كشف مصدر إيراني اليوم تفاصيل مهمة كان ينفذها في الولايات المتحدة عميلان إيرانيان قبل أن تعتقلهما السلطات الأميركية أخيرًا.. فيما يحيي الإيرانيون في 30 عاصمة ومدينة رئيسة في أوروبا وأميركا الشمالية السبت المقبل ذكرى 30 ألف سجين سياسي أعدمهم نظام طهران في عام 1988، في وقت تتصاعد الاحتجاجات طوال الأشهر الثمانية الماضية.&

إيلاف: أعلنت وزارة العدل الأميركية في الأسبوع الماضي اعتقال وكيلين لوزارة مخابرات النظام الإيراني في الولايات المتحدة هما أحمد رضا محمدي دوستدار ومجيد قرباني، كانا يتجسسان ويتآمران ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارضين للنظام.&

وحسب لائحة الاتهام المنشورة، فإن عملية التجسس ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي "تعتبرها الحكومة الإيرانية المعارضة الرئيسة لها، وحاولت القضاء عليها"، كانت مستمرة منذ مارس عام 2017 ولحد الآن.&

أبلغ مصدر في المجلس الوطني للمعارضة الإيراني "إيلاف" في اتصال هاتفي من مقر المجلس في باريس الثلاثاء أن هذين "العميلين" كانا يرسلان المعلومات الاستخبارية إلى الحكومة الإيرانية بهدف تمكينها من استهداف المعارضين، وفي النهاية تحقيق مجموعة الأهداف التي تجعل النظام قادرة على القضاء على معارضيه عبر الاعتقال أو التجنيد أو استغلال شبكات الانترنت سوءًا أو عملية الاختطاف أو القتل.&

وأشار إلى أنه مع تصاعد حركة الاحتجاجات الشعبية في إيران، فإن مهمة هذين الجاسوسين تتزايد، واحد منهما (قرباني) سافر إلى إيران لمدة 20 يومًا (من 27 مارس إلى 17 إبريل 2018) لكي يتلقى من النظام الإحاطة الشخصية بخصوص المعلومات الواجب جمعها عن مجاهدي خلق، ثم يعود إلى أميركا، مع تلقي توجيهات جديدة، مثل: المزيد من الخرق لكسب معلومات سرّية عن أفراد منظمة مجاهدي خلق وقرارات المنظمة ضد السلطات الإيرانية.&

أضاف المصدر أن الكشف عن المؤامرة التجسسية والإرهابية لنظام طهران في أميركا وإحباطها، في أعقاب دحر مخطّطين إرهابيين كبيرين ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية في ألبانيا (مارس 2018) وفرنسا (30 يونيو 2018) يبرزان مرة أخرى "حقيقة أن نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران الذي يعيش مرحلته النهائية لم يجد أمامه مخرجًا سوى قمع انتفاضة الشعب الإيراني واغتيال وقتل أعضاء مجاهدي خلق".&

من جهتها، قالت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي أعلنت يوم 20 إبريل في بيان اليوم تسلمت نصه "إيلاف"، إنه "في واشنطن أيضًا كانت هناك حالات مشبوهة عديدة من الرصد ومراقبة أطراف مكتب المجلس الوطني للمقاومة من قبل أفراد بجنسيات مختلفة مما ينمّ عن تهديدات إرهابية جدية. وتم إخبار الشرطة والمسؤولين المعنيين بهذه التهديدات".

وشددت على "ضرورة معاقبة وطرد جميع وكلاء وجواسيس وزارة المخابرات وقوة القدس وجميع عناصر وعملاء النظام الإيراني الذين ينفذون مؤامرات النظام في العلن وفي السر في أميركا وأوروبا، واستطاع هؤلاء العملاء والوكلاء بالاستعانة من سياسة المساومة طيلة السنوات الماضية الإقامة تحت عناوين ويافطات مختلفة في أميركا وأوروبا وتنفيذ أجندات النظام الإيراني الشريرة".&

إيرانيون في 30 عاصمة يحيون ذكرى إعدام 30 ألف مواطن
سيحيي أبناء الجاليات الإيرانية في 30 عاصمة ومدينة&رئيسة في أوروبا وأميركا الشمالية السبت المقبل، وبشكل متزامن، ذكرى 30 ألف سجين سياسي أعدمهم نظام طهران في مجزرة قبل ثلاثين سنة في العام 1988، في وقت تتصاعد الاحتجاجات طوال الأشهر الثمانية الماضية.&

وسيناقش ممثلون للجاليات الإيرانية والشخصيات السياسية والاجتماعية من مختلف البلدان، وسط مشاركة الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية الموالية للمقاومة، بما في ذلك في باريس ولندن وبرلين واستوكهولم وأمستردام وروما وأوسلو وبروكسل وأوتاوا وفانكوفر وبوخارست وهلسنكي ويوتوبري وشتوتغارت وآرهوس (الدنمارك)، سيناقشون هذه الموضوعات. كما سيدلي الناجون وأقارب ضحايا مجزرة 1988 بشهاداتهم وملاحظاتهم الشخصية للمشاركين.&

تشمل الجاليات الإيرانية المشاركة في هذا الملتقى طيفًا واسعًا من الفئات المختلفة في المجتمع الإيراني، بما في ذلك الشباب، والطلاب، والمتخصصون، والتجار، والتكنوقراط، والأكاديميون، وأساتذة الجامعات، والنساء، وهم يدعون إلى الإطاحة بنظام طهران.&

وسيدلي ممثلو مختلف القوميات الإيرانية، من الترك والكرد والعرب والبلوش وغيرهم، بكلمات في هذا البرنامج. وهذا الملتقى الذي يُعقد في وقت واحد، يشكل جزءًا من حملة دولية لدعوة الأمم المتحدة إلى التحقيق ومقاضاة المسؤولين الضالعين في مجزرة عام 1988، التي تصفها منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان، بأنها واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية.&

ما يثير الاستغراب أن المسؤولين ومرتكبي هذه المجزرة هم الآن من بين أعلى المسؤولين في النظام، وهم متورطون مباشرة في قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.&

سيبدأ الملتقى الدولي للجاليات الإيرانية أعماله في آن واحد، وستبث وقائعه بشكل متزامن باللغات الفارسية والإنجليزية والفرنسية والعربية، إضافة إلى اللغة الأصلية لكل بلد.

خميني أمر بإعدام 30 ألف سجين
وتنفيذًا لفتوى صادرة من خميني، مؤسس نظام ولاية الفقيه في إيران تم إعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، خلال أشهر عدة بسبب تمسكهم بمواقفهم في الدفاع عن حركة مجاهدي خلق وعن الديمقراطية وحقوق الإنسان.&

خميني، ومن أجل التعجيل بهذه الجريمة، أمر بتشكيل فرق الموت في جميع أنحاء إيران، يتكون كل فريق من ثلاثة أعضاء، يصدر أحكامًا بالإعدام على الضحايا في محاكمات لا تستغرق أكثر من بضع دقائق. ودُفن الضحايا، ومعظمهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، في مقابر جماعية.&

وقد حذّرت منظمة العفو الدولية أخيرًا من محاولات النظام لتدمير أدلة ومعالم هذه المجزرة، بما في ذلك تدمير بعض هذه المقابر الجماعية. وحتى الآن، لم يتم إجراء تحقيق دولي مستقل بشأن المجزرة، ولم تكن هناك أية محاسبة لمسؤولي ومرتكبي هذه الجريمة الفظيعة.&

وقد فرض نظام طهران منذ البداية التعتيم على هذه الجريمة الكبرى، وسياسة المهادنة في الغرب جاءت لمساعدته على هذا المسعى وفي شهر يوليو من العام 2016 وجّهت رئيسة المجلس مريم رجوى نداء إلى أبناء الشعب الإيراني لإحياء هذه القضية ولحملة مقاضاة المسؤولين عن هذه المجزرة ضد الإنسانية.
&
بعد ذلك وفي العام نفسه، تم بثّ تسجيل صوتي من آية الله منتظري، خليفة خميني آنذاك، خلق جوًّا من المساءلة والاستفهام في المجتمع الإيراني بشكل عام، وحتى داخل تركيبة النظام، خاصة وأن حديث منتظري المسجّل كان في ذروة أعمال المجزرة وخلال لقائه بأعضاء لجنة الموت في طهران، حيث قال فيه بصراحة إن هذه هي أفظع جريمة في سجلّ الجمهورية الإسلامية. وفي مارس 1989، قام خميني بعزل منتظري من منصبه، بسبب احتجاج الأخير على المجزرة، وبذلك تم فتح المجال في يونيو من ذلك العام، بعد موت خميني، ليصبح علي خامنئي الولي الفقيه للنظام بدلًا من منتظري.&

وفي أعقاب الكشف عن التسجيل الصوتي لمنتظري في عام 2016، تم إطلاق حملة اجتماعية واسعة في إيران تطالب بمقاضاة المسؤولين عن تنفيذ المجزرة.