«إيلاف» من نيويورك: من المتوقع ان يكون لقاء الرئيس الاميركي، دونالد ترامب بنظيره التركي رجب طيب اردوغان ملبدا بالتباينات وتباعد وجهات النظر بين الدولتين.
اللقاء المزمع عقده في واشنطن منتصف الشهر الحالي يأتي في توقيت تتصف فيه العلاقات الأميركية التركية بالبرودة وذلك اثر تكدس الملفات العالقة وعدم تطابق وجهات النظر في كثير من الامور المتعلقة بالأزمات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط.

نظرة سلبية
أجواء العاصمة واشنطن تشي بأن اردوغان سيخرج خالي الوفاض من لقاء ترامب، فهناك من بات ينظر بشكل سلبي إلى الرئيس التركي خصوصا بعد المواقف الصادرة عن الاخير في الأيام الماضية.
وبحسب المعلومات فإن ايعاز ترامب للبنتاغون بتسليح الأكراد جاء كرد على موافقة ومباركة تركيا على مصطلح ما بات يعرف بمناطق خفض التوتر في سوريا، اعتقادا منها بأنها حصلت على اتفاق جيد يضمن لها النفوذ في ادلب وبعض مناطق حلب.

تحالفات جديدة
ويكمن السخط الاميركي على إردوغان بسبب ذهابه منفردا لعقد اتفاق مع الروس والايرانيين في استانا، مما يوحي بتحالفات جديدة يقف فيها من جهة اردوغان الى جانب بوتين ومعه ايران -يختلف معها في بعض الامور ويتفق في قضايا كثيرة أخرى- بمواجهة واشنطن والدول العربية والاوروبية.
ووقعت كل من روسيا وتركيا وإيران، أمس الخميس في أستانة عاصمة كازخستان، اتفاقًا يقضي بإقامة مناطق تخفيف توتر بمناطق عدة في سوريا، ضمن الجولة الرابعة من مفاوضات أستانة بين المعارضة السورية ووفد النظام السوري، والدول الضامنة للاتفاق.

وشمل الاتفاق كامل محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب واللاذقية وحماة وحمص وريف دمشق ودرعا والقنيطرة، وتنص الوثيقة التي تم توقيعها على وقف استخدام الأسلحة كافة بما فيها الجوية بين الأطراف المتناحرة في المناطق المحددة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المناطق المذكورة.
وبعد ايام من توقيع الاتفاق، اعلن مسؤول اميركي الثلاثاء ان الرئيس دونالد ترامب وافق على تسليح المقاتلين الاكراد الذين يواجهون تنظيم الدولة داعش&في سوريا.

واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان تمويل "الدعم لوحدات حماية الشعب (الكردية) قد تم اقراره"، مضيفا ان هذه الموافقة "تسري مع مفعول فوري، لكن تحديد جدول زمني لتسليم الاسلحة لا يزال يتطلب وضع اللمسات الاخيرة عليه".

دعم وغطاء أميركي
وفي اللقاء القادم بين الرئيسين سيحاول ترامب طمأنة اردوغان وتبريد هواجسه حيال تسليح الاكراد لمواجهة داعش مع التأكيد ان هؤلاء الى جانب فصائل المعارضة السورية المعتدلة يتمتعون بدعم وغطاء أميركي.

دعسة ناقصة
ولم يكن الموقف التركي في اجتماع أستانة السبب الوحيد للنظرة السلبية الى اردوغان، فالاخير ارتكب دعسة &ناقصة ايضا في تصريحاته الاخيرة التي تناولت القدس وفق ما يعتبر مسؤولون اميركيون.
واطلق الرئيس التركي سلسلة من المواقف المتعلقة بالقدس في الايام الاخيرة، الامر الذي تم تفسيره على انه محاولة لافشال المساعي التي تقوم بها ادارة ترامب للتوصل الى اتفاق لعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.