سيميغنيو بيكيلي

Getty Images

أثار مصرع سيميغنيو بيكيلي مدير مشروع سد النهضة في إثيوبيا موجة من الحزن الجارف في ذلك البلد.

وقد أعرب الكثيرون عن تعازيهم على وسائل التواصل الاجتماعي من صحفيين ورجال أعمل وأكاديميين وسفراء وحتى الخطوط الجوية الإثيوبية، وذلك عقب الإعلان عن العثور عليه قتيلا في سيارته الخميس الماضي.

وتحقق الشرطة الإثيوبية في ملابسات مقتله بالرصاص ،وكان قد تم العثور على مسدس في سيارته التي كانت متوقفة في ميدان ميسكيل بوسط أديس أبابا.

https://twitter.com/flyethiopian/status/1022511572248420352

وبحلول ظهيرة الخميس تدفق المئات إلى الشوارع مطالبين بـ "العدالة" للمهندس الراحل.

ولمعرفة دوافع هذا الحزن والحداد الكبير لابد من إلقاء الضوء على ما يمثله سد النهضة للإثيوبيين.

"طموحات وطنية"

يعرف سد النهضة بأنه أكثر مشروعات البنية الأساسية في إفريقيا طموحا. وبمجرد بنائه بعرض 1.8 كيلومتر وارتفاع 155 مترا سيضاعف السد إنتاج إثيوبيا من الكهرباء ثلاث مرات.

مدير مشروع سد النهضة "قتل بالرصاص" في أديس أبابا

وهذا السد واحد من بين عدد مشروعات البنية الأساسية الكبرى التي تأمل إثيوبيا أن تضعها بين الأمم متوسطة الدخل بحلول عام 2025.

وتقول بيليتو بولبولا سوراسو رئيس تحرير بي بي سي أرومو:" إن المشروع وحد الإثيوبيين". وبالفعل فإن المشروع بنطاقه والطموحات المرتبطة به مثل لحظة وحدة نادرة بين الإثيوبيين الذين تمزقهم النزاعات السياسية والعرقية.

امرأة تبكي بعد مشاهدتها للحادث

Reuters

امرأة تبكي بعد مشاهدتها للحادث

وتقول مارتينا ستيفس-غريدنيف مراسلة صحيفة وول ستريت جورنال للشؤون الإفريقية إنه كانت تعرف سيميغنيو، مشيرة إلى أنه كان يمثل تلك الطموحات الوطنية.

وقالت لبرنامج Focus on Africa بإذاعة بي بي سي:" كان شخصا وطنيا كرس حياته من أجل مستقبل إثيوبيا بالمساهمة بما يمكنه القيام به."

"ليس متعاليا"

كان المهندس الراحل البالغ من العمر 53 عاما قد حصل على شهادته في الهندسة من جامعة أديس أبابا، وقاد مشروعين كبيرين من قبل في مجال السدود وهما سدي غيلغيل غيبي وغيلغيل غيبي 2.

ولفت الانتباه عام 2011 عندما تم تكليفه بقيادة مشروع سد النهضة.

وتقول بيليتو إن الصحافة دأبت على إجراء لقاءات معه، وينظر إليه على نطاق واسع كشخص نزيه، ومتواضع، ويسهل الوصول إليه.

النيل

Getty Images

سيكون سد النهضة الأثيوبي أكبر سد في أفريقيا

وتضيف قائلة:" لم يكن متعاليا، كان يتصرف كأحد العمال في المشروع."

وكانت تيبيبسيلاسي تيغابو من بي بي سي الأمهرية قد أجرت حوارا مع المهندس الراحل قبل أيام من مصرعه.

وتقول:"كان قد وهب حياته للسد". مشيرة إلى أنه كان يقضي معظم وقته في منطقة التشييد التي تقع قرب الحدود السودانية على بعد نحو ألف كيلومتر من أديس أبابا.

وتضيف قائلة:" إنه مكان يصعب الحياة فيه وقد عاش هناك 6 سنوات."

رمز السد

وكان سيميغنيو قد أصبح رمزا للسد، وربما يرمز مصرعه للمشاكل التي تواجه المشروع.

وتقول ستيفس-غريدنيف:" كان المتحدث باسم المشروع، كان الواجهة، ولست واثقة بإمكانية أن يحل آخر محله بسهولة."

ويعتقد أنه تم إنجاز 60 بالمئة من السد، ولكن هناك غضب متزايد من التأخيرات.

ففي الأسبوع الأخير من يوليو/تموز قال آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي إنه بالوتيرة الحالية لبناء السد فإنه قد لا ينجز قبل 10 سنوات.

وتفخر إثيوبيا بأن السد قد تم تمويله على نطاق واسع محليا، ولكن أزمة الدولار أبطأت عملية البناء، وذلك بحسب ستيفس-غريدنيف.

ويواجه بناء السد معارضة من مصر التي تخشى من أن يؤثر السد الذي يقام على مجرى النيل الأزرق على تدفق المياه إليها.

وتقول ستيفس-غريدنيف:"إنه فيما يواجه المشروع مشاكل لأسباب عملية فإنني أرى مصرع سيميغنيو بمثابة ضربة لرمزية المشروع."

وكان من المتوقع دفن سيميغنيو بعد يوم من مصرعه، ولكن بيانا صدر عن اللجنة الوطنية التي تشكلت لترتيب جنازته قال إنه تم إرجاء الدفن. فقد تم ترتيب جنازة كبيرة الأحد 29 يوليو/تموز "يستحقها بطل قومي مثله."

______________________________________________

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.