«إيلاف» من بيروت: أفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، أمس، بمقتل 652 طفلاً في سوريا في عام 2016، ما يشكل رقمًا قياسيًا في العنف ضد الأطفال.

وأوضحت المنظمة أن 255 طفلاً على الأقل قتلوا داخل مدارس أو قربها العام الماضي، وأن هناك 1.7 مليون طفل تسربوا من التعليم.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المنظمة أن واحدة من كل ثلاث مدارس في سوريا باتت قابلة للاستخدام.

كما أن هناك 2.3 مليون طفل سوري لجأوا إلى دول أخرى بالشرق الأوسط.

ومع تزامن عيد الطفل في 20 مارس المقبل، تُشكّل الانتهاكات الموجّهة ضد الأطفال في سوريا محورًا أساسيًا من محاور الانتهاكات الواسعة والجسيمة التي تشهدها سوريا منذ مارس 2011.

وكما هو معلوم، فقد بدأت الأحداث السورية إثر اعتقال عدد من الأطفال في مدينة درعا، بتاريخ 26/2/2011، بعد كتابتهم شعارات تطالب بإسقاط النظام، حيث تم اعتقالهم من قبل فرع الأمن السياسي في درعا، والذي كان يرأسه آنذاك عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد، وقد قُلّعت أظافر الأطفال، وعندما راجع أهلهم المحافظة، أخبِرُوا بأن عليهم نسيان أطفالهم، والعمل على إنجاب غيرهم، وهو الأمر الذي شكّل حالة احتقان كبيرة في مدينة درعا، وساعد على انطلاق الاحتجاجات الكبيرة في المدينة.

وقد استمرّت انتهاكات حقوق الطفل بشكل مضطرد منذ ذلك الحين وحتى اليوم، حيث تم اعتقال الأطفال وتعذيبهم، وإجبارهم على الإدلاء بشهادات تحت التعذيب، واستخدامهم كدروع بشرية، وممارسة الانتهاكات الجنسية بحقهم، وحرمانهم من حق التعليم والحق في الصحة، إلى غيرها من الانتهاكات.

الانتهاكات لحقوق الطفل

وتؤكد الإختصاصية في علم الإجتماع لورانس أبو فاضل في حديثها لـ«إيلاف»،&أنه "لا يمكن في كثير من الأحيان فصل انتهاكات حقوق الاطفال السوريين عن بقية الانتهاكات، إذ أنهم يُعانون من كافة أنواع انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى، والتي تجري على نطاق واسع منذ مارس 2011.

وتستعرض أبو فاضل& أبرز الانتهاكات التي تعرّض لها الأطفال في سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس 2011، وهي تشكل في مجموعها نماذج لهذه الانتهاكات.

ومنها استخدام الأطفال كدروع بشرية، واعتقال الأطفال وتعذيبهم، وعرض شهادات الأطفال المعتقلين على وسائل الإعلام& فكما هو معلوم، فإن عرض شهادات المعتقلين على الإعلام يُعد انتهاكًا للقوانين الوطنية والدولية، حيث لا يجوز عرض شهادة المتهم، ولا حتّى صورته، قبل النطق بالحكم عليه من قبل المحكمة، بالإضافة الى تعرّض الأطفال السوريين إلى العنف الجنسي، وانتهاكات تتعلق بالحقوق الصحيّة للأطفال، كما استهداف المدارس والانقطاع المدرسي، وكذلك انتهاكات حقوق الطفل بسبب اللجوء والنزوح، حيث يتعرّض اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء والنزوح إلى ظروف معيشية صعبة، تشمل انتهاكات للحق في حياة كريمة، وانتهاكات للحقوق الصحيّة وللحقوق التعليميّة، ومما لا شك فيه، تضيف أبو فاضل، فإنّ الأطفال في هذه المخيمات يتعرّضون أكثر من غيرهم لهذه الانتهاكات، حيث يمكن أن تترك آثارًا عميقة على تشكيلهم الجسمي والعقلي، بما يتعدّى الآثار القصيرة المدى التي تؤدي إلى تغييرات سلبية واسعة على شريحة كبيرة من المجتمع السوري في المستقبل.

فضلاً عن انتهاك مشاركة الأطفال في العمل المسلح، حيث سجلت تقارير أممية عديدة مشاركة أطفال في الأعمال العسكرية، أو في خدمات مساندة، وبخاصة من طرف المجموعات المسلحة المناهضة للنظام.