إيلاف من لندن: كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق اليوم عن ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في العراق وغاليتهم من الأكراد إلى ربع مليون شخص منوهة إلى أنه يعبر الحدود العراقية 700 سوريا كل شهر منوهة إلى ان العالم شهد في 2017 هروب شخص كل ثانيتين من مناطق الحروب والصراعات. 

وقال برونو جيدو ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق في تصريح صحافي لمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف الاربعاء وتسلمت "إيلاف" نصه ان هذا اليوم " هو وقت للتفكير والتضامن مع الأشخاص الذين شردهم العنف والاضطهاد في جميع أنحاء العالم".. منوها إلى انه "في هذا الوقت المضطرب وغير المتوقع أصبح تذكر اللاجئين والنازحين داخليًا أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وأضاف أن هناك الآن حوالي 68 مليون شخص نزحوا حول العالم بسبب النزاع وانتهاكات حقوق الإنسان والكوارث الطبيعية في إحصاء مقلق.. موضحا انه في عام 2017 هرب شخص ما من منزله كل ثانيتين.

وأوضح جيدو ان العراق يأوي حاليا 300 الف لاجئ غالبيتهم من سوريا حيث يضم إقليم كردستان العراق 97 في المائة من اللاجئين السوريين في العراق "يتلقون مساعدات بسخاء وتتاح لهم إمكانية الحصول على امتيازات متكافئة مع السكان المحليين من نواحي العمل والتعليم والخدمات الاجتماعية وهو امر يتطلب بالحاح مساعدة المجتمعات التي فتحت أبوابها للاجئين السوريين وزيادة تمويل الجهات المانحة للاستثمار في المؤسسات التي تدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم.. موضحًا أن ذلك سيساعد على ضمان تحقيق مزيد من الفعالية والتلاحم الاجتماعي والتعايش السلمي بين المجتمعات المحلية واللاجئين. 

يذكرأن اليوم العالمي للاجئين يحتفل به في 20 يونيو من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة. وقد بدأ الاحتفال به في عام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة في 4 ديسمبر كانون الاول من العام نفسه حيث تم اختيار يوم 20 يونيو لتزامنه مع الاحتفال بيوم اللاجئين الأفريقيين الذي تحييه عدة بلدان أفريقية.

الحل الامثل

وشدد الممثل الاممي لمفوضية اللاجئين في العراق على ان الحل الأفضل للتهجير القسري في العالم هو السلام حيث سيؤدي السلام إلى خفض عدد اللاجئين والمشردين داخليا وتحسين اوضاع ملايين الناس المتطلعين إلى المستقبل. لكنه بين أنه بعد سبع سنوات لا يُظهر الصراع السوري أي علامة على التراجع وفي كل يوم يعبر الناس الحدود السورية هرباً من القتال وبما يصل إلى 700 شخص جديد كل شهر.

وأضاف أنه بالنسبة للاجئين السوريين الذين يحتمون في العراق والبالغ عددهم 250 الفا فإن العودة ليست خيارًا مستدامًا في الوقت الحالي كما أن فرص إعادة التوطين محدودة ومتاحة فقط للأشخاص الأكثر عرضة للضرر وهو ما سيبقي اللاجئون السوريون في العراق والمجتمعات التي تستضيفهم بحاجة إلى الدعم لبعض الوقت في المستقبل.

وأشار برونو جيدو إلى انه مع تعمق الأزمة السورية وتفاقمها فقد حان الوقت للتفكير بشكل خلاق في الاستجابة لاحتياجات اللاجئين.. منوها إلى انه بالتعاون مع السلطات الكردية والوكالات الشريكة والمنظمات غير الحكومية تقوم مفوضية اللاجئين باستكشاف حلول جديدة ومستدامة لاوضاع الاجئين في إقليم كردستان العراق وذلك من خلال الاستثمار في المجتمعات المضيفة والخدمات العامة وتعزيز الوصول إلى التعليم واكتساب المهارات.. وعبر عن الامل في مساعدة هؤلاء اللاجئين على إعادة بناء حياتهم حيث يحتاجون إلى إشراكهم في المجتمعات الجديدة.

مسؤوليات مشتركة

وشدد على أنه مع تزايد النزوح القسري في جميع أنحاء العالم على أساس سنوي فإن مساعدة اللاجئين على إعادة بناء حياتهم يجب أن تكون مسؤولية مشتركة جنبا إلى جنب مع الشركاء والشعب العراقي وسلطات اقليم كردستان ومجتمعات اللاجئين أنفسهم".. وقال "نحن في المفوضية نعمل دون كلل من اجل إيجاد حلول مستدامة للاجئين في العراق".

وأكد برونو جيدو ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق في الختام قائلا "في اليوم العالمي للاجئين ندرك أن التضامن يبدأ بكل واحد منا".

ويوم الاحد الماضي قالت الممثلة الاميركية الشهيرة سفيرة النوايا الحسنة في منظمة الامم المتحدة انجلينا جولي خلال زيارتها لمخيم لللاجئين في شمال العراق ان أوضاع النازحين في المخيمات صعبة جداً. 

وأضافت خلال مؤتمر صحافي بمخيم دوميز في محافظة دهوك (415 كم شمال بغداد) الذي يضم غالبية من الأكراد السوريين ان زيارتها هذه للمخيم تعد الثالثة موضحة انه بعد مرور كل سنة فان أوضاع النازحين في المخيمات تزداد سوءاً.. وقالت "رأيت الدمار بشكل واضح في مدينة الموصل والناس بحاجة إلى رعاية طبية وتعليمية وخدمات اخرى عديدة".

وحذرت جولي من انه عندما لا يكون هناك حتى الحد الأدنى من المساعدات فلا تستطيع عائلات اللاجئين الحصول على العلاج الطبي المناسب وتُترك النساء والفتيات عرضة للعنف الجنسي ولا يستطيع الكثير من الأطفال الذهاب إلى المدرسة وتهدر فرصة القدرة على الاستثمار بين اللاجئين حتى يمكنهم اكتساب مهارات جديدة ودعم أسرهم.

وأوضحت قائلة "هذه هي الصورة في العراق ، في سوريا ، وفي أي مكان في العالم تجد اللاجئين والنازحين اليوم والجواب الوحيد على ذلك هو بأنهاء الصراعات التي تجبر الناس على الفرار من ديارهم ولذلك فأنه على جميع الحكومات للوفاء بمسؤولياتها."