القاهرة: وصل رئيس الوزراء المصري السابق احمد شفيق مساء السبت الى القاهرة بعدما غادر الامارات، بحسب ما أفاد مسؤول في مطار القاهرة الدولي.

تابع المصدر الملاحي ان شفيق غادر المطار بعيد وصوله. وقال اقاربه لوكالة فرانس برس بعد ست ساعات تقريبًا على وصوله انه لا علم لديهم بمكان تواجده. وذكرت وكالة انباء الامارات نقلا عن مصدر مسؤول أن "الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري السابق غادر اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة عائدًا إلى القاهرة".

اضاف المصدر المسؤول ان "عائلة الفريق أحمد شفيق ما زالت موجودة في الدولة بالرعاية الكريمة لدولة الامارات العربية المتحدة". وكان شفيق المقيم في الامارات العربية المتحدة منذ العام 2012، اعلن الاربعاء انه ينوي الترشح للانتخابات، موضحا ان بلده "يمر حاليا بالكثير من المشكلات". 

لكنه عاد واعلن بعد بضع ساعات في شريط مصوّر تلقته وكالة فرانس برس في القاهرة انه "فوجئ بمنعه" من مغادرة الامارات "لاسباب لا افهمها ولا اتفهمها".

وكان شفيق الضابط السابق في سلاح الطيران المصري، عيّن رئيسا للحكومة خلال الايام الاخيرة من حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي اجبر على التنحي عام 2011 اثر انتفاضة شعبية ضده.

وقد ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012 وهزم بفارق ضئيل امام الاسلامي محمد مرسي الذي ازاحه الجيش الذي كان بقيادة السيسي في 2013. بعد ذلك، لوحِقَ شفيق قضائيا بتهم فساد، ولكن تمت تبرئته، وعلى اثر ذلك اكد محاميه انه بات يمكنه العودة الى مصر.

وقالت واحدة من مساعديه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انها شاهدت مسؤولين اماراتيين يصلون الى البيت، وقيل لها ان شفيق، الذي يعد منافسًا قويًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، سيتم ترحيله الى مصر على متن طائرة خاصة.

واكدت محامية شفيق في القاهرة، دينا عدلي حسين، على صفحتها على فايسبوك "تم القبض على الفريق شفيق من منزله لترحيله الى مصر"، ثم اضافت بعد دقائق "الخبر مؤكد، وليست لديّ اخبار أكثر مما ذكر". بعد وصوله افاد اقارب له انهم فقدوا الاتصال به، وقال احدهم "لا نعلم اين هو، فهو لم يتصل بأحد، حتى بمحاميه".

السيسي مرشح حتمًا
يواجه المرشح الآخر الناشط الحقوقي اليساري خالد علي مشاكل قضائية قد تحول دون ترشحه، فيما اعلن ضابط كبير ليس معروفا هو العقيد أحمد قنصوة ترشحه للانتخابات الرئاسية. وفاز السيسي، قائد الجيش السابق الذي عزل مرسي في 2013 بعد احتجاجات عارمة ضد الرئيس الاسلامي، بالرئاسة في انتخابات 2014.

ويبدو مؤكدا ترشحه لانتخابات العام المقبل رغم انه لم يعلنه رسميا حتى الساعة. وشنت السلطات اثناء رئاسة السيسي حملة قمع دامية ضد الاخوان المسلمين، تجاوزتهم لتشمل معارضين علمانيين او غير اسلاميين.

ويؤكد نظام السيسي، الذي تتهمه منظمات الدفاع عن حقوق الانسان بانتهاكات عديدة، اولوية مكافحة الارهاب وتحسين الاقتصاد، وهما امران وعد بهما الرئيس خلال حملته في 2014. وقام السيسي باصلاحات اقتصادية قاسية خسر الجنيه المصري خلالها اكثر من نصف قيمته وسط ارتفاع هائل للتضخم، وحصل على دعم قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار.

لكنه ما زال يحظى بشعبية لدى كثير من المصريين الذين يؤكدون حاجة البلاد الى قائد بعد سنوات من الاضطرابات اتت على السياحة والاستثمارات الخارجية. كما تواجه السلطات تمردا داميا لعناصر في تنظيم داعش يواجه الجيش مصاعب في القضاء عليه.

وفي الشهر الفائت قتل مسلحو التنظيم المتطرف اكثر من 300 شخص في هجوم على مسجد في سيناء ما اثار الغضب والتساؤلات في مصر حول اسباب ضعف حماية المسجد بعد تلقيه تهديدات من متطرفي التنظيم.