لندن: خرج زعيم الماسونيين في انكلترا من الظل ليقول إن أعضاء منظمته يلجأون الى العمل السري بسبب التمييز الواقع عليهم.

وكان الرئيس السابق لاتحاد الشرطة البريطانية ستيف وايت صرح في مقابلة مع صحيفة الغارديان بأن الماسونيين يعيقون الاصلاح في عمل الشرطة وأن نفوذهم يمكن أن يجهض تقدم النساء والسود وأفراد الأقليات الاثنية العاملين في قوات الشرطة.

كما اتُهم الماسونيون المنخرطون في سلك الشرطة بحماية رفاقهم في التنظيم وتفضيلهم للترقية على الآخرين من منتسبي الشرطة. 

ولكن الماسونيين قالوا في رسالة الى الصحف البريطانية انهم يُعاملون معاملة ظالمة.

وأعلن ديفيد ستايبلز رئيس المحفل الكبير الموحد للماسونيين في انكلترا "نحن فخورون تماماً بأن الماسونية على امتداد التاريخ، حين كان اشخاص يعانون من التمييز في الحياة العامة والاجتماعية، رحبت بهم في محافلها على قدم المساواة". واعرب عن الأسف لأن الماسونيين "يتعرضون الآن الى تمييز سافر ولذلك يشعر العديد من اعضائنا بضرورة عدم الكشف عن عضويتهم".

ويقول منتقدو الماسونية انها تعمل بتكتم وبالتالي تضع مصالح اعضائها فوق المصلحة العامة.

وتابع ستابيلز الذي عمل مديراً في مؤسسة الخدمات الصحية العامة ان القول إن الماسونيين يعرقلون الاصلاح داخل الشرطة أو أي قطاع آخر تهمة "تثير السخرية وتشير الى وجود عنصر لا يُصدق من الارادة والنفوذ لمنظمة ليست سياسية وليست دينية، تثمن النزاهة وتلتزم بالقانون".

واشار رئيس المحفل الماسوني في انكلترا الى "ان المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان قررت في 2001 ومرة اخرى في 2007 بأن الماسونية ليست منظمة سرية أو غير قانونية وليس هناك سبب على الاطلاق يمنع ضباط الشرطة أو أي شخص آخر في مجالات الحياة الأخرى من ان يكون ماسونياً". 

وكان الرئيس السابق لاتحاد الشرطة ستيف وايت اعرب عن قلقه من نفوذ الماسونيين في الشرطة البريطانية خلال حديثه لصحيفة الغارديان وكرر تصريحاته في مقابلة مع اذاعة بي بي سي.

وقال وايت للغارديان ان زملاء له "ساورتهم ظنون بأن الماسونيين يعرقلون الاصلاح" في قوات الشرطة التي من الضروري ان تواصل الاصلاح في عملها. 

واضاف ان هناك من يعارضون ان يكون المرء ماسونياً وفي الوقت نفسه ضابط شرطة معرباً عن استغرابه لوجود عدد كبير من الماسونيين في "جيوب" من اتحاد الشرطة.

وذهب رئيس المحفل الماسوني ستايبلز الى ان وايت تراجع عن تصريحاته. وقال ان ما نُشر "يبين وجود ابتعاد كامل ومخيب عن تمثيل الماسونية. والأكثر من ذلك اننا بعد ان تحدثنا مع رئيس اتحاد الشرطة المنتهية مهام عمله نفهم ان التغطية الاعلامية الأخيرة لا تعكس آراءه بدقة". 

ولكن هذا الادعاء اثار غضب وايت الذي أكد انه ملتزم بآرائه وانها نُقلت عنه بدقة. وقال "ان المقال المنشور في الغارديان كان يعكس آرائي بدقة طبعاً وليس عندي اعتراض على ما نُقل... وأنا ملتزم بالتصريحات كما اوردتها الغارديان".

وهناك عدد من الماسونيين العاملين في الشرطة، ولهم محافل خاصة بهم منها محفل مانور سانت جيمس الذي شُكل لضباط الشرطة الماسونيين في اسكتلند يارد وللرجال فقط وكذلك محفل ساين فافور الذي شكله اعضاء اتحاد الشرطة في عام 2010. ومن اعضاء هذا المحفل جون تيلي الضابط في شرطة اسكتلند يارد وأصبح رئيس اتحاد الشرطة لاحقاً. وبعد تقاعده من الشرطة يعمل الآن مسؤولا ادارياً في المحفل الماسوني الكبير في انكلترا.

واشار وايت ايضاً الى قلق منتسبات في الشرطة من نفوذ الماسونيين قائلا "ان الثقافة شيء يمكن ان يثبط أو يشجع افراد الأقليات الاثنية أو النساء على الانضمام الى الاتحاد".

عمل وايت رئيساً لاتحاد الشرطة من 2014 الى 2017. ويمثل الاتحاد مراتب الشرطة والمفتشين ويشهد عملية اصلاح جذري بعد سلسلة من الفضائح والمواقف المثيرة للجدل. 

يمكن النظر الى الماسونية على انها تنظيم دولي يُقدر انه يضم 200 الف عضو في انحاء العالم. وهي اقدم وأكبر منظمة غير سياسية في العالم اعضاؤها يسمون أنفسهم "اخوة" أو "أخوان". ويعتقد الماسونيون ان للكون خالقاً بناه رغم ان الماسونية لا تعتبر ديانة ولا محافلها أماكن عبادة. وتعرضت الماسونية لانتقادات واسعة بسبب تكتمها واتُهمت بوضع مصالح اعضائها فوق المصالح العامة. 


اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.theguardian.com/uk-news/2018/jan/04/freemasons-leader-rejects-claim-group-is-blocking-police-reform