مع استمرار التحليلات لنتائج الضربة الصاروخية لمنشآت سوريّة، اعتبر خبير روسي بارز في شؤون الشرق الأوسط أن "الثلاثي" الأميركي الفرنسي البريطاني تمكن بضربته على سوريا من تعميق الشرخ بين "الثلاثي" الروسي التركي الإيراني، وهو التكتل الضامن لعملية أستانة.

إيلاف: قال رئيس معهد الاستشراق لدى أكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين، في حديث لوكالة "تاس" نشر اليوم الاثنين: "التحالف الثلاثي تمكّن، ولو جزئيًا ،من تحقيق أحد الأهداف التي سعى وراءها قادته، وهو دق إسفين في العلاقات بين أطراف ثلاثي روسيا وتركيا وإيران، حيث أيّدت أنقرة، في خطوة كانت متوقعة، الضربة الغربية المحدودة على سوريا".

3 مواقع
واستهدفت الضربات الجوية الغربية ثلاثة مواقع "مرتبطة بشكل خاص ببرنامج الأسلحة الكيميائية" للنظام السوري، وهي: مركز برزة للدراسات والبحوث الكيميائية والبيولوجية في شمال العاصمة دمشق، وموقع شنشار لتخزين الأسلحة الكيمائية، ومخبأ للأسلحة الكيميائية في غرب حمص.

أضاف نعومكين أن الخلافات بين الدول الضامنة لعملية أستانة للتسوية السورية، كان من المستحيل إخفاؤها حتى من ذي قبل، مشيرًا إلى أن الفضل في "استمرار التعاون في صيغة أستانة، بل وتطويره في ظل هذه الخلافات، يعود إلى دور موسكو التي نجحت في تدوير الزوايا الحادة عبر دبلوماسية مسار أستانة والزخم الكبير الذي يميز علاقاتها الثنائية مع طرفي ثلاثي أستانة الآخرين.

بعيد المنال
واعتبر نعومكين أن حل الأزمة السورية لا يزال بعيد المنال، ولا يمكن أن يكون عسكريًا، مضيفًا أن الاستخدام الأحادي للقوة لا يعجّل في تسوية النزاع في سوريا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الضربة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد النظام السوري يوم السبت الماضي.

أكد الجانبان ضرورة عدم تصعيد التوتر في المنطقة، وتعاون المجتمع الدولي كافة لتسوية النزاع في سوريا. وخلال الاتصال، أعرب أردوغان عن إدانة بلاده بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية، داعيًا إلى عدم تصعيد التوتر في المنطقة أكثر.

يذكر أن أردوغان كان رحّب بالضربات الأميركية البريطانية الفرنسية، معتبرًا أن "المهمة" أنجزت "بنجاح"، ونفذت "بدقة"، وحققت "أفضل النتائج".

وأكد أردوغان أمام تجمع لمناصريه في إسطنبول أنه على تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفًا أنه سيجري اتصالات في وقت لاحق مع روسيا والولايات المتحدة.

تعويض
إلى ذلك، قال مدير مركز الدراسات الجيوسياسية بيار إيمانويل تومان إن "العملية العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كانت بمثابة تعويض عن فقدانهم لتأثيرهم ونفوذهم على الوضع في سوريا".

وأكد الخبير لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "لقد كانت عملية رمزية لمحاولة التعويض عن فقدان النفوذ والتأثير على الوضع في سوريا، فقد أدركت الدول المهاجمة أن الهجوم الصاروخي لن يغيّر الموقف الروسي الثابت، والذي تجنبوا مواجهته، لذلك إكتفوا بضربات رمزية ضد أهداف تدميرها لا يغير أي شيء في معادلة القوى". أضاف تومان: "الهجوم الصاروخي كان إلى حد ما لحفظ ماء الوجه".