علمت "إيلاف" من مصادر مطلعة أن مفاوضات سرية جرت بين الإسرائيليين والإيرانيين في عمّان بوساطة أردنية، أفضت في النهاية إلى التزام إيراني بعدم المشاركة في معارك بجنوب غرب سوريا.
إيلاف من لندن: في نهاية الاسبوع الاخير تواجد في غرفة واحدة بأحد فنادق العاصمة الأردنية عمان، السفير الإيراني لدى المملكة ومجموعة من الامنيين الإيرانيين، وفي غرفة أخرى تواجد مسؤولون أمنيون إسرائيليون ووسيط أردني كان ينتقل بين الغرفتين لنقل الرسائل.
هذا ما علمته "إيلاف" من مصادر مطلعة قالت إنّ النقاش بين الإسرائيليين كان حول الوضع السوري والمعركة المرتقبة في جنوب شرق سوريا، وتحديدًا في محافظتي درعا والقنيطرة، حيث تم الاتفاق بين الجانبين بحسب المصادر أن لا تشارك إيران وحزب الله والمليشيات التابعة لهما في هذه المعارك المرتقبة ضد المعارضة السورية والفصائل المسلحة هناك على أن يقوم الجيش السوري بهذه المهمة وأن تقوم القوات الأردنية بالحفاظ على أراضيها ومنع التسلل اليها من الجانب الاخر.
أفادت مصادر مطلعة ان إسرائيل أوضحت للإيرانيين أنها لن تتدخل في تلك المعارك قرب حدود خط وقف النار في الجولان والحدود الأردنية الإسرائيلية ما دامت إيران ومليشياتها وحزب الله لن تدخلها.
وقال مصدر مطلع شارك في المحادثات إن الجانبين بحثا الامر بوساطة أردنية وأن الجانب الإسرائيلي استغرب السرعة التي تمت فيها الاتفاقيات، والتعهدات بين الجانبين.
يذكر أن السفير الإيراني لدى الأردن مجتبه بردسبور برفقة عدد من رجال الامن الإيرانيين، كانوا تلقوا تفويضا لمفاوضة الإسرائيليين في عمان، حيث قاد المفاوضات عن الجانب الإسرائيلي نائب رئيس الموساد برفقة عدد من رجالات الامن والعسكر.
وتبادلت إسرائيل وإيران في الأيام الاخيرة رسائل عديدة عن طريق الجانب الأردني بشأن الوضع في الجنوب السوري، حيث حذرت إسرائيل إيران من مغبة اندلاع مواجهة كبيرة وشاملة في المنطقة اذا قامت إيران بادخال قواتها وحزب الله الى الجنوب السوري للمشاركة في المعارك هناك، وكان الأردن نقل نفس الرسالة للنظام السوري وللروس بهذه الروحية بحسب المصادر.
وأضاف المصدر المشارك في المفاوضات أن الأمر يبدو غريبا وغير واقعي، الا أن إيران على ما يبدو بدأت تعي حجم الخسارة التي منيت بها في سوريا جراء الضربات الإسرائيلية المتتالية لمواقعها في سوريا.
وفي محاولة لتفادي خسائر أكبر وضغط أكبر لخروجها من سوريا، وافقت طهران على عدم المشاركة مع جيش النظام في معارك الجنوب الشرقي في سوريا، شريطة ان لا تتدخل إسرائيل في هذه المعارك المرتقبة خلال الايام القريبة وهي ستدور على ما يبدو في درعا والقنيطرة القريبتين من إسرائيل والأردن.
تجدر الاشارة هنا الى أن هناك اتفاقا للدفاع المشترك بين الأردن وإسرائيل في معاهدة السلام الموقعة بين البلدين والتي تقوم إسرائيل بموجبها بالدفاع ومساندة الأردن عسكريا في حال تعرضه لاي خطر.
المصدر الذي شارك في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران قال إن الامور سارت بشكل سهل وسريع وتم الاتفاق بين جميع الاطراف على الامر.
وأضاف أن الجانب الروسي الذي كان على اطلاع وثيق وقريب على المفاوضات في عمان، قدم الضمانات للإسرائيليين والأردنيين بعدم مشاركة إيران وحزب الله في المعارك المرتقبة في الجنوب السوري في محافظتي درعا والقنيطرة.
وأضاف المصدر أنه تم الإتفاق في عمان على آلية عمل مشتركة بين الجميع في سوريا، لمنع حدوث اخطاء قد تؤدي الى اندلاع معارك او مواجهات بين الأردن وسوريا وإسرائيل والجانب الروسي على غرار الاتفاق الروسي الإسرائيلي بشأن الاجواء السورية.
وكان سفير إيران في عمان اكد في حديث صحافي ان القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها لن تشارك في المعارك التي سيخوضها النظام قريبا في محافظتي درعا والقنيطرة.
واضاف أن إيران توصلت لتفاهمات مع الأردن وقوى اخرى في المنطقة بعدم المشاركة في المعارك المرتقبة وعدم التواجد في درعا والقنيطرة كي لا تحدث مواجهات او يحصل تصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى حرب شاملة.
من ناجية أخرى، هددت الادارة الاميركية النظام السوري وحذرته من مغبة خرق اتفاقيات التهدئة ووقف النار في جنوب شرق سوريا، وتحديدا في درعا والقنيطرة.
وجاء في بيان الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة قلقة من الحديث عن معارك مرتقبة للنظام السوري في جنوب شرق سوريا في المناطق التي تمت فيها اتفاقيات لوقف النار وخفض التوتر اعلن عنها الرئيسان دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في نوفمبر الماضي.
التعليقات