قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا وروسيا قادرتان على اتخاذ خطوات كفيلة بتغيير مصير منطقة الشرق الأوسط. وأضاف في مستهل محادثاته في سوتشي مع الرئيس الروسي، أن المحادثات تشكل فرصة جدية لبحث علاقاتنا الثنائية والمسائل الإقليمية.

وخلال محادثات القمة الخامسة منذ أزمة إسقاط المقاتلة الروسية، التي تسببت بتوتر العلاقات بين البلدين أواخر العام 2015، أكد إردوغان أن تركيا وروسيا تتحملان مسؤولية كبيرة في ما يخص التطورات في الشرق الأوسط، مضيفا: "أنا واثق من أن الخطوات التي سنتخذها معا ستغير مصير المنطقة برمتها".

بدوره رحّب بوتين بهذه الفرصة لبحث المسائل المحورية على جدول الأعمال الدولي ولاسيما الأزمة السورية مع نظيره التركي. واعتبر أن اللقاءات المكثفة بينه وبين إردوغان تؤكد اكتساب العلاقات الثنائية طابعا خاصا وعودتها إلى سابق عهدها.

استفتاء 

كما هنأ بوتين نظيره التركي مجددا بنتائج الاستفتاء الشعبي الذي جرى في تركيا في 16 أبريل الماضي، إذ عبر خلاله أغلبية الناخبين عن تأييدهم لتعديلات دستورية توسع صلاحيات الرئيس بقدر أوسع.

ولفت بوتين إلى أن استعادة الاستقرار السياسي الداخلي في تركيا يوفر ظروفا إضافية للتطور المستدام للعلاقات الروسية التركية.

وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن العلاقات بين روسيا وتركيا تتخذ طابعا خاصا، وتتعافى بشكل كامل. وقال: "علاقاتنا تتطور كما خططنا لها معا. ومن الجيد للغاية أنه لدينا إمكانية لإجراء لقاء عمل، والحديث عن القضايا الرئيسة للتعاون الثنائي حيال القضايا الدولية، بما في ذلك الأزمة السورية".

100 مليار دولار

وكان الرئيس التركي قال وهو في طريقه إلى موسكو إنه يتحتم على تركيا وروسيا بذل جهود مشتركة بنَّاءة ومشتركة، اذا أرادتا بلوغ هدفهما بشأن التجارة الخارجية، بحجم تبادل تجاري مشترك عند 100 مليار دولار سنويا‎.

وأضاف إردوغان "ليس لدى روسيا أو تركيا ثانية واحدة تضيعانها ضحية للبيروقراطية. إذا أردنا بلوغ هدفنا بتجارة خارجية حجمها 100 مليار دولار سنويا، يتحتم علينا وبشكل مشترك، بذل جهود بنَّاءة".

وأشار إلى أنه سيناقش مع نظيره الروسي خلال الزيارة، جملة قضايا ثنائية وإقليمية، على رأسها العلاقات التجارية والاقتصادية، كذلك سيجري مناقشة القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية والتطورات في العراق. 

الطاقة

ولفت الرئيس التركي أن البلدين اتخذا مؤخرًا خطوات جادّة على صعيد التعاون في مجال الطاقة، إضافة إلى تأسيس مستوى عالٍ من الثقة، وهو ما انعكس بصورة إيجابية على العلاقات الثنائية في مجالات والتجارة والاقتصاد والثقافة والسياحة. 

وتابع إردوغان: "في الواقع، نحن نعلق أهمية كبرى على قضايا الطاقة، لا سيما التي تحمل قيمة استراتيجية، ونتوقع أن يتم تشغيل محطة (آق قويو) النووية (بولاية مرسين جنوب تركيا) عام 2023، وسنعمل مع روسيا بالطبع على تسريع موعد التشغيل لما يشكله المشروع من أهمية بالنسبة إلى البلدين". 

الملف السوري

وفي ما يتعلق بالملف السوري قال إردوغان، إن لدى تركيا هدفًا مشتركا مع روسيا، وهو التوصل إلى حل سياسي، يحافظ على وحدة التراب الوطني السوري".

وطالب إردوغان جميع الدول ذات النفوذ في سوريا، بالمشاركة في صناعة السلام وإيجاد حل للأزمة السورية. وأكد الرئيس التركي، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه التهديدات التي تتعرض لها المدن التركية الحدودية مع سوريا.

وفي الأخير، شدد على أن تركيا كبلدٍ ضامن تولي أهمية لتشكيل لجنة تحكيم لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار المتفق عليه في أنقرة 29 ديسمبر 2016.