«إيلاف» من بيروت: بالتزامن مع إفتتاح جادة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عند الواجهة البحرية لبيروت، أعاد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في تغريدة عبر "تويتر" نشر مقال يتضمن قصة تطوع الملك سلمان في الجيش المصري وصورة نادرة له أثناء تطوعه، وعلّق عليه بالقول:" إنها صفحة مشرفة من التاريخ العربي والتضامن في مواجهة الاستعمار، وإن تسمية جادة في بيروت باسم الملك سلمان له تذكير بتاريخ بيروت النضالي الناصري والتلاحم الوطني الفلسطيني، بيروت الحصار، بيروت المقاومة الوطنية".

فإلى أي مدى ساهم افتتاج جادة الملك السعودي في بيروت إلى إعادة اللحمة في العلاقات اللبنانية السعودية وهل سينعكس ذلك إيجابًا في مؤتمر سيدر المنتظر غدًا في باريس؟

يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه ل"إيلاف" أن العلاقات اللبنانية السعودية بعدما مرت ببعض الظروف الصعبة، ها هي تستعيد رونقها، وهي رسالة لمن أراد الإصطياد بالماء العكر في ما خص العلاقات اللبنانية السعودية، وها هي السعودية تؤكد أنها لا تزال حاضرة في قلب لبنان وهي بمثابة الأم الحنون له، وسيترجم الأمر حتمًا إيجابًا في المؤتمر المنتظر في باريس لدعم لبنان ماديًا.

سابق عهدها

هل يمكن الإعتبار اليوم إن العلاقة اللبنانية السعودية عادت إلى سابق عهدها وكان تتويجًا لذلك افتتاح جادة الملك السعودي في بيروت؟ يجيب طعمة أن العلاقات اللبنانية السعودية لم تنقطع يومًا، فالسعودية حريصة على الدول العربية، وتبقى أم العروبة، ولن تفرط بلبنان، وتبقيه لقمة سائغة، والسعودية يهمها أن يكون لبنان مدافعًا قويًا ضد ما يحصل في اليمن، ولبنان سيكون دائمًا مع العرب، ولن يقبل تسليم الأمر لأي تدخل.

دعم سعودي

أما هل التقارب السعودي اللبناني اليوم سيترجم دعمًا ماديًا في مؤتمر سيدر غدًا؟ يلفت طعمة إلى أن الأمر مؤكد، فخلال مؤتمرات باريس السابقة كانت السعودية سباقة في دعم لبنان، ووضعت مليار دولار وديعة في مصرف لبنان لتقوية الإقتصاد اللبناني، حيث أن السعودية لم تترك أبدًا لبنان، لا في السلم ولا في الحرب، ومن المؤكد في ظل الظروف المادية والإقتصادية التي يمر بها لبنان، ستكون السعودية الشقيق الأكبر المساعد الذي يقف الى جانب لبنان، وهذا سيترجم في معظم المؤتمرات دعمًا اقتصاديًا للبنان.

العمل أكثر

كيف يمكن العمل أكثر اليوم على التقارب اللبناني السعودي؟ يجيب طعمة أن لبنان يستطيع أن يمنع كل من يتعرض للدول العربية وخصوصًا السعودية وذلك من ضمن الحكومة اللبنانية، علينا أن نأخذ موقفًا واضحًا من السلاح المتفلت خارج الدولة اللبنانية، وأن يكون هذا السلاح فقط موجهًا ضد إسرائيل، وأن يكون هناك نوع من اللوبي السعودي اللبناني من رجال أعمال ومثقفين وغيرهم، يعمل على تقوية العلاقات بين السعودية ولبنان.

وعلينا المحافظة على كل الدول العربية وأن لا يتم التعرض اليها كلاميًا من الداخل اللبناني، وأن يلتزم كل الأفرقاء في لبنان بهذا الموضوع.

ويجب أن يكون الإعلام مناصرًا لكل تلك المواضيع وأن يقتنع بأننا بحاجة إلى السعودية أكثر مما هي بحاجة إلينا وأن يكون الإعلام مصدرًا مقويًا للعلاقات اللبنانية السعودية فضلاً عن العلاقات الدبلوماسية يجب تفعيلها بين لبنان والسعودية.

الجاليات في السعودية

عن استفادة الجاليات اللبنانية في الدول العربية من أي تقارب لبناني سعودي يلفت طعمة إلى أنها المستفيد الأول حيث تشعر بالإستقرار مع أي تقارب لبناني سعودي، مع مليارات الدولارات التي تأتي الى لبنان سنويًا من دول الخليج من خلال المغتربين العاملين هناك.