«إيلاف» من بيروت: بعد خمس سنوات ونصف على "إعلان بعبدا"، الذي تنصّل منه حزب الله، هذا الإعلان الذي غاب عن أدبيات حزب الله وكأنه لم يكن، يأتي البيان الوزاري الأخير للحكومة عن النأي بالنفس هذه المرّة مُلزمًا لإعلان بعبدا كونه صادراً عن مؤسسة رسمية، له فيها مع حلفائه تمثيل وازن، فهل عاد اعتبار إعلان بعبدا من قبل حزب الله، بعد موافقة هذا الأخير على النأي بالنفس؟ يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الأخيرة أحدثت صدمة إيجابية وجعلت الجميع يعيدون النظر بمواقفهم، لأن الوضع لم يكن بخير، وكذلك لبنان لم يكن بخير، والدول لن تسكت على ما يجري، وشكلت استقالة الحريري هزة كبيرة للجميع مع وجود غطاء دولي للضغط على الجميع خصوصًا أن حزب الله ليس بعيدًا عن كونه المتهم الأول في ما كان يعيشه لبنان سابقًا، وهو الذي يتدخل هنا وهناك، وقد شعر حزب الله أن دوره في العراق وسوريا على شفير الإنتهاء، فسعى إلى عدم تخريب لبنان على حساب تلك الدول، لذلك ارتأى أن يساهم في إنقاذ البلد.

ويشير طعمة إلى أن عودة الحريري عن إستقالته أمر مهم، وتبقى العبرة في التطبيق على الرغم من التأكيد بأن الجميع يبقى جديًا.

حزب الله والتطبيق

وردًا على سؤال هل سيعمل حزب الله فعليًا بتطبيق النأي بالنفس في لبنان؟ يجيب طعمة أنه سيعمل بذلك، بعدما شعر بخطورة الوضع في لبنان، ويبقى الأمر سابقًا لأوانه، وما جرى من عودة الحريري عن إستقالته يشكل محطة تاريخية، مع إجماع الحكومة اللبنانية على بيان النأي بالنفس الأخير.

ونأمل أن يكون الجميع حريصين على مصلحة لبنان، لأن الجميع معرضون للغرق في حال لم يطبّق النأي بالنفس في لبنان.

ولدى سؤاله في حال لم يلتزم حزب الله النأي بالنفس ما المتوقع؟ يتمنى طعمة الإلتزام الفعلي لحزب الله في موضوع النأي بالنفس، واذا لم يلتزم بذلك فهو سيواجه المجتمع الدولي، وليس واردًا محاربة حزب الله عسكريًا، ونتمنى أن يعود حزب الله إلى حضن الوطن ويضع سلاحه ضد إسرائيل فقط.

القوات اللبنانية

وردًا على سؤال مع توافق كل أعضاء الحكومة على طرح الحريري النأي بالنفس، بمن فيهم القوات اللبنانية، هل يمكن القول إن الأزمة عدّت بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل؟ يلفت طعمة إلى أن الأزمة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل ضُخّمت إعلاميًا أكثر مما هي فعليًا، فبين القوات اللبنانية وتيار المستقبل تاريخ وشهداء ومبادىء ثورة الأرز و14 آذار، وقد يختلف اليوم أي حزب مع الآخر سياسيًا، لكن ما تم تناوله في الإعلام عن العلاقة بين القوات والمستقبل تم تضخيمه كثيرًا، ورأينا كيف القوات اللبنانية رحبت بالبيان الوزاري الأخير وكانت شريكة فيه.

وبرأي طعمة، فإن الأمور ستعود قريبًا جدًا إلى ما كانت عليه، لأن ما يجمع المستقبل والقوات أكبر بكثير وأهم مما يفرقهما.

عمّا ينتظر لبنان بعد بيان النأي بالنفس، يؤكد طعمة أننا في طريق جديد، مما سيعطي دفعًا للاقتصاد خصوصًا في مؤتمر الدعم في باريس، وكل الدول ستدعم لبنان مع غطاء إقليمي ودولي، مع إصرار الجميع على أن يكون لبنان بعيدًا عن أزمات المنطقة، وهي بداية جديدة للبنان داخليًا وخارجيًا.

عن معالجة الأمور العالقة في المستقبل بما فيها موضوع النازحين السوريين في لبنان، يؤكد طعمة أن موضوع النازحين السوريين في لبنان لا يتحمل مسؤوليته لبنان وحده، بل يجب مشاركة الامم المتحدة في الموضوع، وكدولة لبنانية لا يمكن أن نرسل النازحين نحو المجهول وعلى الأمم المتحدة أن تؤمن مراكز آمنة في سوريا ليرجعوا إليها من خلال دعم لبنان في هذا العبء الذي يتحمله.