إيلاف من القاهرة: تتأهب وزارة الأوقاف المصرية لضبط المساجد خلال شهر رمضان، عبر تنظيم الخطب الدينية، ووضع شروط لسنة الاعتكاف، منعا لوصول أفكار التيارات الإسلامية المتشددة إلى المواطنين.

ورفعت وزارة الأوقاف حالة التأهب القصوى مبكرًا استعدادًا للسيطرة على منابر المساجد خلال شهر رمضان؛ لمنع تسلل جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية المتشددة داخل المساجد خلال الشهر الكريم سعيًا نحو التواصل مع المواطنين، والعمل على جذبهم لأفكارهم ضد الدولة والنظام السياسي والهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسي.

خطة أمنية مشددة
ووضعت وزارة الأوقاف خطة أمنية مشددة لمراقبة المساجد، خلال صلاة التراويح والفجر على وجه الخصوص، حيث أعلنت الوزارة عن زرع كاميرات مراقبة في جميع المساجد الكبيرة بالمحافظات والقاهرة ؛ لرصد ما يقال، ومن يعتلي المنابر، وأهم القضايا التي تناقش داخل تلك المساجد.

توحيد خطبة الجمعة
وحظرت الأوقاف على الأئمة، الحديث مطلقًا في القضايا السياسية أثناء الدروس الدينية أو خلال استراحة صلاة التراويح، كما طالبت بضرورة التزام خطبة الجمعة طوال شهر رمضان بالوقت المحدد للخطبة ما بين 15-20 دقيقة، وعدم تجاوز هذا الزمن المحدد، مع الالتزام بموضوع الخطبة الموحد من قبل الوزارة.

وشددت الوزارة على عدم السماح لأي شخص غير مرخص له بالخطابة، بإلقاء أي درس في المساجد وملحقاتها وما في حكمها، أو الإشراف على الاعتكاف أو أداء خطبة العيد، وشددت على قيام مفتشي الأوقاف بتحرير محضر شرطة ضد الإخوان الذين يعتلون المنابر خلال رمضان .

شروط الاعتكاف
ومنعا لاستغلال الإخوان والسلفيين، لسنة الاعتكاف في التواصل مع المواطنين كما كان يحدث قبل ثورة 30 يونيو، وضعت وزارة الأوقاف شروطًا صارمة أمام الراغبين في الاعتكاف خلال شهر رمضان هذا العام، وشملت الشروط أن يكون الاعتكاف في المساجد الكبيرة فقط، وحظرها في الزوايا التي كانت بوابة الإخوان للتواصل مع الناس خلال السنوات الماضية.

 وطالبت الأوقاف أن يكون «الاعتكاف» تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف، وتضمنت أيضًا شروط الاعتكاف أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد، وأن يقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل أسماء الراغبين بذلك.

إبراز هوية المعتكف
كما طالبت الأوقاف بقيام «المعتكف» بتسليم صورة من بطاقته الشخصية للمشرف على الاعتكاف على أن يتم تسليم نسخة منها في إدارة الأوقاف التابع لها المسجد قبل الاعتكاف بإسبوع للتحري عنه، ورفض من تدور حوله الشبهات أو ينتمي للإخوان.

من جهة ثانية، وافق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على اعتماد 3470 مسجدًا على مستوى الجمهورية للاعتكاف في شهر رمضان المبارك 1439هـ، وتم استبعاد جميع مساجد الجمعيات الشرعية، والموجودة في المناطق ذات التواجد السلفي من الاعتكاف بداخلها.

قرارات صارمة
بدوره أكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن هناك رقابة مشددة على جميع المساجد المنتشرة في محافظات الجمهورية والتي تزيد عن مائة ألف مسجدٍ، وذلك لمنع تسلل الإخوان وأنصارهم من التيارات المتشددة إليها، والتواصل مع المواطنين بهدف نشر أفكارهم الهدامة ضد المجتمع والدولة، بحثًا عن مكاسب سياسية تعيدهم للشارع مجددًا.

وقال طايع ، لـ"إيلاف": "إن الوزارة حذرت الأئمة من ذكر أي مؤسسات أو أشخاص مدحًا أو قدحًا على المنبر، في إطار الحفاظ على دورها الدعوي ؛ لذلك تم منع الحديث في القضايا السياسية، والتركيز فقط على الأمور المتعلقة بفريضة الصيام، وكيفية استغلالها في عودة الأخلاق الحميدة للأسرة ".

وأضاف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الهدف من وضع شروط صارمة بالنسبة لسنة الاعتكاف، هو منع تسلل الدخلاء والتيارات المتشددة كما حدث في الماضي، حيث يعتبر الاعتكاف بابًا خلفيًا لتلك الجماعات لنشر أفكارهم الغير شرعية والهادمة ضد الدولة والمواطنة في مصر.

 تسلل المتطرفين
في السياق ذاته طالبت اللجنة الدينية في مجلس النواب، الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بضرورة العمل لتشديد الرقابة على المساجد في رمضان لمنع وصل الإخوان إليها.

وطالب نواب اللجنة بضرورة تشديد التفتيش الرقابي اليومي على المساجد، بالتعاون بين وزارة الداخلية والأوقاف، بحيث يتم ضبط من يعتلي المنابر بدون تصريح رسمي.

 بدوره قال اللواء شكري الجندي، وكيل اللجنة الدينية في مجلس النواب :" إن اللجنة طالبت وزير الأوقاف بالاطلاع على خطة الوزارة لحماية المساجد من تسلل المتطرفين خلال شهر رمضان".

وأشار إلى أن اللجنة الدينية حريصة على التنسيق مع المؤسسات الدينية لمنع نشر أفكار الجماعات المتطرفة، مثل "داعش" والإخوان، بين المواطنين من خلال المساجد كما كان يحدث في السنوات الماضية، ولذلك طالبنا بوضع كاميرات مراقبة داخل جميع المساجد المصرية .

تجديد الخطاب الديني
وأضاف وكيل لجنة الشئون الدينية في مجلس النواب لـ"إيلاف" " أن مراقبة بيوت الله في مصر وخاصة في القرى والأرياف، تعد أولى خطوات تجديد الخطاب الديني الحقيقي ، والذي لا يزال يواجه تحديدات عديدة ، فمازال هناك بعض الزوايا والمساجد التي تستغلها الجماعات المتطرفة لنشر أفكارهم الهادمة ضد الدولة والشريعة الإسلامية".