نصر المجالي: تحول مهرجان النار أو "الأربعاء الأحمر" الذي يحتفل فيه في إيران كجزء من تقاليد فارسية قديمة إلى "أسود" بعد الإعلان عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من ألفين نتيجة الألعاب النارية. 

وقال بيان مقتضب لمنظمة الطوارىء الإيرانية إنه سجلت وفاة ثمانية أشخاص أغلبهم من الشباب في عموم المدن نتيجة استخدام المفرقعات والألعاب النارية المحظورة، وأصيب 2082 آخرون بحروق مختلفة.

ونوهت المنظمة إلى أن "نسبة الحوادث هذا العام مقارنة مع العام الماضي انخفضت 30%"، وشهدت المدن الإيرانية انتشارًا واسعاً لقوات الأمن مع حملة اعتقالات لبائعي المفرقعات في الطرقات.

وكانت دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إيران للخروج بمسيرات احتجاجية بالتزامن مع الاحتفالات. ضد نظام الملالي، ورفع شعارات "يسقط النظام.. الموت للديكتاتور.. الموت لخامنئي.. الموت لروحاني"، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل نظام خامنئي.

في المقابل، أعلنت الشرطة الإيرانية عن انتشار قواتها في مختلف المناطق والأزقة لمواجهة هذه الاحتفالات التي عادة ما تسفر عن وقوع قتلى وجرحى نتيجة استخدام المفرقعات والألعاب النارية المحظورة.

 

محتفل يقفز فوق النيران

 

ترحيب بـ"نوروز"

ويعتبر يوم الأربعاء الأخير من كل عام من أهم المظاهر الاحتفالية لدى الإيرانيين الذين يعبرون من خلالها عن فرحهم باقتراب حلول العام الجديد (عيد النوروز).

ويبدأ الإيرانيون الاحتفال بـ"الأربعاء الأحمر" مع غروب شمس الثلاثاء الأخير من السنة الفارسية، التي تعتمد على التاريخ (الهجري الشمسي) في تقويمها.

ويقوم الإيرانيون، الشباب خاصة، بالاحتفال بهذا العيد عن طريق تجميع أكوام صغيرة من الحطب في الأماكن العامة ومن ثم إشعال النيران بها في مداخل الطرقات، ويعمد الكثيرون إلى القفز فوقها وهم يرددون أشعارًا محلية، كما يطلقون المفرقعات والألعاب النارية كثافة في الفضاء.

يذكر أن التسمية الفارسية لهده الاحتفالات هي "جهارشنبه سوري" وتعني "جهارشنبه" يوم الأربعاء، فيما تحمل كلمة "سوري" معانيَ عدة، منها الاحتفال واللون الأحمر الداكن والعشرة وغيرها. وعلى الرغم من تعدّد الروايات والمعتقدات، تحرص بلاد فارس منذ القدم على الاحتفال به.

أسطورة

وتقول الأسطورة إن الملك جمشيد، وهو أحد أبرز ملوك الدولة الإخمينية (559 قبل الميلاد)، كان ذاهباً إلى الصيد فهاجمته التنانين ورماها بحجر، وانتبه في تلك اللحظة إلى احتكاك الحجارة بعضها ببعض ما أدى إلى اشتعال النار. وبعد اكتشاف النار، بات هذا العنصر أحد أهم عناصر الطبيعة وأكثرها قداسة بالنسبة للإيرانيين القدامى.

واعتبرت النار رمزاً للطهارة والحكمة حين انتشرت الزرادشتية كدين رسمي في البلاد منذ قرون ذهبت.

وكان القفز فوق النار في احتفال الأربعاء الأحمر طقساً أساسياً. ويسعى من يقفز فوقها إلى التطهر من الذنوب ليبدأ عامه الجديد من دونها. وما زال البعض يمارس هذا الطقس حتى اليوم، لكن من دون أي دلالات.