إيلاف من لندن: في مؤشر على تصعيد في العلاقات بين عمّان وطهران، استدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم الاحد، السفير الإيراني لدى المملكة وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة على التصريحات المرفوضة والمدانة للناطق باسم وزارة الخارجية الإيراني بحق المملكة وقيادتها.

وأكدت وزارة الخارجية ضرورة التزام ايران علاقة حسن الجوار مع الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها واحترام المواثيق والأعراف الدولية في تصرفاتها وتوجهاتها إزاء الدول العربية.

ونددت الوزارة بتصريحات الناطق الرسمي الإيراني وقالت إنها تعكس محاولة فاشلة لتشويه الدور المحوري الذي تقوم بها المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ومحاربة الاٍرهاب وضلاليته والتصدي لمحاولة بث الفتنة ورفض المتاجرة بالقضايا العربية وبمعاناة الشعوب العربية.&

رد قاسمي

وكانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) قال اليوم الأحد، إن إيران ردت مباشرة على تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأخيرة من خلال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي.

وقال بهران قاسمي: "ان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يرتكب خطأ كبيرا في تعريف الإرهاب، وندعوه الى مراجعة كل ما يتعلق بالإرهاب والإرهابيين الأردنيين في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضاف قاسمي: " يبدو ان الملك الاردني وقع في خطأ مميت وعليه مراجعة نفسه وتصريحاته ومصادره السطحية حول الإحصائيات ونسبة الأردنيين المنضمين الى تنظيم "داعش" الإرهابي، ومن بعدها فليبدي وجهة نظره حول إيران التي تسعي وتجاهد في الخط الأمامي لمكافحة الإرهاب والتطرف".

تحليل خاطىء

واعتبر قاسمي "أن التحليل الخاطئ والمصادر غير الموثوقة والصحيحة تنتج رؤى خاطئة، مما يؤدي الى سقوط لسياسيي بعض الدول واتخاذهم سياسات مختلفة عن أمر الواقع تؤدي الى جر المنطقة لكارثة".

وجاء الرد الإيراني بعد إطلاق العاهل الأردني لتصريحات قائلا فيها: " هناك مشكلات استراتيجية في منطقتنا، ولإيران علاقة بها، وهناك محاولة لإيجاد تواصل جغرافي بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان، ندرك أن الحرس الثوري الإيراني على بعد 70 كيلومتراً من حدودنا داخل الجنوب السوري، وكنا في غاية الوضوح مع روسيا بأن مجيء لاعبين آخرين من تنظيمات وغيرهم إلى حدودنا لن يتم التهاون معه".

استدعاء سفير الأردن

يذكر أن الأردن كان استدعى سفيره في طهران عبدالله أبو رمان في أبريل 2016 الذي لم يعد إلى مركز عمله إلى الآن، وكان وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني صرح حينذاك لوكالة الانباء الاردنية الرسمية "بترا" قائلا: لقد خلصت الحكومة الى ضرورة اجراء وقفة تقييمية في هذه المرحلة وفي ضوء هذه المعطيات والتطورات، اقتضت اتخاذ القرار باستدعاء السفير الاردني في طهران للتشاور، وقد اوعز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين للسفير في طهران بالعودة الى العاصمة لهذه الغاية.

واكد ان حكومة بلاده عملت وستستمر بالعمل، لجعل العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي يربطنا بشعبها تاريخ مشترك طويل ومصالح وتحديات مشتركة، إيجابية وبناءة.

وقال المومني إن الفترة التي اعقبت التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني الذي أيده الأردن "شهدت مواقف من قبل الحكومة الإيرانية لا تنسجم مع آمالنا الأوسع تلك، حيث صدر عنها وعن مسؤولين فيها، خلال هذه الفترة جملة من الأفعال والأقوال التي تشكل تدخلات مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة..
&