نصر المجالي: اضطرت مظاهرة صغيرة لكن صاخبة في لوكسمبروغ، رئيس الحكومة البريطانية إلى الغياب عن مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره رئيس وزراء لوكسمبورغ، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن لندن لم تقدم حلا مقنعا لقضية الحدود الايرلندية الحساسة، وذلك قبل 6 أسابيع من موعد الانفصال.

وشهد يوم الإثنين، حدثا اعتبر بمثابة إهانة غير عادية على مستوى سياسي وبروتوكولي، رفض رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل طلب نقل مكان مؤتمر صحفي مشترك وقرر الاستمرار دون السيد جونسون - تاركًا منبرًا فارغًا بجانبه.

وقال بيتيل "عقرب الساعة يدق، نحن بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات من جانب جونسون في شأن الخروج من الاتحاد الاوروبي"، وأضاف بيتيل - الذي أخبر المتظاهرين على ما يبدو في وقت سابق أنهم "مرحب بهم" - أن الاتحاد الأوروبي لن يمدد تمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "دون سبب وجيه"، وشدد على القول: "مواطنونا يريدون اليقين".

وفي إشارة إلى المساحة الخالية التي كان يجب أن يكون عليها جونسون، قال بيتيل: "إنها مسؤوليته. يعتمد عليك الناس مستر جونسون، لكن الساعة تدق، وعليك استخدام وقتك بحكمة".

&

منصة جونسون فارغة في المؤتمر الصحفي في لوكسمبورغ

&

اتهامات

واتهم رئيس وزراء لوكسمبورغ السيد جونسون بالاحتفاظ بمستقبل مواطني المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي "رهينة للمكاسب السياسية الحزبية".

وفي إشارة إلى المنصة الفارغة التي كان يجب أن يكون عليها جونسون، قال بيتيل: "إنه الآن على السيد جونسون - فهو يحمل مستقبل جميع مواطني المملكة المتحدة وكل مواطن من الاتحاد الأوروبي يعيش في المملكة المتحدة بين يديه.

وقال بيتيل، وهو يجيب على أسئلة المراسلين: "بالنسبة لي، لديّ اتفاق سحب من على الطاولة وهو الاتفاق الذي تم العام الماضي، لا توجد تغييرات. لا توجد مقترحات ملموسة في الوقت الراهن على الطاولة. ولن أوافق على الأفكار. نحن بحاجة إلى مقترحات مكتوبة والوقت يدق".

وطلب السيد بيتيل من جونسون أن "يتوقف عن الكلام ويتصرف بالأفعال"، مضيفًا: "لكننا لن نقبل أي اتفاق يتعارض مع السوق الأوروبية الواحدة، سيكون ضد اتفاقية الجمعة العظيمة فيما يتعلق بإيرلندا الشمالية".

وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ: هذا البريكست ليس خياري، لقد كان قرارًا من طرف، وكان مطلوب من ديفيد كاميرون القيام بذلك. إنهم يقررون وحدهم، أشعر بالأسف الشديد لكن لا تضعوا اللوم علينا في أوروبا، لأنهم الآن لا يعرفون في بريطانيا كيفية الخروج من هذا الموقف.

&

&

&

وقال بيتيل إن الجانب الأوروبي لن يكون مسؤولاً إذا لم يتمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "بعض الناس يحبون إلقاء اللوم على شخص آخر وألا يكونوا مسؤولين عن الوضع".

وأشار الى أن رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي قبلت اتفاقي الانسحاب. لذلك على جونسون ان لا يحاول أن يجعل الاتحاد الأوروبي هو الشخص السيئ الذي لا يقبل القرارات التي تقترحها المملكة المتحدة. لقد قبلناها".

رد جونسون&

في حديثه إلى الصحفيين في المملكة المتحدة بشكل منفصل بعد الهجوم الكامل، قال جونسون إنه كان يعلم أنه كان قد "يغرق" إذا شارك في المؤتمر الصحفي في خارج مكان اجتماعه مع يونكر ورئيس وزراء لوكسمبورغ. وكان المتظاهرون المحتجون رفعوا شعارات "عيب عليك" ويقصدون بذلك مواقف جونسون من اتفاق الخروج.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، بعد محادثات مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر في اللوكسمبورغ أن هناك "فرصة جيدة" للتوصل الى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وشارك فيها رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه باتيل.

وقال جونسون إن أي اتفاق "يتطلب حركة" من جانب الاتحاد الأوروبي، وذلك ردا على ما قاله باتيل من انه يتعين علت جونسون "التحرك" بدلاً من "الكلام" لإيجاد حل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وشكل هذا اللقاء الاول بين المسؤولين منذ تولي جونسون منصبه، فرصة "لاستعراض" الملف، بحسب تصريحات الطرفين. وقالت المفوضية الاوروبية في بيان "ان يونكر ذكر بأنه من مسؤولية المملكة المتحدة أن تقدم حلولا صالحة قانونيا تكون متوافقة مع اتفاق الانسحاب".

شبكة الأمان&

واضافت ان "الرئيس يونكر أكد استعداد المفوضية للنظر في مدى تلبية مثل تلك المقترحات اهداف شبكة الامان (في ايرلندا)" موضحة "ولم تقدم مثل هذه المقترحات".

ووصف الاجتماع من الجانب البريطاني بـ "البناء"، وقالت لندن "اتفق القائدان على أنه من الضروري تسريع المباحثات" مشيرة الى انه من المقرر ان تنظم "اجتماعات يومية" قريبا وليس فقط على المستوى الفني بل بين كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه ووزير بريكست البريطاني ستيفان باركلي.

حلول بديلة

وتبقى القضية الايرلندية في قلب المفاوضات. ويطلب الاتحاد الاوروبي من لندن تقديم حلول بديلة عن شبكة الامان المضمنة في اتفاق بريكست الذي رفضه البرلمان البريطاني ثلاث مرات.&

وتهدف شبكة الامان إلى تفادي عودة الحدود المادية داخل الجزيرة الايرلندية مع ابقاء المملكة المتحدة ضمن "فضاء جمركي واحد" اذا لم يعثر على حل آخر.

وكان جونسون كتب في مقالة نشرتها صحيفة "دايلي تلغراف" الأحد "إذا تمكّنا من إحراز ما يكفي من التقدم في الأيام القادمة، أنوي الذهاب إلى القمة الحاسمة في 17 أكتوبر وإبرام اتفاق يحمي مصالح الشركات والمواطنين على ضفتي بحر المانش ومن جانبي الحدود في إيرلندا".
&