نصر المجالي: تواجه رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي اسبوعًا حاسمًا للحفاظ على منصبها، بعد تصاعد المطالب باستقالتها من جانب أعضاء في حزبها ومن الشارع، وتزامنًا، قالت تقارير انه في خطوة نادرة سيعقد البرلمان البريطاني دورة برلمان تستمر لعامين للتعامل مع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

ومنذ إهدار حزب المحافظين بقيادتها لإحراز أغلبية كاسحة في مجلس العموم في الانتخابات المبكرة التي دعت إليها، فإن تيريزا ماي تواجه دعوات بإسقاطها سواء من جانب حزب العمال المعارض، الذي يقول انه قادر على تشكيل حكومة وتحقيق غالبية بالتحالف مع أحزاب أخرى أو من جانب أعضاء في ذات حزب المحافظين، الذي تتزعمه. 

وقالت تقارير إن حوالي 12 نائبًا من حزب المحافظين يستعدون لتقديم مذكرة لإعلان عن مسابقة لاختيار قيادة جديدة للحزب، لتحل محل قيادة ماي.

وستبدأ معركة قيادة الحزب تلقائيًا وعلى نحو عملي، إذا دعا 48 نائبا محافظا رئيسة لجنة 1922 غراهام برادي، وهي صاحبة القرارات الحاسمة في حزب المحافظين لمثل ذلك.

حريق البرج

وقال مراقبون إن كارثة حريق برج غرينفيل السكني صعّدت من المأزق الذي تواجهه ماي، وزادت من الانقسامات في حزبها وداخل مجلس وزرائها، حيث تتهم ماي من جانب نقادها لعدم استجابتها بالشكل المناسب للكارثة.
وجدد متظاهرون دعواتهم باستقالة رئيسة الوزراء البريطانية، أمس السبت، حيث تجمعوا خارج مقر رئاسة الحكومة البريطانية في 10 داونينغ ستريت، وذلك لليوم الثاني على التوالي. 

تحدي حكم المحافظين

ولوّح المتظاهرون بلافتات مكتوب عليها "تحدوا حكم المحافظين"، وهتفوا بدعم زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، بحسب وكالة "برس أوسوسيشن" البريطانية للأنباء. وخرج المتظاهرون إلى الشوارع بالفعل في لندن أمس الجمعة مطالبين باستقالة ماي، رداً على سقوط عشرات القتلى في حريق البرج. 

وعلى هذا الصعيد، ترشح بعض المصادر كلاً من وزير الخارجية بوريس جونسون أو ديفيد ديفيس لخوض معركة خلافة ماي، لكن مصادر أخرى تتوقع أن معركة الخلافة قد تحسم في نهاية المطاف لصالح وزيرة الداخلية امبر رود. 

وفي حين ترى مصادر بريطانية أن رئيسة الحكومة تأمل العودة الى مركز القرار بقوة حينما تقدم خطاب الملكة لمجلس العموم يوم الاربعاء المقبل، إلا أن مصادر أخرى تقول إن احتمال فشل ماي في التوصل إلى اتفاق سريع مع حزب الوحدوي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية يعني أن رئيس الوزراء قد يواجه هزيمة العموم بعد أسبوع واحد فقط من بدء الدورة البرلمانية. 

دورة برلمانية لعامين 

وإلى ذلك، قالت الحكومة البريطانية يوم السبت إن البرلمان سيعقد دورة برلمانية نادرة تستمر لعامين من أجل التعامل مع تعقيدات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وتبدأ مفاوضات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي بشأن خروجها من التكتل يوم الاثنين، وستكون معقدة بسبب خسارة رئيسة الوزراء تيريزا ماي المفاجأة للأغلبية البرلمانية في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.
وعادة ما تستمر الدورة البرلمانية لعام واحد من الربيع إلى الربيع. لكن الحكومة ستضاعف مدة الدورة البرلمانية للسماح للمشرعين بالتعامل مع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون انقطاع.

وكانت بريطانيا أبلغت الاتحاد الأوروبي رسميًا بالانسحاب في نهاية مارس الماضي، وهو ما يعني أنها ستترك التكتل بحلول مارس 2019.

وقالت أندريا ليدسوم، رئيسة مجلس العموم عن حزب المحافظين، إن بريطانيا ستحتاج إلى الكثير من التشريعات بما في ذلك قانون يحفظ قواعد الاتحاد الأوروبي الحالية في قانون بريطاني.