نصر المجالي: قالت تقارير إن القصف الإسرائيلي للقاعدة الجوية السورية "تياس ـ T4 " ادى إلى مقتل 14 بينهم مقاتلون إيرانيون، وجاء الضربة الجوية للقاعدة وهي الأولى التي تشنها إسرائيل، وكانت القاعدة تلقت ضربات مماثلة منذ العام 2015 من جانب تنظيم (داعش).

وتساءل مراقبون عن اسباب اقصف اصاروخي الإسرائيلي من الأجواء اللبنانية للقاعدة الجوية السورية، وما إذا كانت مقدمة لضربات جوية أميركية وغربية، وخصوصا بعد ساعات من تحذير ترامب لـ "الحيوان الأسد" وحليفه بوتين وقال إنه سيكون هناك "ثمن يدفع" بعد هجوم بالغاز أسفر عن مقتل العشرات من الأطفال.

وألقت روسيا وسوريا هذا الصباح باللوم على إسرائيل، التي رفضت التعليق، كما نفت الولايات المتحدة وفرنسا اي دور لهما وراء الغارة الجوية التي تم تنفيذها في الساعات الاولى من يوم الاثنين.

وطلبت روسيا، عبر قنوات وزارتي الدفاع والخارجية، إيضاحات عاجلة من إسرائيل حول الضربات التي وجهتها فجر اليوم الاثنين، على مطار التيفور في سوريا.

دوافع

وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فلاديمير جباروف: "يجب أن نفهم ما الذي دفع إسرائيل للقيام بهذه الخطوة، ومن ربما ضغط عليها. وهل كان هذا قرار مستقل"، مضيفا: "روسيا على الأرجح طلبت من إسرائيل توضيح قرارها عبر قنوات الدفاع والخارجية".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن الغارة الجوية على مطار التيفور السوري، شنت من قبل مقاتلتين إسرائيليتين من طراز "إف-15". وذكرت أن 3 صواريخ وصلت إلى الهدف، بينما تم اعتراض 5 منها.

جنسيات متعددة

ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 14 من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وإيرانية وعربية وآسيوية قتلوا جراء القصف الذي استهدف مطار التيفور في حمص.

وأضاف المرصد أنه يوجد في منطقة مطار التيفور والذي يعد قاعدة عسكرية حزب الله وقوات إيرانية وقوات النظام.

فيما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، عن مصدر عسكري قوله، إن العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور العسكري تم بطائرات إسرائيلية من طراز "أف-15" أطلقت عدة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية.

التياس وتيفور

يذكر أن المطار يحمل اسم "مطار التياس العسكري"، إلا أنه أكثر شيوعًا بـ"التيفور"، ويُعرف اختصارًا بـ T-4، ويُعد من أهم المطارات العسكرية وأكبرها في سوريا، ويبعُد حوالي 50 كيلومترًا شرق مدينة تدمُر في حمص.

ويُمثّل مطار التيفور نقطة ارتكاز وقاعدة أساسية للقوات السورية والقوات الحليفة لها، إذ يقوم بدور الإسناد وتقديم الدعم والعتاد للقوات السورية وحلفائها التي تقاتل في محافظات دير الزور وريف حماة وحلب، بحسب تقارير إعلام سورية.

ويحتوي المطار العسكري على 54 حظيرة إسمنتيّة ومُدرّج رئيسي ومدرجين ثانويين، طول كلٍ منهما يقارب الـ 3 كيلومتر. أغلب طائراته حديثة مثل "ميج 29" و"ميج 27" و"سوخوي 35".

دفاعات جوية 

كما يمتلك المطار دفاعات جوية متطورة للغاية، وأجهزة رادار قصيرة التردد، وآليات عسكرية، وعشرات الدبابات من أحدث الطرازات مثل T82.

يضم بداخله خبراء من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، بينهم ضباط وصف ضباط وعساكر. ويُصنّف كأحد أهم المطارات العسكرية أمنيًا واستراتيجيًا لحدوده مع العراق وإحداثياته المتطورة.

ويشار إلى أنه خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، سُمِح للاتحاد السوفياتي الوصول إلى قاعدة تياس الجوية لنشر دورية من الطائرات البحرية.

وقد استُخدِم المطار من قِبل سلاح الجو السوري لشنّ ضربات جوية ضد قوات المعارضة خلال الحرب الأهلية السورية.

اول قصف 

وبينما لا يُعد استهداف التيفور العسكري سابقة من نوعها، إلا أنه "أول قصف اسرائيلي" يتعرض له المطار في سوريا من قِبل اسرائيل. وتعرّض المطار لسقوط قذائف وانفجارات بسيارات مُفخّخة من قبل مسلحي تنظيم داعش في عامي 2015 و2016.

واستُهدِفت القاعدة الروسية في مطار التيفور العسكري في مايو 2016، من قِبل تنظيم داعش، ما تسبّب في إلحاق الضرر بـ4 مروحيات و20 شاحنة ذخيرة، حسبما أظهرت صور التقطتها شركة "سترانفور" الأميركية للدراسات الأمنية والاستراتيجية.

وقالت الشركة عبر موقعها الرسمي، وقتذاك، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا): إن "قاعدة تي- 4 الجوية تضررت بشكل كبير بسبب قصف مدفعي نفذه داعش، وبدت تحديدا 4 مروحيات روسية هجومية من طراز إم.آي- 24 وكأنها دمرت تماما". الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الروسية لاحقًا.