قسم المتابعة الإعلامية

أبدت صحف عربية اهتماما واضحا بنتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية التي أسفرت عن وصول كل من مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون إلى الجولة الثانية من الانتخابات.

ورأى بعض الكُتّاب أن فرص ماكرون أكبر من فرص لوبان في الفوز بمنصب الرئيس.

لوبان "على خطى ترامب"

تقول ريم يوسف في الشرق القطرية إن لوبان "تبدو وكأنها تسير على خطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، فهي ترفع شعار فرنسا أولًا على غرار شعار ترامب الانتخابي أمريكا أولًا، حيث ترى بأن وقف المهاجرين سوف يحمي فرنسا، وتريد إغلاق المساجد المتطرفة ومنع الحجاب في الأماكن العامة وغيرها من السياسات التي تتعدى مسألة الأمن والهوية، وتدخل في الحريات الشخصية، بالذات حريات المسلمين في فرنسا".

وتضيف الكاتبة بأن لوبان اتخذت من عدائها للإسلام والمهاجرين بساطاَ لها نحو قصر الإليزيه.

ويقول محمد قواص في العرب اللندنية إن لوبان اختارت "إطلاق مواقف لا تختلف عما يطلقه الشعبويون في كل البلدان الغربية وروّجت لأفكار كانت معيبة وأضحت من عاديات الأمور في موسم البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) ووصول ترامب إلى البيت الأبيض".

ويرى الكاتب أن فرص ماكرون في الفوز أكبر من فرص لوبان، "لكن ذلك دونه أخطار قد لا تدركها استطلاعات الرأي".

وفي أخبار الخليج البحرينية يرى عبد المنعم ابراهيم أنه "إذا فاز ماكرون بالرئاسة الفرنسية فإنه سيكون زعيما جديدا يأتي من خارج النخبة الحاكمة التقليدية ضمن سيناريو مشابه لصعود دونالد ترامب إلى الرئاسة في أمريكا".

وفي الشروق المصرية يقول زياد بهاء الدين إن نتائج الانتخابات الأخيرة "مهما جاءت محبطة ومخيبة لآمال التيارات الديمقراطية في أنحاء العالم، إلا أنها عبرت في النهاية عن واقع جديد يلزم فيه على كل مرشح أن يرجع إلى الجماهير، ويتفهم مشاعرها ومخاوفها، ويحترم إرادتها".

"فرنسا تتغير"

وحول استبعاد الحزبين التقليديين الكبيرين اليمين الليبرالي واليسار الاشتراكي في الجولة الأولى للانتخابات، يقول أنور مغيث في الأهرام المصرية إن "فشل اليمين التقليدي في الاحتفاظ بمرشح له في الجولة الثانية لأول مرة منذ عصر ديغول ربما جاء عقابا من الشعب الفرنسي لمرشحه المتهم بالفساد، أو ربما لم يُرد الفرنسيون أن يَظهروا في صورة المتواطئين على فساد صريح".

ويضيف الكاتب: "أما الحزب الاشتراكي فقد أصابته ضربة قاصمة، حيث تجاوز رصيده بالكاد 6 في المئة وهى حصيلة تنذر باختفاء دوره المؤثر في المشهد السياسي مرة ثانية".

في السياق ذاته يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية إن "فرنسا تتغيّر، ولكن ليس بالضرورة نحو الأفضل، فاليسار الاشتراكي واليمين الديغولي خارج الفصل الحاسم في اللعبة الرئاسية".

ويرى خوري أن "كل شيء يوحي أن ماكرون سيكون الرئيس العتيد".

من جانبه، يقول رجب أبو سرية في الأيام الفلسطينية إن فرنسا "بانتخابها المتوقع لماكرون اختارت أن تدعم الاتحاد الأوروبي وأن تواصل طريق الخروج من عباءة التبعية لواشنطن، بتوجيه الرسالة القوية والتي مفادها أن 'العيال كبرت' يا أمريكا، وعليك بدلا من محاولة تغيير العالم ليتوافق مع مقاسك السياسي، عليك أنت أن تفكري منذ اليوم ببرنامج 'ريجيم' قاس، حتى تحافظي على مقعد ضمن قيادة جماعية للكون".

وتقول مينا العريبي في الشرق الأوسط اللندنية: "تشهد الدول الغربية ظاهرة عرفناها في العالم العربي منذ عقود، وهي تفضيل العامة شخصية معينة، وفي كثير من الأحيان شعبوية، على برنامج انتخابي متكامل، وماكرون وترامب مثالان بارزان على هذه الظاهرة إذ استطاعا جلب الأصوات خارج النظم الحزبية".