«إيلاف» من لندن: بالتزامن مع لقاء الهيئة السورية للمفاوضات مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي في جنيف، في غضون اليومين القادمين، لنقاش اللجنة الدستورية التي تم اقرارها في سوتشي، أكد نصر الحريري رئيس الهيئة السورية لـ "إيلاف" على أن الهيئة تكمل تعاونها " في العملية السياسية، لتحقيق الانتقال السياسي، وبدأنا بنقاش السلال الأربع".

والسلال الأربع التي يتم نقاشها في مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة في جنيف دون تحقيق أي اختراق هي "الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب".

وأكد الحريري أنه "حينما نصل إلى تطبيق القرار 2254 يجب أن نطبق القرار دون اللعب بالأولويات أو الجدول الزمني أو التسلسل".

ورفض معارض سوري التعليق على كلام الحريري ، لكنه قال إنه من الواضح أن سلة "الحكم" مؤجلة.

وأشار، بعد أن طلب عدم نشر اسمه، الى أنه يؤيد تحريك سلة الدستور وسلة الانتخابات لأن تحريكها يقود بالتالي، بل بالضرورة، الى تحريك سلة الحكم الانتقالي .

وحول الموقف الرافض لسوتشي اعتبر أنها مواقف سياسية، وأن قياديي " المؤسسات الرسمية للمعارضة يخشون أن يسحب البساط من تحتهم، لذلك تم تجييش الناس عبر القول إن تنظيم سوتشي من أجل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد" .

جمع المبادرات 

وكان الحريري قال في تصريحات لوسائل الاعلام بخصوص إن كان يرى دورًا محتملاً لمؤتمر سوتشي في تحريك مفاوضات جنيف، "ما يمكن أن يحدث بعد مؤتمر سوتشي يحكمه محددان أساسيان، خاصة وأن النظام لن يأتي إلى المفاوضات، وبالتالي نحن لا ننتظر قبوله للمفاوضات".

وأوضح أن المحدد الأول هو "مدى قدرة روسيا على الضغط على النظام السوري للدخول في المفاوضات، وثانيا مدى رغبة وجدية المجتمع الدولي في ممارسة ضغط حقيقي لجلب الجميع إلى طاولة المفاوضات".

وتابع: " إذا تغيّر شيء في هذين المحددين، فمن الممكن أن نرى العملية السياسية وقد انطلقت، وإذا لم يتغير، فلا أمل في أن يستجيب النظام للعملية التفاوضية".

وأضاف: "عندنا الآن ورقة المبادئ، وورقة اللجنة الدستورية، والتي سيتم تشكيلها في جنيف".

واعتبر من جانب آخر بعد التعبير عن سعادته بوجود مبادرات دولية حول سوريا، أن “أحسن خيار هو جمع المبادرات، بهدف تحريك عملية (مفاوضات) جنيف (التي ترعاها الأمم المتحدة)، إضافة إلى تطبيق القرار الأممي 2254”.

وشدد على أهمية “دعم أي جهود تأتي في سياق تفعيل العملية السياسية، على أساس أن تكون مطابقة لبيان جنيف (عام 2012)، والقرار الدولي رقم 2245”.

وأشار الحريري إلى أن "جميع الجولات في جنيف كانت مغلقة، لرفض النظام الدخول في أي مفاوضات، ولا مناقشة الفترة الانتقالية، ولا حتى الانتخابات، أو الدستور، أو ملف الإرهاب". وقال أيضًا "إذا استطاع الروس أن يحضّروا المخرجات، ويمنعوا النظام من عرقلة التفاوض عليها، فباعتقادي ربما تشهد العملية السياسية تغييرًا من ناحية الديناميكيات والحركة".

ولكنه رأى "أما إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، كما حدث في الجولة الماضية، فمن الصعب أن تتحرك العملية السياسية".

وبشأن خروج مؤتمر سوتشي باتفاق على تشكيل لجنة دستورية تقود الأمم المتحدة عملها، تحدث الحريري أن "العملية التفاوضية فيها طرفان، ليس دي ميستورا المبعوث الأممي هو من يسمي المشاركين، هذه العملية ييسرها الأمين العام للأمم المتحدة".

وأضاف "ربما المبعوث الأممي لديه القدرة على التحرك في ما يخص ممثلي المجتمع المدني والأديان ومكونات الشعب السوري ، هذا القسم المعني بتمثيل مكونات الشعب السوري سيكون بقرار من الأمم المتحدة، لكن بالتشاور مع كافة الأطراف السورية والدولية".

لقاء جديد

وأعلنت هيئة التفاوض السورية الْيَوْمَ أن وفداً من هيئة التفاوض برئاسة الحريري سيعقد لقاءً مع المبعوث الدولي لسوريا خلال اليومين القادمين ، وسيكون على جدول الاعمال العديد من النقاط من أهمها الوضع الإنساني نتيجة الحملة التصعيدية التي تنفذها قوات النظام والطائرات الروسية منذ نحو أسبوع على مدن وبلدات ريف إدلب والغوطة الشرقية واستخدام السلاح الكيميائي المحرم دولياً .

 كما سيناقش وفد الهيئة مع المبعوث الدولي تشكيل اللجنة الدستورية وتطورات مسار جنيف.

وكانت "إيلاف" قد نشرت تقريرًا أول أمس تطرق الى اللقاء الذي سيتم بناء على رغبة الهيئة العليا وطلبت أن يكون في الرياض، إلا أن جدول أعمال دي ميستورا حال دون ذلك لذلك ستكون جنيف مكاناً له .