نصر المجالي: مع نشر تقارير قالت إن بريطانيا قد تنضم إلى الولايات المتحدة في قصف سوريا دون موافقة البرلمان، أعلن وزير الخارجية بوريس جونسون أن روسيا أنقذت الرئيس السوري وباستطاعتها إزاحته من خلال عملية سلمية، معتبراً أن لدى موسكو الوقت لتصحيح موقفها.

وقال وزير الخارجية البريطاني إن هذا هو الوقت المناسب لروسيا لتقديم تنازلات منطقية عبر الانضمام إلى تحالف يضم أكثر من 60 بلدًا لمكافحة داعش، والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا، وإمكانية إقامة علاقات مثمرة مع الرئيس ترامب، مع إدراك أن الغرب سوف يساعد في نهاية المطاف في إعادة بناء سوريا.

وأشار جونسون في مقال نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، اليوم الأربعاء، إلى أنه يتوجب على روسيا في مقابل ذلك، أن "تلتزم بتحقيق وقف إطلاق نار حقيقي، ووضع نهاية لاستخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، والتوصل لتسوية سياسية تخلّص السوريين من طغيان الأسد".

متشبث بالسلطة 

وأكد جونسون أن "الأسد متشبث بالسلطة، وبمساعدة من روسيا وإيران، وباستعانته بقوة وحشية لا تخبو، استطاع ليس فقط معاودة بسط سيطرته على حلب وحسب، بل كذلك استعاد السيطرة على أغلب المناطق "العملياتية" في سوريا.

وأضاف أن "الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية ليس فقط لأن أثرها فظيع وتتسبب بإصابات عشوائية، بل كذلك لأنها أسلحة مروعة. آن الأوان لأن تدرك روسيا تلك الحقيقة. مازال أمامها وقت لتصحح موقفها، وتكون على الجانب الصواب من المعادلة".

دون موافقة البرلمان

وإلى ذلك، نقل تقرير لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية عن وزير الخارجية قوله إن "بريطانيا قد تنضم إلى الولايات المتحدة في قصف سوريا دون موافقة البرلمان".

واضاف جونسون في حديث أمام مجلس العموم أنه "سيكون من الصعب على بلاده أن ترفض الانضمام للولايات المتحدة في قصف نظام الأسد في سوريا"، رغم رفض البرلمان التدخل العسكري عام 2013.

وأكد أن بلاده كانت على علم بالقصف الصاروخي الأميركي ضد مطار الشعيرات، الذي يشتبه في استخدامه لشن غارات بالسلاح الكيميائي قبل وقوعه.

عمليات ضد داعش

وتوضح الصحيفة أن البرلمان رغم رفضه مشاركة القوات الجوية البريطانية في أي عمليات عسكرية ضد نظام الأسد إلا أنه عاد ووافق لاحقًا على المشاركة الجوية المحدودة في قصف مواقع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا، والجماعات "المتشددة الأخرى".

وتؤكد (إنديبندانت) أنه رغم أن الحكومة البريطانية لم تعلن بعد نيتها اقتراح التدخل العسكري ضد نظام الأسد، إلا أن جونسون قال أمام مجلس العموم "نعرف أن اثنتين من طائرات السوخوي أقلعتا من مطار الشعيرات، حيث يتم تخزين الأسلحة الكيميائية".

وفي الأخير، نقلت الصحيفة من حديث جونسون أمام مجلس العموم، قوله: "لم نعرف من العينات التي حصلنا عليها أنه جرى استخدام غاز السارين فقط، بل علاوة على ذلك عرفنا أنه غاز السارين الذي يحمل سمات الغاز الموجود لدى نظام الأسد".