نصر المجالي: توقعت مصادر دبلوماسية توقيع مجموعة من الاتفاقيات بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية يمكن أن تصل قيمتها أكثر من 100 مليار دولار (نحو 80 مليار جنيه إسترليني) خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان يوم الأربعاء الى بريطانيا. 

وأعدت بريطانيا برنامجا حافلا لزيارة ولي العهد السعودي الرسمية، وهي الأولى من نوعها، ومن المقرر أن تستقبله الملكة اليزابيث الثانية على حفل عشاء في قلعة وندسور، كما سيتحادث مع رئيسة الحكومة تيريزا ماي وكبار الوزراء الاخرين واعضاء العائلة الملكية، وقادة الأجهزة الأمنية ورجال الاعمال.

ونقل تقرير لصحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن زيارة الأمير محمد تهدف إلى دفع العلاقات السعودية البريطانية إلى "مستوى أعلى"، حيث يسعى البلدان إلى التعاون في قطاعات مهمة مثل التعليم والتكنولوجيا والأمن.

علاقات قوية

وقال الجبير: "إن علاقاتنا قوية لدرجة أن المحادثات ستكون واسعة وواسعة النطاق. واضاف: "ستكون هناك اتفاقات ومذكرات تفاهم موقعة في عدد من المجالات".

ولم يقدم الوزير الجبير تفاصيل عن تلك الاتفاقيات، ولكن في الأشهر الأخيرة، كما تقول (فايننشال تايمز) تحدث دبلوماسيون عن خطط لمزيد من الاستثمارات السعودية في المملكة المتحدة، وكذلك عن الاستحواذ على شركات بريطانية، الأمر الذي يساعد السعودية على تنفيذ خطط الإصلاح الجذري للاقتصاد.

وقال الجبير إن خروج بريطانيا المخطط من الاتحاد الأوروبي في 2019 لن يكون له تأثير على وجهة نظر الرياض عن بريطانيا كوجهة استثمارية. ووصف المملكة المتحدة بأنها واحدة من "القوى العظمى" في العالم.

وفد برلماني وإعلاميون

واستقبل وزير الخارجية السعودي، اليوم الثلاثاء، مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني. وتناول اللقاء القضايا الإقليمية والدولية ومستجداتها، وسبل تعزيز العلاقات التاريخية والمتميزة بين المملكة وبريطانيا.

كما التقى الجبير، ممثلي وسائل الإعلام البريطانية وكتّاب الرأي، في لقاء مفتوح تناول "رؤية المملكة 2030"، ونظرة الرياض إلى العلاقات مع لندن، والحرص المشترك على تنميتها وتطويرها.

وتقول (فايننشال تايمز) في تقريرها إن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز هو المحرك الرئيسي للبرنامج الإصلاحي (رؤية 2030) الذي يهدف إلى الحد من الاعتماد السعودي على النفط.

ارامكو

ومن المتوقع ان يجري الاكتتاب العام المبدئي المقرر لشركة (أرامكو) السعودية العملاقة للطاقة في بريطانيا وفقًا لما ذكره مسؤولون كثيرون، حيث تتنافس بورصة لندن مع نيويورك وهونغ كونغ للحصول على قائمة محتملة في الخارج من قبل الشركة. ولكن من الممكن أيضًا أن ينتهي الاكتتاب العام كقائمة محلية فقط أو بيع خاص.

ولم يذكر وزير الخارجية السعودي الذي وصف العلاقات البريطانية السعودية بأنها "صادقة وصريحة" تفاصيل خطط أرامكو السعودية.

وفي الختام، قال مايكل ستيفنس الباحث في معهد "رويال يونيتيد سيرفيسز" إن "الزيارة تهدف في المقام الاول الى تعزيز الثقة في الاصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها ولي العهد"، مشيرًا الى ان "المملكة العربية السعودية مكان جيد للاستثمار".