أكد الشيخ محمد بن راشد أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في مضمار دعم المرأة، معرباً عن تطلعه إلى تحقيق المزيد من الإنجازات بما يجعل دولة الإمارات في مقدمة دول العالم في هذا المجال.

ايلاف من دبي: برعاية الشيخ محمد بن راشد ومشاركة وفود من 87 دولة حول العالم، وحضور شخصيات رفيعة المستوى، انطلقت فعاليات منتدى المرأة العالمي 2020 في دبي، التي تتناول أربعة محاور رئيسية: الحكومة والاقتصاد والمجتمع والمستقبل.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات حرصت على منح المرأة الفرصة الكاملة للمشاركة في مسيرة البناء والتطوير والتحديث ضمن مختلف المجالات، تأسيساً على إرث الآباء المؤسسين الذين منحوا المرأة كل الاهتمام والرعاية وجعلوا من حماية حقوقها ومصالحها هدفا استراتيجيا سنت من أجله الدولة القوانين ووضعت الأطر التشريعية والتنظيمية اللازمة لجعل مبدأ الشراكة بين الرجل والمرأة ممارسة حياتية فعلية وليست مجرد شعارات ترفع أو خطط تؤول في النهاية إلى الأدراج.

وقال: "نعتز بما حققناه من إنجازات في ملف دعم المرأة ولكننا نتطلع إلى المزيد وهدفنا أن نتصدر دول العالم في هذا المجال.. ثقتنا في قدرة المرأة على الإسهام بصورة مؤثرة في الوصول بدولة الإمارات إلى المصاف الأولى في كل القطاعات كبيرة.. ونحن مستمرون في دعمها وتذليل كل ما قد يعترض طريقها من عراقيل... وإمدادها بكل ما تحتاج لتكون دائما على قدر المأمول لها من مستويات التميز.. المرأة الإماراتية اليوم تشغل نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي.. ولدينا نماذج ملهمة كثيرة أثبتت فيها المرأة جدارتها بما نوفره لها من فرص... والنجاحات التي حققتها المرأة في دولتنا تجعلنا حريصون على مشاركة خبراتنا وتجاربنا الناجحة في دعم المرأة مع كل دولة تتوسم في دورها قيمة مضافة حقيقية تساند طموحاتها لمستقبل أفضل".

يستقطب هذا الحدث الموصوف الأكبر من نوعه على مستوى العالم نخبة من المتحدثين رفيعي المستوى وفي مقدمهم دافيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي؛ وكريستالينا غورغييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي؛ وكبار مسؤولي المنظمات والهيئات الدولية، وأصحاب التجارب المُلهمة من مختلف أنحاء العالم.

ترمب

أشادت إيفانكا ترمب، ابنة ومستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية لدعم المرأة. وقالت إيفانكا “نحيي هذه التطورات“، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به".

وتطرقت ترمب في كلمتها في أثناء الجلسة الافتتاحية لمنتدى المرأة إلى الإنجازات التي حققتها خمس دول عربية في تحسين وضع المرأة. وأشادت بتمرير البحرين تشريعا خاصا بمنع التمييز في أماكن العمل مذكرة بقرار الحكومة المغربية توسيع حقوق المرأة في امتلاك الأرض، والقوانين ذات الأهمية التي تبنتها تونس لمكافحة العنف المنزلي. ولفتت ترمب إلى أن المملكة الأردنية في الوقت نفسه ألغت القيود القانونية التي كانت تمنع النساء من العمل ليلا. وقالت: "علينا جميعا التصفيق ترحيبا بهذه الإنجازات والتطورات".

وقالت ترمب إن 2.6 مليار دولار هو حجم الأموال التي تحققت منذ إطلاق برنامج التوازن وتمكين المرأة الذي تقوده. وتوجهت إيفانكا إلى الحاضرات في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المرأة العالمي في دبي 2020 قائلة: "كل واحدة منكم ملهمة وصانعة مستقبل. نريد قصص نجاحكن أن تكون ملهمة للأجيال المقبلة.

وأشادت بدور الإمارات التي وضعت المرأة في صلب السياسة الوطنية والفضل لقادتها اللذين أزاحوا كل العقبات التي تواجه المرأة الإماراتية وهذا التطور كما قالت كبير ومبهر في الإمارات. أضافت: منذ تأسيس مبادرة تمويل رائدات الأعمال ساهمت الإمارات بتمويل 2.6 مليار دولار في ١٠٠ ألف عمل خاص للسيدات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأشارت إلى دراسة للبيت الأبيض التي تفيد بأن رفع العوائق الخمسة في وجه ريادة المرأة للأعمال يضيف ٧.٧ تريليون دولار.

وبينت إيفانكا أن 600 مليار دولار في 2025 حجم الإسهام في الاقتصاد وهذا يعني حياة كاملة. هذا هو المستقبل الذي نحتاج أن نصنعه سويا.

غورغييفا: تمكين المرأة مكسب اقتصادي

ويشارك صندوق النقد الدولي في المنتدى بصفته "شريك المعرفة العالمي" للحدث. وقالت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، إن المرأة لا تزال في العديد من الدول تعاني عدم المساواة على نطاق واسع، "وتظهر بحوث صندوق النقد الدولي أن هذه الدول لن تتمكن من تحقيق الازدهار الشامل من دون الاستفادة من جميع مواهبها وطاقاتها، ما يؤكد أن تمكينها اقتصاديًا على المستوى العالمي حاجة ملحة للحد من الفقر وتعزيز النمو والاستقرار المالي. ومن خلال التبادل المعرفي واستعراض أفضل الممارسات والخبرات في منتدى المرأة العالمي في دبي، فإننا نسلط الضوء على الدور المهم الذي يمكن أن تؤديه المرأة في إحداث تحولات إيجابية في الاقتصادات في جميع أنحاء العالم".

وقالت غورغييفا في كلمتها في افتتاح المنتدى، إن التوازن بين الجنسين ليست قضية اجتماعية فحسب، فهي تعتبر مكسباً اقتصادياً. ونوهت غورغييفا بدولة الإمارات التي وصفتها بالنموذج الرائد في المنطقة في مجال تمكين المرأة ويجب تسليط الضوء على تلك المبادرات بشكل أكبر.

منصة رائدة
يعد منتدى المرأة العالمي منصة رائدة تجمع نخبة من القادة وصنّاع القرار والخبراء الدوليين للتأثير على السياسات والشراكات التي تعزز دور المرأة الإيجابي من أجل مستقبل أفضل للجميع، ملقيًا الضوء على تعزيز دور المرأة في بناء مجتمعات مستدامة تتميز بتكافؤ الفرص في الحصول على فرص متوازنة من التعليم والرعاية الصحية والخدمات الثقافية والاجتماعية من أجل حياة أفضل، في حين سيكون موضوع تعزيز مستوى الابتكار لدى المرأة والارتقاء بمستوى إسهامها في استشراف آفاق الثورة الصناعية الرابعة حاضرا على أجندة المنتدى.

يهدف هذا المنتدى إلى تعزيز مشاركة المرأة الاجتماعية والاقتصادية، خصوصًا في قطاع ريادة الأعمال، حيث تقام على هامش المنتدى أعمال القمة الإقليمية لمبادرة تمويل رائدات الأعمال التي تتخذ من البنك الدولي مقرًا لها، وذلك للمرة الاولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستقطبة أكثر من 250 شخصية من كبار المسؤولين الحكوميين وقيادات ورائدات الأعمال من مختلف أنحاء المنطقة والعالم وتركز نقاشاتها على النهوض بمشاركة المرأة وتوسيع فرص نجاحها في مجال رعاية الأعمال.

دور المرأة في التنمية

في جلسة رئيسية أخرى عنوانها "الثورة الصناعية الرابعة.. تغيّر في نمط سوق العمل"، تتناول التحولات التي تشهدها الاقتصادات وظروف العمل نتيجة للتغيرات التكنولوجية والاجتماعية والبيئية المتسارعة وكيفية استشراف المستقبل، ويتحدث فيها خلفان جمعة بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل؛ وكيتلين كرافت بوخمان، مؤسس منظمة Women@TheTable ورئيسها التنفيذي؛ وإيما مورتينو تروسويل، والمؤسس المشارك لـ "أوكسفورد انسايتس" ومدير عملياتها بالمملكة المتحدة.

يتضمن المنتدى أيضًا جلسة رئيسية بعنوان "دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، تتحدث فيها زهرة خان، مستشارة السياسات في هيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ وتالين كورانشليان، المديرة المساعدة لقسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي.

صناع التأثير

تشهد نسخة هذا العام من المنتدى إطلاق جلسات تحت عنوان "صناع التأثير"، توفر منصةً لتسليط الضوء على شخصيات نسائية ملهمة لمشاركة الحضور تجارب تغلبن فيها على التحديات وصنعن فارقًا في حياة الآخرين، وكانت لهن بصمات خاصة في تحقيق نجاحات استثنائية، ما يجعل من هذه الجلسات مصدر إلهام للجميع.

تحدثت ضمن هذه الجلسات النقيب بريندا بيركمان، سيدة إطفاء رائدة بمكافحة النيران بالولايات المتحدة الأميركية، عن مشوارها في الوصول لمنصب أول سيدة في مركز إطفاء مدينة نيويورك وكفاحها للعمل في مجال يهيمن عليه الرجال. وقالت بيركمان إنها كانت تشعر بمسؤولية مضاعفة منذ صغرها تجاه قضايا مساواة المرأة، وهذه المسؤولية دفعتها لدراسة الحقوق وممارسة مهنة المحاماة للدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها مع الرجال في الكثير من مجالات العمل، مشيرة إلى أن أول قضية لها بعد تعينها محامية كان قيامها برفع دعوة قضائية لتغيير اختبارات قبول الإطفائيين، حيث كانت هذه الاختبارات متحيزة للرجال ولا تسمح للمرأة بأن تكون جزءا من هذه المهنة الإنسانية.

لا شك أن مهنة الإطفاء تحمل في مكنوناتها الكثير من المخاطر كما تحمل ممارسة هذه المهنة الكثير من المسؤولية تجاه انقاذ الأرواح والممتلكات، فبمجرد إطلاق انذار وجود حالة طارئة تدور عجلة الزمن بسرعة كبيرة ويقاس الوقت بالثانية ويبدأ العد التنازلي. ودعت بيركمان النساء لعدم التردد عند اختيار ممارسة بعض المهن.
أضافت بيركمان: "في حال وثقن النساء بأنفسهن في عمل ما فإن النجاح سيكون حليفهن بلا شك، وما كان صعباً وغير مألوف في عمل النساء قبل سنوات، أصبح الآن أكثر قبولاً ورضاً بين الرجال والمجتمع خصوصاً بعد أن استطاعت المرأة حول العالم أن تثبت للجميع كفاءتها في أي مهنة تعمل بها حتى ولو كانت حكراً على الرجال منذ عقود طويلة".

وقالت بيركمان إن النساء يتعرضن لبعض الضغوطات من المجتمع، ما يشكل حجر عثرة أمام اختيارات الكثير من النساء لمجالات عملهن، ولكن على الحكومات أن تدرك تماماً أن النساء والفتيات يمثلن نصف سكان العالم، وبالتالي نصف إمكانياته، مضيفة أن الإعلام شريك رئيس ايضاً في دعم النقاشات التي تتحدث عن دمج الرجال في عملية تمكين المرأة، وداعية المؤسسات الإعلامية إلى اتباع نهج أكثر تكاملية عند النظر إلى قضايا المساواة بين الجنسين لاسيما وأن هناك استراتيجية إعلامية لقضايا المرأة أنجزتها بعض المنظمات العالمية المعنية بالمرأة.

أربعة محاور

يتناول منتدى المرأة العالمي 2020 أربعة محاور رئيسية: الحكومة والاقتصاد والمجتمع والمستقبل، ويعرض المشاركون للسبل الكفيلة تطوير السياسات والتشريعات الداعمة للمرأة في مراكز صنع القرار، وتسريع وتيرة مشاركة المرأة في الاقتصاد، خصوصًا من خلال بوابة ريادة الأعمال.

جمعت الجلسة الرئيسية للمنتدى، وعنوانها "التوازن بين الجنسين: بين المسؤولية والاستجابة "، حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، ومديرة مكتب تقرير التنمية البشرية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكبيرة مديري شؤون المساواة بين الجنسين في مجموعة البنك الدولي.

وضمن الجلسات الرئيسية للمنتدى، انعقدت جلسة عنوانها "المرأة في المناصب القيادية في الحكومات"، تتحدث فيها مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري،وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي؛ والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي بجمهورية مصر العربية؛ ولانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة؛ وميموزا كوساري ليلا، أول رئيسة بلدية منتخبة لأكبر مدينة في جمهورية كوسوفو.