إيلاف من واشنطن: زاد استخدام الجواسيس في الحرب على تنظيم داعش بشكل غير مسبوق خلال الستة أشهر الأخيرة، بالتزامن مع اشتداد المعارك التي يشنّها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف، ما أدى إلى "فوضى" في تدفق المعلومات إلى أجهزة الاستخبارات.

وقال تقرير نشرته صحيفة "فاينشال تايمز" الخميس واعتمد على شهادة تسعة من الجواسيس السوريين يعملون لصالح أجهزة استخبارات عدة، إن هناك طلباً متزايداً خلال الأشهر الماضية من أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات وغيرها من هؤلاء الجواسيس لتزويدهم بمعلومات عن التنظيم وتحركات قياداته في سوريا والعراق.

ونقلت عن أحد هؤلاء الجواسيس الذي اختار يوسف اسماً وهمياً له "العملية كانت منظمة في السابق مع أجهزة الاستخبارات من ناحية جمع المعلومات ورصدها، لكن الآن يوجد طلب شديد ما أحدث ما يشبه الفوضى".

وذكر جاسوس آخر: "أن أكثر من ترغب به أجهزة الاستخبارات هو رقم هاتف لأحد قيادات أو أمراء التنظيم، ما يسهل عليهم رصد تحركاته واستهدافه"، موضحاً "أن بعض قيادات التنظيم المتطرف صارت تتعاون مع شبكات التجسس خصوصاً أنهم يرون داعش يتلقى هزيمة تلو أخرى ولا يريدون الموت معه".

ورأى ثالث: "أنه من السهل الوصول إلى القيادات السورية للتنظيم ورصد تحركاتها، لكن هؤلاء لا يهمون كثيراً أجهزة الاستخبارات التي تركز على مقاتلي داعش من المهاجرين (الأجانب)، وهؤلاء يتنقلون بسرية كبيرة ومن الصعب رصدهم".

وذكر جاسوس رابع "أن بعض المعلومات غير الدقيقة يتم بيعها في وقت واحد إلى أكثر من جهاز استخبارات للدول المشاركة في التحالف، الأمر الذي يعطيها في النهاية مصداقية".

وذكرت "الفانيشال تايمز" أن "داعش" حارب الجواسيس من خلال منع استخدام الانترنت والهواتف المحمولة في المواقع التي يسيطر عليها.

وأوضحت أن قادة شبكات التجسس يقيمون في تركيا، حيث يتواصلون مع عملاء أجهزة الاستخبارات، ويجمع هؤلاء مبالغ تصل إلى خمسة آلاف دولار من جهاز الاستخبارات الواحد شهرياً، فيما لا يحصد المخبرون على الأرض الذين يواجهون خطر القتل إلا ما بين 200 إلى 300 دولار.

وأشارت إلى أن قائد إحدى شبكات التجسس زوّد السي أي آيه بمعلومات حول موقع داخل سوريا تابع لداعش، واستهدفه الطيران الأميركي ما نتج منه مقتل مدنيين، "ثم اتصل بالأميركيين مبدياً احتجاجه على هذا الأمر، فردوا عليه بأنه وشبكته هم من يتحملون المسؤولية عن هؤلاء الضحايا، لأنهم من مرر معلومات وإحداثيات غير صحيحة".