إيلاف: في منعطف جديد في العلاقة بين فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن المعارضين للنظام في الغوطة الشرقية قرب دمشق العاصمة السورية، وفي فصل آخر من الخلاف، طالب جيش الإسلام فصيل فيلق الرحمن في غوطة دمشق الشرقية بالوفاء بالتزاماته التي قطعتها سابقًا بإنهاء وجود هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) في الغوطة الشرقية، وأمهله 24 ساعة.

وكان جيش الإسلام، واستجابة لمبادرة المجلس الإسلامي السوري، وقع إتفاقًا مع قيادة فيلق الرحمن في الشهر الماضي "حقنًا للدماء بينهما" بحسب البيان.

واعتبر بيان جيش الإسلام الاثنين أن وجود هيئة تحرير الشام يشكّل ذريعةً للنظام في استمرار حملته العسكرية ضدّ حي جوبر وبلدة عين ترما.

وأكد جيش الإسلام "اصطدمنا بإصرار الإخوة في فيلق الرحمن على عدم تطبيق البنود المتفق عليها. ففي حين انسحب جيش الإسلام طوعًا من منشأتي الأحلام والنحاس تطبيقًا للاتفاقية، لم يلتزم الفيلق بتعهداته أمام المجلس الإسلامي السوري بإنهاء وجود جبهة النصرة في الغوطة الشرقية.

مصدر للأزمات
واعتبر البيان أن وجود "تحرير الشام" في الغوطة بات "مصدرًا للأزمات وذريعة لعصابات الأسد وحلفائها في الاستمرار في حملتهم العسكرية على حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما". وكان لافتًا أن قيادة جيش الإسلام أمهلت قيادة فيلق الرحمن مدة 24 ساعة اعتبارًا من توقيت صدور البيان.

وحذر جيش الإسلام أنه سيلغي الاتفاق بين الطرفين، ما لم يلتزم الأول ببنوده. وأصرّ على رأيه برفض "الالتفاف على بنود الاتفاق المنبثق من مبادرة المجلس الإسلامي، عبر تذويب جبهة النصرة في فصيل جديد، تكون النصرة فيه المكون الرئيس، وبالتوجهات الكارثية نفسها، فكرًا وسلوكًا، مع تعديل في الاسم وتغيير في الشعار".

رد الفيلق
من جانبه رد فيلق الرحمن على جيش الإسلام، الذي طالبه بالوفاء بالتزاماته المتمثلة في إنهاء وجود هيئة تحرير الشام في الغوطة الشرقية، واعتبر أن هذا البيان "مشهدٌ جديدٌ من الالتفاف والمراوغة والمزاودة الإعلامية".

أضاف فيلق الرحمن بأن "بيان جيش الإسلام لا يمكن قراءته إلا بأحد أمرين، أولهما: التهرب من الحل الشامل والرؤية المتكاملة التي عرضها الفيلق للحل، وثانيهما: إعداد جيش الإسلام وتجهيزه لغدر جديد واعتداء آثم على الغوطة وبلداتها والجيش الحر فيها، بالذريعة عينها التي يستمر فيها النظام المجرم في اعتدائه وشن غاراته".

وأكد بيان فيلق الرحمن أنه وقّع اتفاقًا مع الجانب الروسي لوقف إطلاق النار "يضمن حل ملف النصرة بشكل كامل في الغوطة، لكن قوات الأسد لم تلتزم بهذا الاتفاق، وهي مستمرة في عدوانها بشكل يومي على جبهات جوبر وعين ترما في شرق دمشق، فضلًا عن القصف اليومي الذي يطال معظم بلدات الغوطة الشرقية"، وأشار الفيلق إلى أنه ملتزم بمبادرة المجلس الإسلامي السوري، وأنه ينتظر التزام الطرف الآخر ببنودها كافة.