«إيلاف» من لندن: لا أحد يعرف مدى حجم الفوضى في المناطق التي تسمى «المناطق المحررة» في سوريا الا أن رصدا لكل ما يجري من اغتيالات يعكس حقيقة واحدة وهو تدهور الأوضاع الأمنية باتجاه الأسوأ وتعدد الفرقاء وكثرة اللاعبين رغم ما يقال عّن حوارات وتوحيد للفصائل المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد . 

وتقع حوادث كثيرة متشابهة في الآونة الأخيرة بإدلب وماحولها اضافة الى مايجري في بعض مناطق ريف حلب وتسجيل الاغتيالات والتصفيات بيد مجهول أغلبها تحدث برصاص قناص أو عبوة ناسفة أو تغطى الجريمة بدافع السّرقة، ويذهب ضحيتها قادة فصائل وعناصر وأفراد .

وتؤكد جميع المصادر أن أغلب الحوادث لمجهولين، ولم تتمكن فصائل المعارضة من ضبطها أو تقليصها على الرغم من الحواجز المنتشرة على أغلب الطرقات وفي مختلف المناطق التي تسيطر عليها .

عبوة ناسفة

وقتل قياديٌ في حركة نور الدين الزنكي وأصيب عناصر آخرون من الحركة بجروح، أمس الثلاثاء إثر انفجار عبوة ناسفة في ريف إدلب الشمالي حيث انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على حافة الطريق الواصل بين بلدتي تلعادة وحزرة في ريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود السورية التركية، لدى مرور سيارة قائد كتيبة تلعادة والملقب بالسيد برشة وهي تتبع تنظيميا لحركة نور الدين الزنكي، ما أدى إلى مقتله.

وتسبب انفجار العبوة النّاسفة بوقوع إصابات بين صفوف العناصر الذين كانوا معه ونقلتهم عناصر الدّفاع المدني الى مشافي قريبة.

اغتيال جديد 

كما قام مجهولون مساء يوم الأحد الماضي باغتيال عبدو شوكت قائد كتيبة خطاب التابعة لـجيش العزة شمال مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ويحيى خربوطلي أحد عناصر اللواء قرب مفرق قرية موقة القريبة من مدينة خان شيخون في ريف ادلب وعثر الأهالي على جثتهما ثم تعرفا عليهما بعد نقلهما الى احدى المشافي القريبة .

مقتل مدني 

وَمِمَّا ازداد في حالة الفوضى فقد قضى معتقلٌ تحت التعذيب في سجون حركة أحرار الشام الاسلامية التي تتبع الجيش الحر، يوم السبت الماضي، ما أثار غضب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فأصدرت الحركة قراراً بفصل عنصرين منها وإحالتهم للقضاء.

‎وقال ناشطون بأن فهد محمود الأحمد خرج من معتقلات أحرار الشام جثة هامدة، بعد اعتقاله لثلاثة أيام في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، من قبل جعفر محمد حمادة، وزكريا محبو سمعو المنتسبان للحركة.

‎وأكد ناشطون لايلاف ماحدث معبرين عّن أسفهم وقال انهم كالمستجير من الرمضاء بالنار وأن الانتهاكات مؤلمة وأوضحوا أن الأحمد من أبناء بلدة إعبد بريف حلب الشرقي، ونزح الى مدينة إعزاز، وقد سلب عناصر الحركة منه حوالي 15 ألف دولار، وصادروا سيارته دون سبب ، ونشروا صوراً للمعتقل بعد وفاته، ويظهر على جسده أثار التعذيب واضحة لمعرفة ان كان يملك المزيد من المال ، ثم رموه أمام منزل ذويه في مدينة إعزاز.

‎وسرعان ما أصدر قائد القطاع الشمالي لحلب في حركة أحرار الشام قراراً بفصل كلا من محمد جعفر حمادة، وزكريا محيو سمعو من صفوف الحركة لارتكابهم عدة مخالفات تتعلق بالعمل الأمني، بحسب بيان للحركة 

‎وأوضح البيان ، أن المخالفات التي ارتكبها عنصرا الحركة هي" اعتقال شخص دون إذن من المكتب الأمني أو إعلام قائد المنطقة، إضافةً إلى مزاولة التحقيق وهو ليس من اختصاصهم، وسوء معاملة المعتقل وضربه ضرباً مبرحاً أدى لوفاته”.

‎وتحدث البيان عّن إحالة المتسببين بوفاة المعتقل إلى القضاء لمحاسبتهم.

الدفاع المدني أيضا 

وكان قد قتل سبعة من عناصر الدفاع المدني، في ١٢ الشهر الجاري برصاص مجهولين، في مركز مدينة سرمين، شرقي محافظة ادلب شمالي سورية.

العناصر السبعة كانوا مناوبين داخل المركز، حين هاجمهم مسلّحون "مجهولون"، وقتلوا كل من كان متواجداً في المركز، قبل أن يسرقوا جميع المعدّات، بما فيها سيارتان من نوع فان، وخوذ بيضاء وقبضات لاسلكي من نوع هيترا.

وكانت الجريمة على روعتها قد صدمت الجميع وخاصة أنه كان قد ظهر فيديو وهم يقومون بانقاذ طفلة رضيعة من تحت الأنقاض.

الرقة 

وتبدو أيضا بعض مناطق الرقة والتي تشهد حربا ضد داعش رغم ما يقال عّن تحريرها غير آمنة، فقد قتل قائد مجلس منبج العسكري، المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقيل ان الجريمة تمت على يد تنظيم داعش في مدينة الرقة.

وأكدت المصادر مقتل قائد مجلس منبج العسكري عدنان أبو أمجد نتيجة إصابته بطلقة قناص في سوق الهال في مدينة الرقة.

ونعى الناشط الكردي مصطفى عبدي القائد أبو أمجد وقال ان عدنان أبو أمجد أحد أبطال معركة "كوباني"، وقائد معركة تحرير منبج ورئيس مجلسها العسكري، والذي لم يغب عن أي من حملات التحرير هاهو "يلتحق برفيق دربه القائد الشهيد فيصل أبو ليلى، أثناء مشاركته في معركة تحرير الرقة”.