انطلقت في موسكو اليوم الإثنين أعمال منتدى "فالداي" الدولي للحوار، الذي تم تخصيصه في هذا العام لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط وسياسة روسيا في المنطقة، وذلك بحضور مسؤولين كبار وخبراء بارزين من داخل المنطقة وخارجها.
إيلاف: في مداخلات له أمام "فالدي"، رد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، القائلة بضرورة التصدي لإسرائيل، وأنشطتها في الشرق الأوسط.
وقال لافروف إن "موسكو ترفض التصريحات التي تتحدث عن ضرورة تدمير إسرائيل". أضاف إن "قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يرجع إلى حد كبير إلى التحيّز المناهض لإيران، وهذا أمر محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع".
وكان ظريف، الذي يشارك في منتدى "فالداي" لوّح بتدمير إسرائيل في تصريحات لقناة "إن بي سي نيوز"، رد فيها على نتانياهو أمام مؤتمر ميونيخ الأمني، وقال فيها: "لو أرادت إسرائيل تنفيذ تهديدها (ضد إيران) فسيتلقون الرد على ذلك".
محاربة إيران&
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن لافروف تأكيده على أنه "لا نتفق مع محاولات النظر في أي مشكلة إقليمية عبر منظار محاربة إيران. يلحظ هذا في سوريا، ويلحظ في اليمن، وحتى تطورات الأوضاع الأخيرة حول القضية الفلسطينية، بما في ذلك إعلان واشنطن قرارها الاعتراف بالقدس كعاصمة استثنائية لإسرائيل، هي إلى حد كبير انطلقت من التحيّز ضد إيران".
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن هذا يشكل خطرًا عبر مفاقمة الأوضاع في المنطقة. وحذر من جهة أخرى من محاولات تقسيم سوريا، داعيًا الولايات المتحدة إلى عدم اللعب بالنار على الساحة السورية.
محاولات أميركية&
وقال لافروف: "أدعو زملاءنا الأميركيين مرة أخرى إلى تجنب اللعب بالنار، وتحديد خطواتهم، ليس انطلاقًا من احتياجات الحالة السياسية العابرة، بل انطلاقًا من مصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة، بمن فيها الأكراد".
وأعرب لافروف عن قلق موسكو إزاء محاولات تقسيم سوريا. أضاف: "مثل هذه المخاوف سببها المخططات التي بدأت الولايات المتحدة بترجمتها على أرض الواقع، وخاصة شرق الفرات، في الأراضي الممتدة بين النهر وحدود سوريا مع العراق وتركيا".
وحدة الأراضي السورية
وقال لافروف: "الولايات المتحدة جرّت إلى مسارها الهادف إلى تقويض وحدة الأراضي السورية فصائل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ما أدى إلى توتير العلاقات مع تركيا، بما ترتب على ذلك من أحداث في عفرين".
واعتبر لافروف أن تأكيدات واشنطن أن هدفها الوحيد في سوريا، هو محاربة الإرهاب، تتناقض مع تصرفاتها العملية. وقال: "أعتقد أن تصريحات الزملاء الأميركيين بأن هدفهم الوحيد هو محاربة داعش والحفاظ على وحدة الأراضي السورية بحاجة إلى إثبات بأفعال ملموسة".
ودعا لافروف إلى إزالة ما تسمى بـ"المنطقة الآمنة" التي أعلنتها الولايات المتحدة قرب بلدة التنف على حدود سوريا مع الأردن، مشيرًا إلى ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مخيم الربكان للاجئين هناك.
قمة فلسطينية إسرائيلية
تطرق لافروف إلى تسوية النزاع في الشرق الأوسط، حيث قال إن موسكو تسعى إلى المساعدة على منع انهيار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بعد قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية.
وأكد لافروف أن لا سبيل نحو التسوية سوى الحوار المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدًا أن الاقتراح الذي تقدمت به روسيا قبل سنة ونصف سنة حول ترتيب لقاء على الأراضي الروسية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو من دون شروط مسبقة، لا يزال قائمًا، وأن موسكو في انتظار رد الطرفين.
الأزمة الليبية
في الشأن الليبي، أكد لافروف دعم موسكو لاستئناف الحوار بين طبرق وطرابلس وجهود الوساطة، التي يجب أن تقودها وتنسقها الأمم المتحدة.
وقال: "التقيت المبعوث الخاص الأممي غسان سلامة في ميونيخ، ونؤكد تأييدنا لمبادراته وخرائط الطريق والحوار بين طبرق وطرابلس، الذي تعتريه الصعوبات. نرى أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو الماضي، وبدأ تنفيذها الآن، باتت تتعثر".
وأعرب عن تأييد روسيا كل من يحاول الإسهام في التسوية الليبية، وجهود مصر والجزائر وتونس والجامعة العربية، مشيرًا إلى ضرورة تأمين الدور القيادي للأمم المتحدة، التي من شأنها تنسيق كل هذه المساعي.
محاور فالداي
هذا ويركز منتدى "فالداي"، الذي تحمل جلسته هذا العام عنوان "روسيا في الشرق الأوسط.. لاعب في كل الساحات"، على أبرز ما يواجه الشرق الأوسط من أزمات وتحديات، إضافة إلى الخيارات والسبل المتاحة لتجاوزها والانتقال بالمنطقة إلى مرحلة أكثر أمنًا واستقرارًا.
من أهم المحاور التي سيناقشها المنتدى خلال يومي عمله في 19 و20 فبراير، مواقف روسيا وسياساتها في الشرق الأوسط، وتعقيدات الأزمة السورية وتداعياتها، ومأساة اليمن، والوضع في ليبيا، والتسوية الشرق أوسطية، ومصير الأكراد في المنطقة، ودور إيران الإقليمي.
يشارك في الجلسة الافتتاحية المكرّسة لسياسة روسيا في المنطقة، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
منتدى فالداي
يذكر أن منتدى "فالداي" تأسس عام 2004، وسمّي باسم بحيرة فالداي، الواقعة في نصف الطريق تقريبًا بين موسكو وسان بطرسبورغ، حيث عقد أول اجتماع للمنتدى.
يهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار بين النخب الفكرية الروسية والدولية، وتقديم تحليل علمي موضوعي مستقل للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في روسيا والعالم.
من الجهات المؤسسة لمنتدى "فالداي" عدد من المؤسسات غير الحكومية والتعليمية الروسية، منها معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية.
التعليقات