أسامة مهدي: فيما يجتمع مجلس الامن الدولي اليوم لبحث استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد سكان بلدة دوما بغوطة دمشق ووسط تهديدات اميركية بضرب سوريا، فقد بحث ترمب مع العبادي الهجوم الكيميائي هناك والانتخابات العراقية، بينما دعت رجوي المجتمع الدولي الى ردع جرائم الاسد وخامنئي ضد الشعب السوري.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء امس التقارير التي تحدثت عن وقوع هجوم كيميائي ضد المدنيين في سوريا، بالإضافة إلى الحاجة للعمل معًا لهزيمة فلول تنظيم داعش. واشار الى ان الزعيمين ناقشا أيضا تسريع الحملة لهزيمة فلول تنظيم داعش والحاجة للعمل معاً لمواجهة التهديدات في المنطقة.

وأضاف البيت الابيض أن الزعيمين ناقشا "التقارير المزعجة عن الهجمات الكيميائية المحتملة قرب دمشق".

وفي بغداد، قال المكتب الاعلامي للعبادي إن رئيس الوزراء اجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب حيث "أشادا بالانتصارات على عصابات داعش الارهابية وتحرير كامل الاراضي العراقية، والتي تحققت بعزيمة القوات العراقية البطلة وبدعم ومساعدة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة "، بحسب المكتب في بيان صحافي تابعته "إيلاف".
واشار الى ان الرئيسين ناقشا "اوضاع المنطقة وتطورات الوضع في سوريا، وأكدا على اهمية إنهاء بقايا عصابات داعش الارهابية للحيلولة دون انتشارها مجدداً، حيث اشار العبادي الى رؤية العراق للتعاون والتنسيق الإقليمي ورغبته بعلاقات متوازنة مع جميع جيرانه بما يعزز الامن والاستقرار للمنطقة والعالم".

واضاف المكتب الاعلامي ان الرئيسين اكدا "على أهمية نجاح الانتخابات القادمة لإكمال مرحلة البناء والإعمار"، حيث من المقرر ان يشهد العراق في 12 من الشهر المقبل انتخابات برلمانية عامة.

 ومساء السيت، قُتل أكثر من 150 مدنياً وأصيب أكثر من ألف آخرين بينهم نساء وأطفال بحالات اختناق، نتيجة قصف قوات النظام مدينة دوما المحاصرة في غوطة العاصمة دمشق الشرقية بالغازات السامة.

رجوي تدعو لردع جرائم الاسد وخامنئي ضد الشعب السوري

ومن جهتها، دعت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية اكبر فصائل المعارضة مريم رجوي المجتمع الدولي الى اجراءات حازمة توقف جرائم النظام السوري ضد الشعب.

ورّدت رجوي عبر حسابها علی تويتر اليوم بشأن القصف الكيميائي على بلدة دوما بالغوطة الشرقية لمحافظة ريف دمشق قائلة "القصف الكيميائي الإجرامي على دوما وقتل الأطفال والنساء دون رحمة يجرحان ضمير الإنسانية المعاصرة". واضافت في تغريدة لها اطلعت عليها "إيلاف" قائلة "أعزّي الشعب السوري من صميم القلب وأحيّي صموده التاريخي. على المجتمع الدولي أن يضع حدًا لجرائم الأسد وخامنئي ضد الشعب السوري.

وشددت رجوي على ضرورة "وقف حمّام الدم في دوما. النظام الحاكم في إيران هو المسبّب الرئيسي للمجازر في سوريا".. وقالت "على المجتمع الدولي أن يتخذ اجراء حازمًا لوقف هذه الجريمة الحربية. التقاعس أمر مخجل ويفتح الطريق لاستمرار هذه الجرائم."

واشنطن لا تستبعد ضرب سوريا ومجلس الامن يبحث كيميائي النظام

وتأتي هذه التطورات في وقت يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً اليوم الإثنين بطلبٍ من تسع دول في طليعتها فرنسا لبحث التقارير عن وقوع الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن طلب الاجتماع يحمل توقيع فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والكويت والسويد وبولندا والبيرو وهولندا وساحل العاج.
وجاءت المطالبة الفرنسية في بيان لوزير الخارجية جان إيف لودريان دان فيه النظام السوري حيال مواصلته الحصار والقصف على الغوطة الشرقية معتبراً أن ما حصل في دوما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب.

واشارت المصادر الى أن روسيا، الداعمة للنظام السوري طلبت بدورها عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن "تهديد السلم والأمن الدوليين". وبذلك سيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعين له اليوم أحدهما بمبادرة من روسيا بعد تقارير الهجوم الكيميائي .

ومن جهته، قال أحد كبار مستشاري الرئيس ترمب للأمن الداخلي إن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي ضد سوريا ردًا على تقارير جديدة عن هجوم كيميائي على مدينة دوما .

واضاف توماس بوسرت مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في مقابلة تلفزيونية "نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي…الحدث مروع".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيميائي في دوما بسوريا "مروعة" وإنها إذا تأكدت فإنها تتطلب ردًا دوليًا.

ومن جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى إجراء تحقيق عاجل في تقارير اشارت الى وقوع هجمات كيميائية في بلدة دوما .. ودعا روسيا إلى عدم إعاقة ذلك التحقيق.

وقال جونسون في بيان نشره موقع الحكومة البريطانية "برغم أن روسيا قطعت وعدًا في 2013 بضمان تخلص سوريا من جميع أسلحتها الكيميائية، وجد المحققون الدوليون المفوضون من الأمم المتحدة أن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن استخدام غاز سام في أربع هجمات على الأقل منذ 2014".

وأضاف جونسون أنه "إذا تأكد استخدام النظام للسلاح الكيميائي مرة أخرى، فإن ذلك سيعد مثالا آخر مريعًا لوحشية نظام الأسد".. مشددا على ضرورة "محاسبة من يثبت استخدامهم للسلاح الكيميائي".

وجرى تداول تقارير مصورة تظهر قتلى من المدنيين السوريين قضوا في هجمات بأسلحة كيميائية للقوات السورية في بلدة دوما.