تعهدت قطر بعدم "التنازل" عن سياستها الخارجية، وذلك وسط نزاع مع دول عربية أخرى بشأن صلاتها المزعومة بحركات متشددة.

وقال وزير الخارجية القطري الشيح محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه يفضل الدبلوماسية كوسيلة لحل الأزمة المتصاعدة، وأنه لا يوجد حل عسكري، حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء.

وتنفي قطر الاتهامات الموجهة إليها بدعم حركات إسلامية متطرفة.

وقطعت السعودية ودول عربية أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين الماضي.

وفي محاولة للوساطة الدبلوماسية، بدأ أمير الكويت رحلات بين قطر والسعودية والإمارات.

وقال وزير الخارجية القطري لصحفيين في الدوحة إن قطر عُزلت "لأننا ناجحون وتقدميون".

وأضاف "نحن منتدى للسلام، لا الإرهاب. هذا النزاع يهدد استقرار المنطقة بأسرها".

وتابع "لسنا مستعدين للتنازل، ولن نكون مستعدين للتنازل عن سياستنا الخارجية".

وأشار إلى أن إيران عرضت استخدام ثلاثة من موانئها لشحن أغذية ومياه إلى قطر مع تراجع الإمدادات، لكن العرض لم يحظ بموافقة بعد.

وتعتمد قطر بشدة على واردات الغذاء. وقد أدت الأزمة الدبلوماسية إلى حالات من النقص، ودفعت الناس إلى التخزين.

وقال الشيخ محمد إن قطر لم تتعرض قط لمثل هذه العداوة.

وفي تطور آخر، أعلنت روسيا أن وزير الخارجية القطري سيتوجه إلى موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم السبت.

ومن المقرر أن يناقش المسؤولان قضايا "دولية طارئة"، حسبما أوردت وكالة (تاس) الروسية للأنباء، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.

وقد يؤدي تدخل روسيا في الأزمة إلى تعقيد الجهود القائمة بالفعل لمحاولة نزع فتيل الأزمة، بحسب جيمس روبينز محرر الشؤون الدبلوماسية في بي بي سي.

وضمن دول أخرى، قطعت السعودية والإمارات ومصر العلاقات الدبلوماسية والرحلات الجوية مع قطر. وأغلقت السعودية كذلك حدودها البرية مع قطر، والتي تعتبر بمثابة خط إمداد حيوي.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن على قطر قطع صلاتها بحركة (حماس) الفلسطينية، وجماعة (الإخوان المسلمين) في مصر إذا أرادت إنهاء العزلة.

وفي هذه الأثناء، انضمت البحرين إلى الإمارات في التهديد بالسجن لمن يبدي تأييدا لقطر.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية البحرينية أن "التعاطف أو المحاباة لحكومة دولة قطر أو الاعتراض على إجراءات حكومة مملكة البحرين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي سواء بتغريدات أو مشاركات أو أي وسيلة أخرى قولا أو كتابة، يعد جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبات قد تصل إلى السجن مدة لا تزيد عن خمس سنوات والغرامة".

ووافق البرلمان في تركيا على مشروع قانون يسمح بتمركز المزيد من القوات التركية في قطر. وقد عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوساطة في الأزمة.

وتستضيف قطر كذلك أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وحدة دول الخليج، وذلك في اتصال هاتفي مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، حسبما قال مسؤولون أمريكيون أمس.

غير أن ترامب زعم في وقت سابق المسؤولية عن الضغط القائم حاليا على قطر، قائلا إن زيارته إلى السعودية في الآونة الأخيرة "بدأت تؤتي ثمارها".