«إيلاف» من القاهرة: أفتى مشايخ التيار السلفي بأن موعد أذان صلاة الفجر الحالية &داخل مصر غير شرعي، مطالبين هيئة المساحة المصرية بتأخير الموعد الحالي &20 دقيقة، وطالب الشيخ &سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، الدولة بضرورة التدخل لوقف ما سمّاه بالكارثة التي يجب تداركها قبل رمضان، مؤكدًا في تصريحات له: " أن المصريين يُصلون الفجر قبل موعده الحقيقي"، كما زعم أن هيئة المساحة المصرية أيّدت مطالب التيارات السلفية بتعديل ميقات أذان الفجر، حيث ذكرت ذلك في تقرير لها &قدمته لمحكمة القضاء الإداري، بأن التوقيت الحالي لأذان الفجر غير صحيح، وقد طالبنا بتأخير وقت الأذان في النتيجة حتى تصح صلاة وصيام المصريين .

مستشهدًا بالدراسات التي تؤيد رأيه، وعلى رأسها بحث أكاديمي للدكتور أحمد يحيى الشيخ، أحد علماء الفلك، أثبت فيه خطأ التوقيت الحالي لأذان الفجر، ونقل فيه عن فتوى &صادرة عن شيخ الأزهر الأسبق الدكتور جاد الحق، يؤكد خلالها خطأ التوقيت الحالي لأذان الفجر.

كما دعا الشيخ محمود لطفي عامر، الداعية السلفي، الحكومة إلى تشكيل هيئة من مؤسسات الدولة لمعرفة توقيتات الصلاة وفق ما جاء من نصوص شرعية كما تنص المادة الثانية من الدستور.

وبدوره قال الشيخ محمود عبد الرازق الرضواني،الداعية السلفي:" إن الفجر في مصر يؤذن &قبل موعده “، مضيفًا:" البحوث الفلكية أكدت أن أذان صلاة الفجر يؤذن في مصر قبل موعده بـ30 دقيقة ؛ ولذلك فإن أغلب صلاة المصريين للفجر غير صحيحة لأنها في غير موعدها".

دعاوى &قضائية

&الحديث عن موعد صلاة الفجر انتقل لساحات المحاكم، حيث &نظرت الدائرة الأولى في محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، برئاسة المستشار الدكتور محمد الدمرداش، نائب رئيس مجلس الدولة، &الأسبوع الماضي الدعوى القضائية المقامة من حسين أحمد مصطفى حبيب، إمام وخطيب مسجد، والتي تطالب &بتغيير ميقات أذان الفجر، و قال حسين أحمد حبيب، مقيم دعوى تغيير توقيت صلاة الفجر في تصريح له:" إن &معهد الفلك سيتقدم بمفاجأة أمام هيئة المفوضين بمحكمة القضاء ستُغير سير القضية، وتثبت أن التوقيت الحالي &لصلاة الفجر خاطئ “، واختصمت الدعوى رقم 32998 لسنة 71 قضائية كلاً من : رئيس هيئة المساحة، ووزير الأوقاف، ومفتى الجمهورية، وكان قد سبق وأقام الشيخ عبد الرحمن لطفي عبد الرحمن، الداعية السلفي الموالي للإخوان، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، تطالب بوقف تنفيذ القرار السلبي من جانب الحكومة بالامتناع عن تصحيح مواقيت الصلاة، وأهمها مواقيت صلاة الفجر لأن يكون الأذان بعد التوقيت الحالي بنصف ساعة.

واختصمت الدعوى رقم 33766 لسنة 71 قضائية، الدكتور محمد مختار جمعة بصفته وزير الأوقاف ، وذكر في الدعوى :" أنه في الثمانينيات من القرن الماضي ثارت على صفحات الصحف وفي دور العلم قضية المواقيت الصحيحة للصلاة وبالأخص صلاة الفجر، ونشرت العديد من الدراسات والتي انتهت في نتيجتها إلى أن مواقيت الصلاة في مصر تقوم في غير التوقيت الصحيح لها، وأن صلاة الفجر يؤذن لها قبل وقتها الصحيح بفارق توقيت من خمس وعشرين إلى أربعين دقيقة، ما يعني أن صلاة الفجر تؤدى قبل دخول الوقت الذي هو من أهم شروط صحة الصلاة ووجوبها".&

موقف رسمي&

من جانبها &وقفت جميع المؤسسات الدينية الثلاث ضد حملات التشكيك في صلاة الفجر وبالتالي بطلان الصيام، حيث &أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى أكدت خلالها، &أن توقيت أذان الفجر المعمول به في مصر وسائر بلدان العالم الإسلامي هو التوقيت الصحيح شرعيًّا وفلكيًّا.

واستنكر &الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، حملات التشكيك المتعمدة والتي تثار ما بين الحين والآخر في توقيت أذان الفجر، والادعاء بأنه متقدم على وقته الحقيقي، وأنه مبني على تقويم وضعه عالم غير مسلم، ومن ثم التشكيك في صلاة المسلمين وصيامهم عبر القرون المتطاولة، مطالبًا المواطن المصري بعدم الالتفاف لمثل هذه الآراء التي تهدف إلى زرع الفتنة من دون وعي حقيقي لمقاصد الدين الإسلامي .

كما طالبت وزارة الأوقاف المصرية جميع أئمة المساجد بضرورة الالتزام بالميقات الحالي لأذان الفجر، باعتبارها المعتمدة من هيئة المساحة المصرية ، وحذرت الأئمة باتخاذ إجراءات عقابية مشددة فيما يؤيد دعوات تغيير ميقات صلاة الفجر .&

كما انتقد بشدة الأزهر الشريف دعوات تغيير ميقات صلاة الفجر، وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف لـ«إيلاف» :" إن هيئة كبار العلماء حسمت هذا الخلاف بناء على تقارير هيئة المساحة المصرية وعدد من علماء الفلك، حيث أفتت بأن الادعاء ببطلان توقيت أذان الفجر في مصر هو أمر مخالف تمامًا لإجماع علماء &الدين والفلك &قديمًا وحديثًا، مشددًا على أنه طيلة العهود السابقة &لم ينكر أحد من أهل العلم والفتوى في مصر صحة الميقات الحالي لأذان الفجر”،& وطالب وكيل الأزهر، الشعب المصري بعدم الالتفاف للفتاوى والآراء الشاذة التي تخرج من التيارات المتشددة والتي تسعى دائما إلى زرع الفتنة بين المسلمين.

وقال الدكتور شومان :" إن الأزهر هو الجهة الشرعية التي يؤخذ منها أمور الدين والدعوة في مصر، وبالتالي ما يصدر عن الأزهر وغيره من المؤسسات &الدينية الرسمية هو الكلام الرسمي الصحيح ".

مفاجأة مدوية&

&من جانبه، أكد الشيخ تامر صلاح الداعية السلفي لـ«إيلاف» أن الدعوة السلفية تمتلك الدراسات التي تؤكد بطلان موعد أذان صلاة &الفجر الحالية وهناك أبحاث داخل معهد الفلك المصري تؤيد رأي التيار السلفي مطالبًا المؤسسات الدينية بضرورة مراجعة تلك الأبحاث قبل التسرع في رفض الاعتراف ببطلان الميقات الحالي .

وكشف الداعية السلفي عن مفاجأة &كبيرة بقوله :إن الكثير من مشايخ السلفية في المساجد التي تحت سيطرتهم لا يؤذنون الفجر وفقًا &للميقات الحالي ولكن بعده بنصف ساعة ،مشيرًا إلى أن محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة سوف تصدر حكمًا قضائيًا قريبًا يطالب بتغيير موعد أذان الفجر في مصر .

رفض برلماني&

وفي السياق ذاته رفضت اللجنة الدينية في مجلس النواب، حملات التشكيك في صحة ميقات أذان الفجر، وأعلنت مساندتها الكاملة لرأي المؤسسات الدينية &المؤيدة بصحة الميقات الحالي، ووصف النائب شكري الجندي، عضو لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب، مزاعم التوقيت الخاطئ لصلاة الفجر في مصر بالمزايدة، ومحاولة لنشر الفتن بين المسلمين، مؤكدًا &في تصريحات له، أن هيئة المساحة تقوم بعمل تحديد دقيق لتوقيتات الصلوات الخمس بشكل دوري، ولا يوجد أدلة حقيقية على ما يدعون بأن صلاة الفجر توقيتها خاطئ في مصر.