«إيلاف» من بيروت: بعد القصف الصاروخي الإسرائيلي على أحد المواقع العسكرية السورية انطلاقًا من أجواء لبنان، يطرح السؤال هل نحن أمام بداية حرب في المنطقة، وهل يبقى حزب الله صامتًا بعد الاستهدافات الأخيرة؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن الأمور بالنسبة لإسرائيل توحي بأنها تتصرف بالطريقة التي تفيدها استراتيجيًا، أما انطلاقة الصواريخ من أجواء لبنان فهي محاولة تحدٍ لما يسمى معسكر الممانعة بعد الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، لكن عمليًا، يضيف علوش فالمؤكد أن الكلام عن التغاضي الروسي الكامل بمواجهة الوجود الإيراني في سوريا يقلق إسرائيل وهو يبدو حقيقيًا وواضح المعالم.

نصرالله

عن كلام نصرالله الأخير وتهديده هل من مخاوف فعلية من حرب في المنطقة مع إسرائيل؟ يجيب علوش أن واقع الأمور يؤكد أن حزب الله ليس على استعداد حاليًا لخوض حرب هجومية مع إسرائيل، قد يكون قادرًا على القيام بحرب دفاعية، بإطلاق صواريخ وغيرها، لكن إطلاق حرب مباشرة مع إسرائيل دونه عقبات هائلة، والكلام الأخير عن الحشد الشعبي في حال تم استخدامه واخذه من العراق باتجاه إيران، بمواجهة الوضع في إيران، فالقدرات عند الحشد الشعبي بالنسبة لعلوش غير قادرة أن تقوم بمواجهة مع إسرائيل حاليًا.

ويضيف علوش بأن القصة تبقى ضمن الخيارات الإسرائيلية، هل لديها من ضمن إستراتيجيتها منفعة في فتح حرب أم لا؟ يبقى هنا السؤال المحوري.

حرب 

كيف تساهم فرضية الحرب مع إسرائيل بزعزعة كل الإستقرار في لبنان؟ يلفت علوش إلى ان أي خلل أمني يزعزع الأمن الإجتماعي فوق الأمن العادي، لأنه عمليًا إذا أرادت إسرائيل أن تخوض الحرب فستكون حربًا مدمرة وأسوأ من حرب العام 2006، فهذا في ظل الوضع الخطير في المنطقة، وانشغال العالم بأزمات أخرى قد لا يجد لبنان حينها من يقف إلى جانبه، لإصلاح ما قد تخربه إسرائيل، والأزمة تبقى حقيقية ليست بالمعركة والقتال، بل في كيفية لملمة بعد القتال والمعارك.

موقف صامت

وردًا على سؤال هل يبقى حزب الله صامتًا بعد الإستهدافات الأخيرة؟ يؤكد علوش على أن حزب الله سيبقى صامتًا، لأنه عمليًا يحسب الأمور استراتيجيًا، وهل سيستفيد من المعركة، ووقفات العز هي للإستخدام الإعلامي وهو يحسبها ضمن حسابات الربح والخسارة.

رسالة

عن الرسالة التي توجهها إسرائيل من خلال الإستهدافات الأخيرة لسوريا، يجيب علوش أن الرسالة واضحة وتقولها إسرائيل علنًا، ومفادها أن التفكير في إيجاد قواعد لإيران داخل سوريا من دون التفاهم مع إسرائيل هو أمر مرفوض، وتبقى الرسالة موجهة لتقول إن الروس متفاهمون مع إيران وجماعة إيران في المنطقة، وعليهم مراجعة حساباتهم ومع من هم متحالفون.

التضامن اللبناني

وردًا على سؤال كيف يساهم التضامن اللبناني وعدم الإنجرار وراء الخلافات، كالخلاف الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في مواجهة أي خطر من حرب إسرائيلية على لبنان؟ يجيب علوش أن الخلافات في الحكم تبقى ظرفية، قد تؤدي بعضها إلى خلافات كيانية ولكن عادة هذا لا يؤدي إلى حرب، ويبقى الجدل بين بري وعون دستوريًا يمكن حله، والخطر الحقيقي يبقى في استفراد حزب الله بقرار الحرب والسلم في لبنان.