طهران: أظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، إطلاق أعيرة نارية على المحتجين الإيرانيين بعد اعتراف إيران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ.

ووفقاً لوكالة "رويترز" للأنباء، لم يتسن على الفور التأكد من صحة اللقطات والتي أظهرت كذلك آثار دماء على الأرض وصوراً لأشخاص بدا أنهم من أفراد الأمن في أجزاء أخرى من المنطقة يحملون بنادق.

وأظهرت مقاطع أخرى الشرطة الإيرانية في زي مكافحة الشغب تضرب المحتجين بالعصي في الشارع.

وصرح قائد شرطة طهران الاثنين أنه تلقى توجيهات "بضبط النفس" في مواجهة التظاهرات الغاضبة ضد السلطات التي تجري منذ مساء السبت بعد اعتراف إيران بإسقاط طائرة ركاب عن طريق الخطأ.

وقال الجنرال حسين رحيمي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي إن "الشرطة عاملت الأشخاص الذين تجمعوا بصبر وتسامح. الشرطة لم تطلق النار على التجمعات لأن أمرا بضبط النفس أعطي لرجال الشرطة في العاصمة".

وقال هادي غيمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران، ومقره نيويورك: "بعد الصدمات الوطنية المتعاقبة في فترة زمنية قصيرة، يجب السماح للأفراد بالحزن بأمان والمطالبة بالمساءلة. لا ينبغي على الإيرانيين المخاطرة بحياتهم لممارسة حقهم الدستوري في التجمع السلمي".

من جانبه، ألقى قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي الأحد كلمة أمام مجلس الشورى الإيراني خلال جلسة مغلقة، تطرق فيها إلى اغتيال واشنطن الجنرال قاسم سليماني وردّ إيران على هذه العملية وتحطم الطائرة الأوكرانية في طهران.

وبحسب وكالة أنباء "إسنا" شبه الرسمية، كان يُفترض أن يتحدث سلامي عن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير في غارة أميركية في بغداد.

وكان من المتوقع أن يشرح ردّ إيران على مقتل سليماني، الذي تمثّل بإطلاق صواريخ الأربعاء على قاعدتين في العراق تضمّان قوات أميركية، وفق "إسنا".

ويُفترض أن يتطرق أيضاً سلامي إلى حادثة تحطّم طائرة ركاب أوكرانية طرأ بعيد الردّ الإيراني وأقرّت إيران بإسقاطها السبت "عن طريق الخطأ" بواسطة صاروخ ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176.

وأعلن قائد قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة تحمل "المسؤولية كاملة" عن هذه المأساة.

وبعد مداخلة الجنرال سلامي، طلب رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني من اللجان البرلمانية المكلفة الأمن والسياسة الخارجية دراسة هذا "الحادث الخطير" وسبل تجنّب هذا النوع من الكوارث في المستقبل.

وبحسب التلفزيون الحكومي، فرّقت الشرطة الإيرانية مساء السبت طلاباً كانوا يهتفون بشعارات "مناهضة للنظام" أثناء تجمع تكريماً لضحايا تحطم الطائرة ومعظمهم إيرانيون وكنديون بينهم من يحملون الجنسيتين.

وكرّمت الصحف الإيرانية الأحد ضحايا كارثة الطائرة الأوكرانية. فعنونت صحيفة "اعتماد" الاصلاحية "اعتذروا، استقيلوا".

وكتبت صحيفة "إيران" الموالية للحكومة أن ما حدث "لا يُغتفر" ونشرت كل أسماء الضحايا.

من جهتها، ركّزت صحيفة "كيهان" في صفحتها الأولى على الأمر الذي وجّهه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إلى القوات المسلّحة بمعالجة "التقصير" لتجنّب عدم تكرار مثل هذا الحادث.

وكتبت صحيفة "ياوان" المقربة من الحرس الثوري "اعتذارات عميقة عن خطأ مؤلم".

وشهدت طهران ومدن أخرى تظاهرات احتجاجية بعد اعتراف السلطات الإيرانية بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية عقب إقلاعها من مطار الخميني الدولي في العاصمة مما أدى الى مقتل 176 راكبا معظمهم من الإيرانيين.

وأثار الحادث غضبا دوليا عارما، علما أنه وقع أثناء استهداف إيران بالصواريخ قوات أميركية في العراق.

وطالبت دول عدة فتح تحقيق مستقل وتحديد المسؤول عن الحادث، كما شددت أوكرانيا على ضرورة أن تدفع إيران تعويضات لعائلات الضحايا.