيعها من شدة الضرب والمعاملة القاسية التي كانت تتعرض لها من طرف الزوج، مؤكدة أن هذه الأخيرة مكثت بالمستشفى فترة بعد اعتداء هذا الأخير. 

وأضافت أديب أنها طلبت من الطفل أن يرسم شيئًا فرسم أباه وهو يمسك بيده اليمنى سكينًا وبيده اليسرى سلسلة حديدية، تعبيرًا عن معاناته مما يتعرض له من وحشية.