يكشف تحقيق صحافي أن شركات تبغ بريطانية وأميركية تستخدم اساليب البلطجة والترهيب في أفريقيا من أجل الترويج لمبيعاتها.

كشف تحقيق صحفي أن شركة التبغ البريطانية الاميركية وشركات تبغ عالمية أخرى هددت حكومات ثمانية بلدان افريقية على الأقل مطالبة بالغاء اجراءات الحماية الصحية التي انقذت ملايين في الغرب أو تخفيفها.

وتريد شركة التبغ البريطانية الاميركية، وهي من أكبر منتجي السجائر في العالم أن تجهض محاولات الحكومتين الكينية والأوغندية لتطبيق ضوابط تحد من اضرار التدخين بخوض معركة ضد الحكومتين امام القضاء.

وقالت صحيفة الغارديان التي اجرت التحقيق انها اطلعت على وثيقة في ملف قضية قانونية يطالب فيها محامو الشركة بأن تصدر المحكمة العليا في كينيا قراراً يلغي حزمة كاملة من الضوابط لمكافحة التدخين. 

وفي اوغندا تقول شركة التبغ البريطانية الاميركية ان قانون حصر التبغ الذي اصدرته الحكومة "متناقض ويتعارض مع الدستور". 

كما اطلعت صحيفة الغارديان على رسائل من شركات التبغ العالمية الى حكومات اوغندا وناميبيا وتوغو والغابون وجمهورية الكونغو الديمقراطية واثيوبيا وبوركينا فاسو تكشف "الأساليب الترهيبية التي تستخدمها شركات التبغ متهمة الحكومات بخرق قوانينها نفسها والاتفاقيات التجارية الدولية" ، كما جاء في التحقيق. 

ومن المتوقع ان تصبح شركة التبغ البريطانية الاميركية هذا الشهر اكبر شركة تبغ مسجلة في العالم حين تستكمل استملاك شركة رينولدز الاميركية للتبغ في صفقة قيمتها 49 مليار دولار.

وهناك مخاوف من ان تكون القدرات المالية لشركات التبغ العملاقة اقوى من وزارات الصحة في البلدان الفقيرة.

ويقول خبراء إن افريقيا وجنوب آسيا ساحة جديدة في المعركة العالمية ضد التدخين بسبب العوامل السكانية والازدهار الاقتصادي المتزايد.

ورغم تراجع عدد المدخنين وتشديد الضوابط على التبغ في بعض البلدان الغنية فان التدخين ما زال يقتل أكثر من 7 ملايين انسان سنوياً في العالم ، بحسب ارقام منظمة الصحة العالمية وهناك مخاوف من ان تنجح تكتيكات شركات التبغ في "تصدير الموت والأذى" الى البلدان الفقيرة. 

ويُقدر ان هناك 77 مليون مدخن في افريقيا وان يرتفع عددهم بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2030 ، وهي اكبر زيادة متوقعة في العالم.

واحتفلت شركة التبغ البريطانية الاميركية هذا العام بارتفاع ارباحها الى 5.2 مليارات جنيه استرليني. وقال رئيس مجلس ادارة الشركة ريتشارد باروز "ان من الضروري بين حين وآخر ان تلجأ الشركة الى القضاء للطعن في ضوابط جديدة على التبغ". 

وقالت الدكتورة ايمانويلا غاكيدو من جامعة واشنطن في سياتل "ان صناعة التبع توجه انظارها الآن نحو اسواق ناشئة في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تريد استغلال الضوابط الترقيعية على التبغ ونقص الموارد المطلوبة لمكافحة تسويق التبغ".

ولاحظت صحيفة الغارديان في تحقيقها ان دكاكين في العاصمة الكينية نيروبي تفرغ السجائر من علبها وتبيعها منفردة بجانب الحلوى والبسكويت والمشروبات الغازية. وقال صاموئيل اوتشينغ رئيس شبكة الاعلام الاستهلاكي في كينيا "انهم يستهدفون الأطفال حيث يخلطون السجائر بالسكاكر ويبيعونها على طريق المدرسة".

وتتوقع منظمة الصحة العالمية ان يزداد عدد المدخنين بحلول عام 2025 في 17 من اصل 30 بلداً في منطقة افريقيا بالمقارنة مع عددهم في عام 2010. وستكون الزيادة كبيرة الى درجة استثنائية في بلدان مثل الكونغو ـ برازافيل وكاميرون وسيراليون. وتمثل الأعداد المتزايدة من الأطفال والشباب في افريقيا وزيادة ثروة القارة سوقاً ضخمة لصناعة التبغ.

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.theguardian.com/world/2017/jul/12/big-tobacco-dirty-war-africa-market