القاهرة
تكشف مصر الأربعاء عن أسرار تتعلق بنسب الفرعون توت عنخ امون في محاولة لفك أحد أكبر الغاز الحقبة الفرعونية مستندة إلى تحاليل الحمض الريبي النووي (دي ان ايه).
وسيتم الاعلان في المتحف المصري في القاهرة الذي يعرض فيه الكنز الرائع الذي اكشتف العام 1922 في مقبرة الفرعون الشاب العائد إلى الأسرة الثامنة عشرة والذي توفي قبل ثلاثة آلاف سنة.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار زاهي حواس انه سيعلن عن أسرار عائلة ونسب توت عنخ امون في 17 شباط/ فبراير صباحا في المتحف المصري من خلال اعلان نتائج الفحوصات العلمية التى أجريت على مومياء هذا الملك بعد الإنتهاء من تحليل الحمض النووى والاشعة المقطعية.
وقد احيطت النتائج حول نسب الفرعون الذي حكم حوالى عشر سنوات فقط في حدود العام 1330 قبل الميلاد، بسرية تامة حتى الان.
وأعلن حواس الذي عارض إجراء هذه التحاليل في الخارج، في حزيران/ يونيو 2009 أن علماء مصريين سيحاولون خرق لغز نسب هذا الفرعون.
وقال عالم الآثار الامريكي رايموند جونسون الذي يعمل في الاقصر، أنا متشوق لمعرفة ما سيتم اعلانه.. تبين في حالات اخرى أن هذه التحاليل مفيدة جدا لاثبات النسب.
وأوضح الان زيفي الذي يقود مهمة اثرية فرنسية قرب القاهرة أن هذا سيسمح بالخروج من قوقعة الفرضيات التي تزيد من غموض المشكلة.
ومومياء توت عنخ امون الذي أصبح فرعونا في سن التاسعة عثر عليها في ناووس من الذهب الخالص المرصع بالفيروز عالم الآثار الانكليزي هاورد كارتر في وادي الملوك قرب الأقصر.
وضمت المقبرة كنزا جنائزيا استثنائيا تضمن خصوصا قناع المومياء المصنوع من الذهب الخالص الذي ساهم كثيرا في جعل توت غنخ امون من أشهر الفراعنة إلى جانب رمسيس الثاني والفرعون خوفو مع أن حكمه كان أقصر بكثير.
واحتمال أن تكون هناك صلة قربى مع نفرتيتي ذات الجمال الاسطوري ووفاته في نهاية المراهقة تضفي على هذه القصة جانبا رومانسيا لا يضاهى، على ما أفاد عالم المصريات الفرنسي مارك غابولد الخبير في شؤون هذا الفرعون.
ورغم الأبحاث الكثيفة التي جرت تعذر حتى الآن التوصل إلى نسبه بالتحديد. والفرضية التي يرجحها غالبية المؤرخين تقول انه نجل اخناتون (امنحتب الرابع) المعروف بانه فرعون التوحيد الذي نادى بعبادة الاله الواحد آتون.
لكن آخرين يمليون الى انه ابن سلف امنتحب الرابع أي امنتحب الثالث أو خلفه الفرعون سمنخ كارع.
لكن الأصعب يبقى تحديد من تكون والدته. نفرتيتي زوجة اخناتون هي احدى الاحتمالات فضلا عن كيا وهي زوجة ثانوية للفرعون. وثمة فرضية أن تكون مربيته مايا والدته كذلك.
ولا تزال ظروف موته تشكل لغزا كذلك فهناك فرضية المرض والحادث وجريمة القتل.
ورحل توت عنخ امون من دون أن تكون له ذرية معروفة لكن تم العثور على موميتين لرضيعين توفيا عند الولادة في مقبرته ويعتقد انه والدهما.
أوساط الاثار منقسمة بين الأمل بحصول اختراق علمي تاريخي وبين تحذيرات من الطابع غير الأكيد لتحليل (دي ان ايه) في أبحاث بهذه الدقة على بقايا بشرية عائدة إلى الاف السنين.
ولم يعثر على مومياء أفراد رئيسيين في اسرة توت عنخ امون المفترضة مما يحد من نطاق المقارنة.
ويؤكد عبد الحليم نور الدين استاذ الاثار في جامعة القاهرة أن تحاليل الـ(دي ان ايه) في علم الاثار غير كافية مع أن مومياء الفرعون الشاب بوضع جيد نسبيا، مبينا انه يجب ايجاد أدلة اثرية أخرى تسمح باقامة نسب توت عنخ امون بالتحديد.
لكن ميشال وتمان من المعهد الفرنسي للاثار الشرقية في القاهرة يأمل أن تسمح هذه الدراسات بالتقدم في مجال استخدام الدي ان ايه. وقال سنسر كثيرا في حال تمكنا من الحصول على وسيلة يمكن الوثوق بها لاستخدامها على صعيد دراسات أخرى كثيرة.
التعليقات