«إيلاف»من برلين: يصاب أكثر من ربع مليون ألماني سنوياً بالسكتة الدماغية، وهي أهم أسباب الشلل والإعاقة في سن متقدمة في ألمانيا. ويستخدم مصطلح “السكتة الدماغية” للتعبير عن نوعين من "الضربات" التي يتعرض لها دماغ الإنسان، يتعلق النوع الأول بالنزف الناجم عن انفجار أحد الشرايين الدماغية، بينما يتعلق النوع الثاني بتجلط الأوعية الدموية وتوقف وصول الدم إلى الخلايا الدماغية. ويشكل الثاني نسبة 85% من السكتات الدماغية.

ويقول العلماء الاستراليون انهم توصلوا إلى بروتين خاص، مستمد من سم أحد العناكب، يمكنه أن يوقف تقدم الأضرار الدماغية الناجمة عن السكتة.

ووجد العلماء ضالتهم في بروتين يدخل في تركيب سم عنكبوت الشبكة القمعية(Funnel Web Spider) الذي يعتبر من أكثر العناكب السامة في العالم خطورة. ويمكن لعضته أن تقتل إنساناً بالغاً خلال15 دقيقة ما لم يتلقَ الترياق المضاد للسم. وسبق لصبي من سيدني - حيث ينتشر هذا النوع من العناكب بكثرة-&إن عولج بـ12 جرعة من الترياق المضاد للسموم كي ينقذ الأطباء حياته.

وأجرى العلماء من جامعتي كويزلاند و وموناش(في ملبورن) تجاربهم السريرية على البشر باستخدام البروتين المستمد من عنكبوت الشبكة القمعية. وعبر البروفيسور غلين كنع، الذي ترأس فريق العمل، عن قناعته بأنهم أول فريق يتوصل إلى طريقة فعالة لوقف تدهور الخلايا الدماغية بعد تعرض الإنسان للسكتة. واضاف البروفيسور أن التقرير التفصيلي سينشر في العدد القادم من مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences“.

حماية للدماغ بعد ساعات من السكتة

طبيعي أن تكون الوقاية من السكتة الدماغية، من خلال خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، في مقدمة اهتمام الطب، لكنّ العلماء ينصحون دائماً بالبدء السريع للعلاج لوقف تدهور الخلايا الدماغية بعد السكتة.

لكن البروفيسور كنغ يقول إن التجارب السريرية اثبتت ان البروتين المستمد من سم العنكبوت المذكور نجح في وقف تدهور حالة الخلايا الدماغية بعد8 ساعات من حصول السكتة. وهذا يمنح المريض، والطبيب، وقتاً مناسباً لمعالجة الحالة.

وأطلق الباحثون على البروتين الصغير من سم عنكبوت الشبكة القمعية اسم Hi1a ويقولون إنه يحجم وصول الأحماض التي تتخلل القنوات الايونية، وتعتبر سبب نكوص وظائف الخلايا الدماغية بعد السكتة. وعبر كنغ عن أمله بتحسن طرق علاج السكتة الدماغية بشكل حاسم باستخدام هذا البروتين مستقبلاً.

حماية للمنطقة المركزية في الدماغ

ثبت أيضاً أن بروتين Hi1a يوفر أيضاً حماية المنطقة المركزية في الدماغ التي تكون عادة أكثر مناطق الدماغ تضرراً من قلة وصول الأوكسجين والمواد الغذائية إلى الخلايا الدماغية بسبب الجلطة. وعادة تعتبر مثل هذه الاضرار في المنطقة الدماغية من الدماغ "غير قابلة للعلاج"، لكن البروتين أوقف في الأقل تدهور الخلايا في هذه المنطقة.

ووصف البروفيسور ستيفن ديفس، رئيس قسم الأبحاث الدماغية في رويال كلينيك مونتريال النتائج التي تحققت بالتجارب بالـ"مشجعة". وقال انه يتصور أن ينال المرضى، الذين يتعرضون للسكتة الدماغية، حقنة من البروتين المذكور وهم في سيارة الاسعاف التي تنقلهم إلى المستشفى. وعبر عن قناعته بأن حقنة Hi1aستحمي المريض من كثير من العواقب، كما تمهد لوقف تدهور حالته على المدى البعيد.

وهذا أمل جديد لملايين البشر، لأن احصائيات الأمم المتحدة تشير إلى وفاة ستة&ملايين إنسان سنوياً بالسكتة الدماغية، يضاف إليهم خمسة ملايين آخرين ينجون من الموت بسببها، لكنها تتركهم مشلولين أو أنصاف مشلولين ومعاقين.

صناعة الأعصاب من نسيج العنكبوت

ومعروف أن الصناعة الطبية والفضائية تستفيد منذ سنوات من تقليد القدرات الطبيعية للعناكب. وفضلاً عن تقليد خيط العنكبوت لإنتاج خيوط بيولوجية اقوى من الحديد، نالت باحثتان ألمانيتان جائزة أفضل اكتشاف في المجال الطبي قبل أعوام لقاء توصلهما إلى إنتاج أعصاب احتياطية للإنسان من نسيج العنكبوت. و ثبت أن النسيج المصنع من خيوط العنكبوت يمنع توسع الندب الناجمة عن الجروح ويمنح مجالاً لنسيج الجسم الطبيعي لترميم نفسه بنسيج من صلبه وليس من الألياف.

وتوصلت العالمتان كريستينا الميلنغ وزميلتها كيرستن رايمرز فضلاوي إلى نتائجهما بعد& ثلاث سنوات من البحث في نسيج نوع من العناكب الاستوائية التي يطلق عليها اسم "نيفيليا". وذكرت رايمرز فضلاوي أن هذا الجنس من العناكب الطويلة الساقين، الذي يبلغ حجم الواحدة منها حجم راحة الكف، تنتج خيوطاً حريرية بالغة في الدقة والقوة في آن واحد. وتعاونت الباحثتان، من جامعة هانوفر الطبية، مع علماء قسم التقنية الكيمياوية في نفس الجامعة، لصناعة آلة تسحب الخيوط بطول مئات الأمتار يومياً من هذه العناكب. والمهم في هذه الخيوط أن جسم الإنسان يتقبلها ولا يرفضها.

&

&

&