نصر المجالي: في خطوة لتعزيز وجودها البحري الدائم في شرق المتوسط، أعلنت روسيا أن العمل بدأ بتشكيل مجموعة قوات دائمة في قاعدتي طرطوس وحميميم، وذلك بعد مصادقة البرلمان على الاتفاقية مع سوريا.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في اجتماع بوزارة الدفاع، اليوم الثلاثاء، إن "القائد العام للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين، صادق الأسبوع الماضي على هيكل وقوام كوادر القاعدتين الأساسيتين في طرطوس وحميميم. وبدأنا بتشكيل مجموعة قوات دائمة هناك.

وأشار شويغو، حسب ما نقلت (نوفوستي) إلى أن العملية العسكرية في سوريا لمحاربة الإرهابيين، "إحدى المهام الرئيسية التي كانت تقوم بها القوات المسلحة (في عام 2017)، وخاصة القوات الجوية الفضائية والشرطة العسكرية وقوات مشاة البحرية ووحدات الطيران بدون طيارين والأسطول، أي جميع القوات التي شاركت في العملية بشكل أو بآخر".

حضور روسي

من جانبه، قال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع، أندريه كراسوف، في حديث لوكالة "انترفاكس" إن "روسيا تعزز حضورها في الشرق الأوسط، وهذه منطقة غير هادئة في الوقت الراهن".

وأضاف أن "قاعدة طرطوس هي معقل يوسع إمكانيات أسطولنا. وسيكون لأسطولنا وجود دائم في البحر الأبيض المتوسط".

ويشار إلى أنه تعمل في البحر الأبيض المتوسط مجموعة من سفن الأسطول البحري الحربي الروسي، تضم نحو 10 سفن وغواصات، بما فيها تلك التي أطلقت صواريخ "كاليبر" على مواقع الإرهابيين في سوريا.

مصادقة

وكان مجلس الاتحاد الروسي صادق على اتفاقية توسيع نقطة الإسناد البحري الروسية في طرطوس السورية وجعلها قاعدة بحرية روسية على الساحل السوري بعد مصادقة دمشق على الاتفاقية مطلع العام الماضي.

وورد في نص الاتفاقية أنها "تلبي المصالح الروسية وسوف تسهم في تعزيز الحضور العسكري الروسي في المنطقة وضمان أمن الإقليم".

وسبق لمجلس "الدوما" الروسي أن صادق مؤخرا على الاتفاقية التي "تضبط معايير بقاء القوات البحرية الروسية المرابطة قبالة الساحل السوري"، وتشريع البلدين وجود القوات البحرية الروسية في سوريا.

حصانة 

وتتيح الاتفاقية لموسكو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والإمدادات إلى سوريا بما يخدم تنفيذ القوات الروسية مهامها وضمان أمن عسكرييها وظروف معيشتهم في سوريا، دون خضوع السفن والطائرات الروسية لأي رسوم تستوفى من قبل الجانب السوري، كما تضفي على العسكريين الروس وعائلاتهم الحصانة الممنوحة للدبلوماسيين لدى عبورهم حدود سوريا والإقامة على أراضيها.

كما تتيح دمشق بموجب الاتفاقية الحضور البحري الروسي بلا مقابل في المياه السورية واستخدام الأراضي والمياه المحيطة بمرفأ طرطوس وجملة من المواقع المتاخمة للمرفأ، والتي حددها الجانبان وأضفيا على موقعها السرية.