نصر المجالي: يعود جنرال باكستان القوي السابق ورئيس الوزراء إلى الواجهة، بعد اعتبار محكمة باكستانية تنظر في قضايا الإرهاب له متورطا في قضية اغتيال رئيسة الحكومة السابقة بينظير بوتو، واعتبرته هاربا في نفس القضية من وجه العدالة. 

وبرأت المحكمة الباكستانية، اليوم الخميس، خمسة اشخاص في قضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة التي لاقت حتفها في هجوم انتحاري عام 2007 بعد أسابيع من عودتها من المنفى لخوض حملة انتخابية لاستعادة الحكم المدني بعد فترة حكم عسكري استمرت ثماني سنوات بقيادة مشرف.

وقتلت بوتو امام الالاف من مناصريها خلال تجمع انتخابي كبير في روالبيندي. واثر اغتيالها ارجئت الانتخابات الى فبراير 2008 وفاز فيها اخيرا حزبها وتولى خلافتها زوجها آصف علي زرداري.

متورط

وكان مشرف اتهم في 2013 بالتورط في اغتيال بوتو. ويعيش مشرف في منفى اختياري بعد أن سمحت له السلطات بمغادرة البلاد في مارس 2016 لأسباب صحية، بعد أن عاد بعد 4 سنوات قضاها في المنفى.

وحينذاك، قال المدعي العام إن مشرف "اتهم بالقتل والتواطؤ الإجرامي للقتل وبأنه سهل عملية الاغتيال". وكانت بنازير بوتو اغتيلت خلال تجمع سياسي عام 2007 إلا أن حكومة مشرف اتهمت وقتها زعيم "حركة طالبان" الباكستانية بيعة الله محسود بقتلها.

وكان الجنرال مشرف تولى السلطة في اكتوبر 1999 اثر انقلاب عسكري جرى بدون اراقة دماء أطاح بحكومة نواز شريف. وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة اصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في "الحرب ضد الارهاب" التي أعلنتها.

وأصبح مشرف رئيسا لباكستان في 20 يونيو2001 وذلك بعد سنتين من قيادته الجيش، وقد أعاد بانقلابه هذا الجيش إلى سدة الحكم بعد غياب زاد عن عشر سنوات أي منذ موت الجنرال ضياء الحق في عام 1988. وظل يتولى مشرف الرئاسة حتى أعلن في خطاب متلفز في يوم 18 أغسطس 2008 عن استقالته وذلك قبيل جلسة للبرلمان كان الائتلاف الحاكم يعتزم فيها مسائلته تمهيداً لعزله.